ضمن ندوات «المقهى الثقافي» فى اليوم الثالث بمعرض الكتاب ، ناقشت ندوة «من كتابات الأقدمين» كتاب «شوق المُستهام فى معرفة الرموز والأقلام» ل «ابن وحشية النبطي»، وأدارتها الكاتبة «سلوى بكر». وتحدث فيها د. «حجاجى إبراهيم» أستاذ الآثار والفنون بجامعة طنطا، واستهل كلمته بالتأكيد على أن الكتاب موضوع المناقشة الذى كُتب فى العصر العباسى فى القرن التاسع الميلادى، يُوضح المُصطلحات القبطية والهيروغليفية والهندية وغيرها وما يُقابلها بالعربية، ومنها كلمات شائعة إلى يومنا هذا، وأخرى اندثرت. وأشار د. حجاجى إلى جهد الكاتب الكبير فى فهم وشرح اللغات الأخرى كالسريانية والهندية والسومرية حيث يحتوى كتابه على أكثر من 21 خطا مختلفا. وأكد د. حجاجى أن «حجر رشيد» لم يكن قد اكتشف فى فترة ابن وحشية، لكن شمبليون استفاد من أعمال ابن وحشية فى فك رموز اللغة الهيروغليفية، لذلك يعود الفضل مُباشرة لابن وحشية فى فك شفرات الحجر. وعن هدف ابن وحشية من كتابه أشار إلى أنه كان يهوى التعرف على الثقافات والخطوط مما جعله يتفرغ لدراسة الخطوط قرابة 21 عامًا. واستعرض بعض المصطلحات الواردة بالكتاب مثل «الزمالك» التى تعنى أكشاكا بالتركية، وكلمة «رنجة» وهى إيطالية، و«بصارة» قبطية، و«بيمارستان» تعنى مركز الشفاء بالفارسية، وغيرها من المُصطلحات. ومن جانبها أكدت الكاتبة سلوى بكر أن اللغات القديمة حفظت لنا ثقافة وحضارة قديمة كادت تندثر بسبب العوامل الفكرية وتهميش ثقافات لإبراز أخرى. وطالبت بضرورة دراسة كتب التراث كما هى دون أن نغتر بدعاوى تهذيب التراث المغرضة التى تسعى لتشويهه وتحريفه.