الرباط محمد مطر تنسيق وتعاون, تفاعل وتكامل, تبادل وتشاور, تناغم وتحاور. هكذا شدد المتدخلون في الدورة الاستثنائية للمجلس التنفيذي لتجمع دول الساحل والصحراء س.ص الذي انعقد بالعاصمة المغربية الرباط أخيرا علي ضرورة وضع أسس جديدة للتجمع وتكثيف الجهود لمواجهة التحديات الجسيمة المنظمة بالحدود والإرهاب والاتجار والأسلحة. وأكدت المغرب علي لسان وزير خارجيتها سعد الدين العثماني أهمية هذا الاجتماع الاستثنائي والذي شارك فيه العديد من وزراء الخارجية الأفارقة وناقش إحدي من أهم القضايا الحيوية المهمة التي تهدد دول المنطقة وهي شبكات الإرهاب العابر للحدود, وقد أكد هذا المفهوم سعد الدين العثماني مؤكدا أن منطقة الساحل والصحراء تشهد انزلاقات امنية خطيرة تهدد مستقبل كل الدول المعنية وكذا المحاذية للمنطقة, تغذيها شبكات متعددة عابرة للحدود تنشط في مجال الجريمة المنظمة والإرهاب والتجارة غير المشروعة بما فيها تجارة الأسلحة والمخدرات. واوضح العثماني أن الأحداث الأخيرة في منطقة شمال افريقيا زادت من حدة عدم الاستقرار ومكنت من ظهور متدخلين جدد في الأزمة خاصة في مالي حيث تمكنت مجموعات مختلفة من احتلال مناطق كاملة والاستقرار بها وتوجيه انشطتها منها وخلقت بذلك عدم الاستقرار وامتدت إثارة إلي دول الجوار. ربما يكون هذا الموضوع تحديدا هاجسا مشتركا بين المغرب ومصر ويقيني أنه يحتاج إلي كثير من التنسيق والتشاور والتعاون المستمر بين الجانبين, حيث التخوف الذي بدأ يسيطر علي دول أقلية من تحول شمال مالي إلي منطقة تمركز للجماعات الجهادية الإسلامية المسلحة تنطلق منها لتنفيذ عملياتها في منطقة شمال إفريقيا. وهذه هي المخاوف التي زادت حدتها بعد سيطرة الطوارق علي الشمال في دولة مالي وإعلان اتفاقهم مع الإسلاميين علي اقامة ما يشبه الدول الإسلامية التي قد تتحول إلي ملاذ آمن للمتشددين في منطقة الصحراء. مصادر إفريقية مطلعة أكدت لالأهرام أن الجماعات المسلحة في شمال مالي تواصل إمداد جنوب غرب ليبيا بالأسلحة, معتبرا أن المنطقة الواقعة في جنوب ليبيا تمثل قاعدة دعم للفصائل المسلحة في مالي, وهذا ما يطرح التساؤلات من أن يمتد تأثير وجود هذه الجماعات الجهادية في مالي إلي مصر والشمال الإفريقي ومعها المغرب خاصة في ظل الاضطرابات التي تشهدها المناطق الحدودية بين دول المنطقة ومحاولات البعض تمويل المجموعات المسلحة هناك, بما فيها الطوارق وإسلاميون أنصار الدين وحلفاؤهم من القاعدة في المغرب الإسلامي إلا أن بعض المراقبين يخشون من أن تتطور الأمور إلي مواجهات عرقية بين العرب والطوارق تؤدي إلي حرب أهلية بين العرقيات المكونة للمجتمع المالي مما يؤثر سلبيا علي منطقة الشمال الإفريقي. سؤال حملته إلي سعد الدين العثماني وزير خارجية المغرب الذي أدار فاعليات وجلسات المؤتمر بخبرة دبلوماسية ورؤية سياسية ثاقبة حيث أجاب: أن بلاده بحكم انتمائه للاتحاد المغاربي وتجمع الساحل والصحراء معني كباقي دول المنطقة بالتهديدات الأمنية وأثارها المباشرة وغير المباشرة, ويتابع عن كثب مضاعفات هذه الأحداث ويحاول التخفيف من حدتها, وأضاف قائلا: لذلك جاء هذا الاجتماع بالرباط من أجل وضع أسس جديدة للمنظمة تسعي إلي تحقيق الأمن والسلام والتنمية, وتكون في مستوي التجمعات الإقليمية وأداة في مواجهة تحديات التصحر, والتغذية ومحاربة كل أشكال الجريمة بالحدود والاتجار في الأسلحة والمخدرات وتحقيق الأمن والاستقرار لدول المنطقة. ربما كانت كلمات سعد الدين العثماني قريبة من الحقيقة وتدق ناقوس الخطر وتبعث برسائل إلي مصر من أجل مزيد من التنسيق والتعاون علي جميع الأصعدة وتلك هي واحدة من التحديات المقبلة للقيادة المصرية.