يجب على أن أعترف مثل غيرى من الملايين من مصر الذين تابعوا وشاهدوا الندوة التثقيفية الأخيرة للقوات المسلحة التى شارك فيها الرئيس عبد الفتاح السيسى بأنها كانت من أفضل الندوات واللقاءات الفكرية إن لم تكن أعمق من حيث الأثر والتأثير فى الوجدان الوطنى ونمت وغذت شلالا من الانتماء والفخار الوطنى بعرض تلك النماذج البطولية لضباط وجنود القوات المسلحة وحجم التضحيات وقصص هؤلاء الشهداء الأبطال ولوعات الفاجعة وانهار دموع أسرهم وحتى من اصيب وفقد ذراعيه كالضابط كريم بدر وغيرهم وغيرهم العشرات. ولعلى أتجرأ وأقول إن تلك الندوة كانت من النجاح الذى كانت يستحيل امامه مئات إن لم يكن آلاف البرامج التليفزيونية اياها والتى حتى وإن أعطيت الوقت الهواء المفتوح كانت ستحقق الحد الأدنى من هذا النجاح الطاغى لندوة القوات المسلحة الخميس الماضي، فالشكر واجب وموصول للقوات المسلحة ومؤسساتها وهيئة التوجيه المعنوى على هذا النجاح الفائق الحدود والتوقعات ناهيك عن مجمل الرسائل الايجابية الرصينة المعنى والمغزى التى افاض بها الرئيس السيسى لكل شعب مصر وأنارت الطريق وثبتت العقيدة لدى ابناء هذا الوطن حول بطولة وتضحيات ومعارك القوات المسلحة التى انقذت هذا الوطن وبصفة خاصة بعد ثورة 25 يناير، وكشفت النقاب عن الجهد والتحدى للمؤامرة لاختراق تركيبة وعقيدة الانضمام لشرف الجندية المصرية وأهدافها النبيلة، ومنع أى انزلاق نحو العبث بتلك التركيبة أو تغيير أهدافها ومضامينها. لكن تبقى المفاجأة الكبرى خلال تلك الندوة وفعاليات هذا الملتقى ما طرحه وسرده الدكتور عبد المنعم سعيد الذى كان اختياره موفقا للحديث وما قدمه من اطروحة فكرية تنم عن فكر استراتيجى واع وقدرات ومؤهلات لامتناهية لحجم التحديات وجوهر اللحظة التاريخية حاليا بعيدا عن التعبيرات الاستهلاكية أهم نجاحات واستخلاصات هذه الندوة، حيث أصل د. سعيد بحنكته ودراية فائقة مجمل تلك التحديات وبرصد متابع جيد اشبه بالجراح العبقرى الذى شخص الداء ووفر فى نهاية الأمر الدواء الناجع للقضاء على فكر وأنشطة ومنصات وممارسات وارهاب أهل الشر لعلى لا اكون فى حاجة إلى سرد أساليب الحرب النفسية والدعاية السوداء ومجمل عمليات تلك الجماعة واخواتها من أهل الشر التى عددها وفندها د. عبد المنعم سعيد لكن تبقى عبرة الأمور والخلاصات التى انتهى اليها بدقة التنفيذ لمجابهة تلك الممارسات ودك المنصات الاعلامية لتلك الجماعات الإخوانية من اكثر من دولة عبر انشاء كيان اعلامى مصرى من القوة عابر للحدود يتابع بالرصد والرد والصد والتوجيه بآلة اعلامية مصرية جديدة ومتعددة أشبه بقوة صواريخ ونيران المعارك الحربية من حيث الأثر والنتائج والنجاحات فى الحال لوأد والفتك بتلك الدعايات والشائعات الكاذبة لتلك الجماعة ومحطاتها ومنصاتها الجاذبة للارهاب، بحيث تتحول إلى حالة هجومية انتقامية بدلا من الدفاعية والتبريرية الآن. وبالفعل أتفق تماما مع كل ما جاء فى هذا الطرح من قبل د. سعيد واعترف بأن هذا ما ينقصنا حيث الرجل حدد الملامح والأدوات والقواعد والأسس ومنصات الاخلاق والقذف عبر هذا الكيان الاعلامى الذى يجب أن يكون تابعا لمؤسسة الرئاسة ويتولى أمره قيصر جديد للاعلام حتى نضمن الجودة والنجاح والمهنية وسرعة النتائج وتحقيق الأهداف المرجوة فى أقصر وقت. وأنا على يقين بأن تلك الاستجابة الفورية من الرئيس السيسى لهذا المقترح من د. سعيد سواء عبر الغاء أو تجميد الهيئة العامة للاستعلامات وانشاء ما طرحه باسم مركز مصر المعاصرة سترى النور قريبا لأنه من المعيب بعد كل هذا النجاح طيلة عامين ونصف من تولى الرئيس السيسى سدة الحكم والقرار فى هذا الوطن ومن إحداث حالة فريدة من الاستقرار ورصد لقوى الظلام فى معارك طاحنة لضرب وإنهاء فلول وقوى الارهاب المنفلت ووصلنا إلى درجة التعافى شبه الكامل فى الاستقرار والأمن ومن ثم تنفيذ معركة البناء والنجاح الاقتصادى والتنموى لوحدنا فى مصر والا يكون لنا منصة إعلامية ذكية فعالة فتاكة. لعلى لا اكون مبالغا إذا أخبرت الرئيس السيسى أن الاعلام المصرى بكل أدواته ومنصاته الاعلامية والصحفية يعيش أسوأ فترة فى تاريخ مصر من التدنى والترنح الاعلامى وفقدان البوصلة والهدف الوطني، وفى حالة خلل وتباعد عن نجاحات الدولة حاليا ومؤسساتها، سواء فى مكافحة وضرب الارهاب أو تحقيق معجزات البناء والتعمير والنجاح الاقتصادى المتدرج حاليا بعد تعاون مع الفشل وقطيعة مع النجاح استمرت سنوات طويلة. ولذا لابد من تصحيح هذا الوضع المتردى للاعلام الآن، وليس غدا وانشاء وتنفيذ اقتراح د. سعيد على الفور حيث الأدوات والأفراد المؤهلون المبدعون موجودون والقيصر الذى سيتولى هذه المهمة بيننا وهو الدكتور سعيد أو من يراه الرئيس مناسبا ومحترفا لإدارة تلك المعركة خاصة بعد أن أصبحت جبهتنا الاعلامية ضعيفة ومتصدعة مع تزايد نوعية هؤلاء الكائدين والكارهين لنا، ولذا يجب ألا نظل أسرى الكيد والكذب والتضليل وتصفية الحسابات والمرارات الدفينة ويجب ألا يكون الرئيس لطيفا معهم بعد اليوم، وعلينا أن نسحقهم حتى العظم. لمزيد من مقالات أشرف العشري;