سمية ربة منزل عمرها 37 عاما، حاصلة على الشهادة الإعدادية، وزوجها يكبرها بأحد عشر عاما وهو حاصل على بكالوريوس التجارة، وكانا يعملان سويا فى أحد محال الملابس الجاهزة فى منطقة وسط القاهرة، وعرض عليها الزواج بعد أن أطلعها على حياته الخاصة بأنه مطلق ولديه طفلان، ولما وجدت فيه الصدق والجدية وافقت على الارتباط به، وبعد زواجهما تركت العمل فى المحل لتتفرغ لشئون بيتها، ولجأ هو إلى العمل الحر لتحسين دخله، وأنجبا أربعة أبناء أكبرهم طفلة فى الصف السادس الابتدائى، وسارت حياتهما فى هدوء ورضا، ثم تبدلت أحوالهما فى السنوات الست الماضية وازدادت همومهما، حيث مات ابنه الأكبر من مطلقته وعمره 19 سنة، إثر إصابته برصاصة فى جانبه خلال أحداث ثورة الخامس والعشرين من يناير، وبعدها بشهرين مات ابنه الثانى وكان عمره وقتها ستة عشر عاما فى حادث سيارة عندما كان يعبر الطريق، وعندما علم بموت ابنيه سقط على الأرض، وأصيب بكسر فى ذراعه، وخضع لجراحة تم فيها تركيب شرائح ومسامير له، وما أن استقرت حالته قليلا حتى لاحظ وجود دم فى البول، فذهب لاستشارة أحد الأطباء، فنصحه بإجراء بعض الفحوص والأشعات، فتوجه إلى أحد المعامل وتبين إصابته بالسرطان فى الكلى اليسرى.. ويخضع حاليا للعلاج والمتابعة الدورية، لكن أدويته باهظة الثمن، ولا يستطيع شراءها إذ ليس لديه دخل ثابت وصحته فى تدهور مستمر، وتعمل زوجته فى البيوت أحيانا لتوفير نفقات علاجه ومتطلبات أبنائها الأربعة، لكن دخلها لا يفى كل هذه المصاريف، كما أنهم يسكنون بالإيجار بقيمة خمسمائة جنيه شهريا، ويطالبهم المالك بزيادة قيمة الإيجار إلى سبعمائة جنيه وإلا سيكون مصيرهم الطرد من الشقة.. وهكذا أحاطت بسمية أعباء كثيرة، فزوجها مريض لا حول له ولا قوة، وأبناؤهما فى عمر الزهور، وتحمل مسئولية كبيرة على عاتقها حتى لا تتشرد أسرتها فى الشارع، وكل ما ترجوه هو أن تجد من يخفف عنها أعباء الحياة!.