فى أولى ندوات « شخصية المعرض» التى شهدتها القاعة الرئيسية، وهى الندوة التى قدمها الشاعر أحمد الشهاوى وتحدث فيها د. جابر عصفور و الناقد الدكتور محمد عبد الله الأستاذ بجامعة بنها والشاعر الدكتور محمد السيد إسماعيل, الذى قال فى كلمته عن صلاح عبد الصبور:«التجديد عنده ليس قفزا فى الهواء، بل خطوات ثابتة محسوبة وإضافة إلى القديم, تضيف إليه ولا تهدمه، وهذا ما يفسر تفضيله مصطلح الشعر الجديد عن الشعر الحر الذى ذاع على يد نازك الملائكة لأن التسمية الأخيرة توهم بتخلص الشاعر من الوزن العروضى كلية، وهو أمر غير صحيح. وكان اختيار عبد الصبور شعر التفعيلة اختيارا واعيا، فقد رآه الشكل القادر على استيعاب العنصر القصصى وتوظيفه توظيفا رائعا فى الاداء الشعري. أما تجديده فى استخدام اللغة فكان ملمحا اساسيا، حظى بالاهتمام الاول عنده. وفى كلمته قال د. محمد عبد الله: أزعم أن عبد الصبور هو صاحب المفتاح الذى فتح لقصيدة التفعيلة الباب على مصراعيه.. ولم يجرؤ أحد على الوقوف أمام العقاد بإبداعه إلا صلاح عبد الصبور، لقد كان صوتا راصدا لأدق الذبذبات التى عاشها العالم العربى وشهدتها الإنسانية, وتحاور مع التراث برؤية واعية لمتطلبات عصره. لديه التجريب الابداعى للأبنية الموسيقية والتعبيرية، خاصة فى الحوارية الدرامية المتمثلة فى شعره ومسرحه الشعري. أما د. جابر عصفور فقال: فى تقديرى أن صلاح عبد الصبور هو أهم شاعر مصرى منذ الحرب العالمية الثانية وحتى توفاه الله.. وهو فى تقديرى أهم شاعر مصرى بعد شوقي، ومن اللافت أن كليهما لم يكتف بالشعر بل دخل معترك المسرح وترك تراثا مسرحيا فاصلا، والشعر المصرى بعد عبد الصبور مختلف عنه قبله, لأنه كان شاعرا صاحب رؤية لم تكن عند غيره، وعلامة الشاعر العظيم أن تكون له رؤية للعالم. وقد عايش عبدالصبور مشكلتين هما مشكلة الحاكم المستبد ومشكلة المجتمع المتخلف.. سنجد الدفاع الهائل عن الحرية والعدل عند عبد الصبور منذ عام 1954، لقد عاصر عبد الصبور ازمة الديمقراطية عام 54 وانتصار الفريق الرافض لها، وكتب قصيدة «عودة ذى الوجه الكئيب» مستخدما عنوانا رمزيا، اراد به الاشارة الى عودة الديكتاتورية. كانت المشكلة الأولى فى شعر عبد الصبور: العدل، ليس بمعناه السياسى فحسب بل بمعناه الكونى ايضاً.