لتسجيل اللحظة بكل مشاعرها وردود أفعالها, يتم إيقاف الزمن عند تلك اللحظة المختارة من الحياة, تنقل كما هي, بكل تفاصيلها, هذا ما يفعله الفيلم التسجيلي, الذي يحاكي الحاضر, ثم بعد ذلك يتحول لوثيقة وجزء من ذاكرة الأمة. من هنا كانت أهمية المصادفة, بأن يواكب انتخابات الرئاسة, مهرجان الإسماعيلية للسينما التسجيلية, وجاء الإصرار علي إقامته, للتخلص من شبح عدم الاستقرار, وتعالت نبضات الخوف من أن يقع أي حادث يعكر صفو ذلك اليوم التاريخي, يوم إعلان اسم الرئيس, عدي النهار والليل, والمشاعر مختلطة بين السعادة بمدنية الرئيس, وترقب وتطلع لمدنية الدولة, وشغف بدوران عجلة الإنتاج والعيش علي أرضية مستقرة, خالية من أي قلاقل, لتكتمل تلك التجربة الديمقراطية الفريدة, التي افتقدتها الأجيال التي سبقتنا, وحظينا بها نحن, بفضل الدماء الطاهرة لشهدائنا, وبعيدا عن التقليدية, أثق في أن القائمين علي مهرجان السينما التسجيلية, صابر عرب وزير الثقافة ومجدي أحمد علي وأمير العمري, بإدراكهم هذا الحدث المهم لصناع الحرية, بأن يكونوا قد كلفوا من يسجله سينمائيا, لتكون لدينا أفضل وأهم وثيقة تتفاخر بها الأجيال المقبلة. ومثل الثلاثية الرائعة لشادي عبدالسلام التي لم تكتمل, والسيمفونية التاسعة( البطولية) لبيتهوفن التي لم تتم, هناك مشهد لم يكتمل, نتطلع لتسجيله, في تلك الصورة الفريدة للوثيقة السينمائية التي سيتم تخليدها, أن تتعانق يد رئيس الجمهورية د.محمد مرسي مع يد الفريق أحمد شفيق, بعد برقيته الرقيقة, إنها واحدة من أهم خطوات المصالحة الوطنية. المشهد يتسع للجميع, وللفنانين والأدباء, أدوار أساسية ومؤثرة, في تشكيل الوجدان وصناعة الجمال, ويتطلعون مثل غيرهم لرسالة اطمئنان, لتدب الحيوية في نفوسهم, مع التأكيد علي حرية الإبداع, مادام الرهان علي السياسات التي تصون هذا الوطن وترتقي به. المزيد من أعمدة سمير شحاته