كأن يده الرثة اعتادت ان تتلوث بدماء اقرب الناس إليه وهانت عليه طفلته بعد ان هانت عليه زوجته منذ ثمانى سنوات وبقلب ميت وضمير رحل بلا رجعة تلفح الاب السائق بالقسوة والجبروت وقتل ابنته ذات الاعوام التسعة دون ان تقترف ذنبا سوى انها اصيبت بمرض التبول اللا ارادى حزنا على وفاة امها على يد ابيها. حيث لم يتمالك الأب ذو القلب الميت نفسه عندما شاهد ملابس طفلته مبللة بالمياه وبدلا من ان يحنو عليها ويضمها بين ضلوعه ليعوضها غياب أمها انهال عليها ضربا وكيا بالنيران ولم يتركها الا بعد ان فارقت الحياة وجلس بجوار جثتها يشعل السيجارة ابتهاجا برحيلها. كشرت لها الحياة عن انيابها وخيم الحزن على حياتها واعطتها الفرحة ظهرها وانطفيء قنديل حياتها بمجرد خروجها من رحم امها فقد وهبتها الاقدار ابا يرى ان خلفة البنات عار وأن الام التى تنجب الانثى لا بد من قتلها او رجمها حتى الموت لانها لم تنجب الولد الذى سيكون السند والحماية ومنذ اللحظة الاولى لميلاد الطفلة »ملك« اندلعت نيران الاب فى شقة الزوجية وانهال على زوجته وهى على فراش المرض ضربا وركلا لان المولودة أنثى ورفض الاعتراف بطفلته وتسجيلها فى دفاتر المواليد وساقت عليه زوجته الاهل والجيران وبشق الانفس دون اسم صغيرته فى الدفاتر واقسم ان يحيل حياة زوجته الى جحيم حتى لا تتجرأ ثانية وتنجب أنثى أخرى فأذاقها كل اصناف الهوان وجرعها العذاب والمرارة فى الكئوس وتحاملت الزوجة التى لم يتعد عمرها عشرين عاما على نفسها من اجل طفلتها حتى جاء اليوم الذى لم تشرق فيه شمس النهار واستيقظ الزوج الشيطان من نومه وشاهد زوجته تبكى لمرض طفلتها وارتفاع درجة حرارتها وتوسلت إليه ان تذهب بها الى المستشفى الحكومى فى مدينة الوراق لانقاذها لكنه رفض فاصرت الام على إنقاذ صغيرتها من الموت ولم يدر بخلدها ان ملك الموت ينتظرها وانها بعد دقائق سوف ترحل عن الحياة وتترك ابنتها لجحيم ابيها وحملت الام طفلتها على كتفها وبمجرد ان اقتربت من باب الشقة انهال عليها الزوج ضربا وركلا والتقط الطفلة من بين ضلوعها وقذفها على الارض وراح يضرب زوجته حتى فارقت الحياة وبجوارها طفلتها التى لم يتجاوز عمرها عاما تبكى رحيل امها وفر الجانى حتى استيقظ الجيران على اصوات صراخ الطفلة وكان المشهد اقسى من ان يوصف عندما شاهدوا البريئة تنام على صدر امها التى فارقت الحياة وتصرخ وكأنها تتوسل إليها ان تعود للحياة لترحمها من جحيم ابيها. قام الجيران بإبلاغ قوات الشرطة بمقتل جارتهم واكدوا ان زوجها كان دائم التعدى عليها بالضرب واتهموه بقتلها والقت المباحث القبض عليه وقضت محكمة الجنايات بمعاقبته بالسجن لمدة سبعة اعوام بتهمة ضرب افضى الى الموت ومرت الاعوام السبعة والطفلة ملك تعيش فى كنف جدتها حتى خرج الشيطان من محبسه. واصر على اخذ ابنته من جدتها لتعيش معه واعتقد الجميع انه تعلم الدرس وان فترة السجن اصلحت سلوكه المعوج ولكنه خالف كل الظنون وازداد قسوة وغلظة ومنذ ان وطأت اقدام الصغيرة شقته كان يضربها ويكويها بالنيران لاتفه الاسباب حتى اصيبت بمرض التبول اللإ إرادى من شده خوفها منه وعندما طلبت منه ان تعود للاقامة مع جدتها حبسها داخل الغرفة ثلاثة ايام دون ان تتناول كسرة خبز لتأديبها وهددها بالقتل اذا طلبت العودة لجدتها وخشيت الصغيرة من تهديداته وكانت تقضى ساعات الليل الطوال فى البكاء والدعاء بأن تنام بجوار امها فى القبر وكأن السماء قد استجابت لدعواتها فعندما راحت البريئة فى النوم تبولت لا إراديا على نفسها من فرط خوفها من ابيها الجاحد وعندما استيقظت حاولت الإسراع لتغيير ملابسها إلا انه امسك بها وراح يرطم رأسها فى الحائط ويسدد إليها اللكمات ثم احضر عصا وانهال على رأسها حتى فارقت الحياة ولاذ بالفرار ، وقد تمكنت المباحث من ضبطه وأمر المستشار محمد عبد السلام المحامى الاول لنيابات شمال الجيزة بحبسه.