يضحك فتضحك الدنيا بعينيها ، تتمايل طربا فتذهب بعقله خلفها، تتآلف أرواحهما فتحلو الحياة ويطيب لهما تحمل أعباء الدنيا ، وكأن الحياة تعزف لحنا علي أوتار قلبيهما، يعجب السامعين، وكل مشغول بلحنه، ساع له، يريد التنعم برقصة الروح علي موسيقي المحبة. قلوب الأطفال هي الأكثر قدرة علي سماع ذلك اللحن ، فهم الأصدق والأنبل ، والقلوب تكبر وتشيخ كما الوجوه، لكنها لاتكبر بالعمر ، إنما بالحساب دون الجبر والتعقل كبحا لمراد القلب ..طريق العشق وعر، سالكوه احتفظوا بقلوبهم علي طفولتها، لا تهاب خطوط العمر ولا تجاعيد الزمن، هي علي شغفها بالهدايا، تطلب هدايا رحلة العمر ، وإذا كان البعض تغريه اللعب أو الأشياء أي ما تكون ، فإن المريدين يثمنون القلوب كأعظم الهدايا ، فإذا كان العمر الأول رحلة ،فإن الذين أحبونا هم أثمن هدايا الزمن .