عندما يقول الرئيس السيسى فى حديثه لرؤساء تحرير الأهرام والأخبار والجمهورية «أدعو المصريين للسيطرة على الإنجاب للحد من النمو السكانى الذى يشكل عبئا كبيرا، ولو لم تتم السيطرة عليه فلن يشعر الناس بثمار التنمية» فإن الأمر فى اعتقادى يتجاوز توصيف الدعوة والمناشدة ويمثل فى حقيقته نداء استغاثة بكل ما فى الكلمة من معان. ما يقوله الرئيس السيسى يستهدف أن نكون صرحاء مع أنفسنا وأن نعترف بأن كل جهودنا فى مجال تنظيم الأسرة على مدى العقود الماضية لم يكن بالدرجة الكافية، بينما ترتفع نبرة الأصوات المطالبة بتطوير اقتصادنا الوطنى وتنمية بيئتنا الاجتماعية دون النظر إلى أننا مازلنا نستقبل سنويا أكثر من مليون نسمة إضافية يحتاجون إلى مساكن جديدة ومدارس جديدة وخدمات أساسية فى الصحة والطرق والمواصلات فضلا عن فائض العمالة الذى يتراكم عاما بعد عام وأدى إلى تفاقم مشكلة البطالة. وليس من قبيل جلد النفس والذات أن نعترف بأن ال 65 عاما الماضية تعطى عنوانا صريحا لتقاعسنا وعدم انتباهنا بالدرجة الكافية لمشكلة الزيادة السكانية، مما أدى إلى ارتفاع عدد سكان مصر من قرابة 20 مليون نسمة فى مطلع ثورة يوليو 1952 إلى ما يربو على 90 مليون نسمة اليوم. وإذا كان تجار بعض الشعارات الذين يتمسحون فى الدين يقولون إن الزيادة السكانية تمثل قوة إضافية للأمم والشعوب، فإن ذلك افتراض يمكن قبوله بالنسبة للدول التى لا تعانى من اختلال بين الموارد المحدودة والزيادة السكانية الرهيبة بمثل ما هو الحال عندنا فى مصر وغيرها من الدول ذات التراكمات الموروثة التى تعرقل خطوات وبرامج التنمية، وتصبح معها الزيادة السكانية خطرا وليس مجرد عبء فقط. إن استغاثة السيسى استغاثة حقيقية وصادقة وتستوجب منا جميعا «حكومة وأهالي» أن نعيد قراءة المعادلة السكانية المصرية بدقة وأن نحسن التعامل معها بحكمة واقتدار! خير الكلام: إذا جهلت فاسأل وإذا أسأت فاندم وإذا ندمت فأقلع! [email protected] لمزيد من مقالات مرسى عطا الله;