تحقق الصين صعودا سلميا غاية فى الذكاء، باعتبارها قوة عظمى عالمية، بعد أن نجحت فى أن تصبح قوة آسيوية مؤثرة، وذات نفوذ سياسى واقتصادى فى آسيا. وبعد التصريحات الأخيرة التى أطلقها الرئيس الأمريكى الجديد (المثير للجدل) دونالد ترامب عن سياسة «أمريكا أولا»، انطلقت العديد من الصحف الأمريكية والعالمية تتساءل عمن سوف يقود العالم إذا التزمت أمريكا فى عهد ترامب بسياسة «العزلة» وعدم التدخل فى الشئون الدولية إلا بما يخدم المصالح الأمريكية فى أضيق الحدود. وقدمت العديد من الرؤى فى هذا الصدد، إحداها أن روسيا سوف تكون الدولة الأكثر نفوذا وتأثيرا فى النظام العالمي، خاصة فى ظل طموحات الرئيس فلاديمير بوتين، فى حين ذهبت رؤى أخرى ترجح كفة الصين التى أصبحت تمتلك قوة اقتصادية وعسكرية مدهشة، ونجحت فى تطوير معداتها العسكرية، وقدرة أسلحتها، بالتعاون مع العديد من الدول المتقدمة بصورة غير مسبوقة، متفوقة على اليابان من الناحيتين الاقتصادية، بعد أن أزاحتها من المركز الثانى عالميا بعد الولاياتالمتحدة، واحتلت مكانها. وعسكريا، حيث تتعثر اليابان فى تطوير قدراتها العسكرية بسبب المحاذير التى وضعها دستور1947 على تسليح اليابان وتطوير قدراتها العسكرية. ويقود الرئيس الصينى الحالى شى جين بنج، استراتيجية دبلوماسية تتسم بالذكاء الشديد بهدف إقامة علاقات ودية مع كل دول العالم، وهو ما يمكن أن نطلق عليه «الهجمة الدبلوماسية» ل«بينج»، فهو لا يتوقف عن القيام بزيارات إلى كل دول العالم من إفريقيا إلى آسيا إلى الشرق الأوسط إلى أمريكا اللاتينية، والهدف هو ليس فقط الترويج للاستثمارات والمنتجات الصينية التى ذهبت لكل بيت فى أركان المعمورة، ولكن الأهم هو الترويج للصين كقوة سلام عالمية، لا هدف لها إلا تحقيق السلم والاستقرار فى العالم. فهل يشهد عهد ترامب تراجع أمريكا عن دورها العالمي، وبالتالى تفسح المجال للصين أو روسيا، أم أن فى جعبة ترامب خطة أو مؤامرة تستهدف الصين؟! لمزيد من مقالات منصور أبوالعزم