بعد مطاردات دامت لأكثر من أسبوعين ، أعلن رئيس الوزراء التركى بن على يلدريم أمس أنه تم اعتقال منفذ اعتداء اسطنبول الذى وقع ليلة رأس السنة، حيث اعترف المتهم بجريمته. وقال يلدريم فى مؤتمر صحفى، إن منفذ الهجوم الذى يدعى عبد القادر ماشاريبوف ولد فى أوزبكستان وتلقى تدريباته بأفغانستان، وأضاف أنه دخل الأراضى التركية بطريقة غير شرعية ونفذ الهجوم الذى راح ضحيته العشرات بتوجيهات من تنظيم "داعش" الإرهابى. وأضاف يلدريم أن السلطات اعتقلت منذ وقوع الهجوم نحو 50 شخصا ،من بينهم 3 نساء ورجل عراقى. وتمكنت فرق مكافحة الإرهاب التركية بالتعاون مع جهاز المخابرات التركى من اعتقال ماشاريبوف بعد أن تلقت بلاغا حول مكان لإقامته فى منزل وسط حى اسنيورت بإسطنبول حيث تم اعتقاله مع أربعة أشخاص آخرين مشتبه بهم أيضا هم رجل قيرغيزى وثلاث سيدات من مصر والسنغال والصومال. ونوهت وسائل الإعلام إلى أن المشتبه به لم يقاوم السلطات، ولم يدخل فى اشتباكات مسلحة مع قوات الأمن. من جانبه، أعلن وصيب شاهين محافظ اسطنبول فى مؤتمر صحفى أن القاتل من مواليد عام 1983، ويجيد 4 لغات أجنبية وتم العثور على مسدسين بحوزته لدى القبض عليه، فضلا عن مبلغ 197 ألف دولار . وأشار إلى أن مشاريبوف، اسمه الحركى "أبو محمد خورسانى عبد الكافى"، اعترف بجريمته وتطابقت بصماته مع البصمات المسجلة لدى الأجهزة الأمنية، معربًا عن اعتقاده أنه دخل تركيا فى يناير الماضى. جاء ذلك فى الوقت الذى نشرت فيه صحيفة "تايمز" البريطانية تقريرا مخابراتيا أوروبيا سرى كشف عن خطط للرئيس التركى رجب طيب أردوغان للقيام بعملية تطهير فى صفوف الجيش قبل محاولة الانقلاب الفاشلة فى يوليو الماضى. وفقا للتقرير فإن قرار بدء الانقلاب جاء خوفا من حملة التطهير التى كان أردوغان يخطط لها .وأضاف أنه من "المرجح أن يكون منفذوه مجموعة من الضباط الموالين للداعية فتح الله جولن والعلمانيين المناهضين للحزب الحاكم، وليس من المرجح تورط جولن نفسه فى التخطيط للانقلاب". وأشار تقرير الصحيفة إلى أن "مناصرى جولن أمضوا عقوداً من الزمن وجهداً مضنياً لإيصال مناصريهم إلى مناصب مرموقة فى الجيش والنظام القضائى والشرطة وغيرها من المراكز الحكومية المرموقة فى محاولة ليكون لهم تأثير فى الوضع فى البلاد وتقييد نشاطات الرئيس أردوغان". وختمت الصحيفة تقريرها بالقول إنه "من غير المرجح أن يكون لجولن القدرة على اتخاذ مثل هذه الخطوة، كما أنه ليس هناك أى دليل على أن الجيش الذى يعتبر نفسه حامياً لتركيا العلمانية ومناصرى جولن مستعدين للتعاون معاً لعزل أردوغان".