انتهت الاسبوع الماضي قمة قادة مجموعة العشرين( تG20) بمدينة لوس كابوس بالمكسيك التي ترأس هذه القمة منذ ديسمبر2011 وحتي اخر نوفمبر2012 وجاء اختيار المكسيك لاستضافة هذه القمة لكونها ثاني دولة تنتمي الي الاقتصاد الناشيء, وأول دولة في امريكا اللاتينية تتحمل مسئولية تنسيق انشطة المنتدي الرئيسي للتشاور بشأن الاوضاع الاقتصادية العالمية. وتعد مجموعةالعشرين التي انشئت علي هامش قمة مجموعة الثمانية في25 سبتمبر1999 بواشنطن في اجتماع وزراء مالية مجموعة العشرين وذلك لتعزيز الاستقرار المالي الدولي وايجاد فرصة للتعاون والحوار بين البلدان الصناعية الكبري والبلدان الناشئة أعلي هيئة تشاورية لإدارة النظام الاقتصادي العالمي ووضع قواعده وقد تحولت بعد انشائها من مجرد هيئة لاصدار التوصيات الي هيئة تستطيع اتخاذ قرارات ذات قوة مؤثرة في مجالات التعاون المالي والاقتصادي الدولي وتستمد قراراتها قوتها من اقتصاداتها التي تشكل80% من التجارة العالمية و90% من الناتج المحلي الاجمالي العالمي فضلا عن عدد سكانها الذي يمثل66% من اجمالي عدد سكان العالم. ويمثل دول مجموعة ال20 الصين اندونيسا اليابان كوريا الجنوبية وتركيا والمملكة العربية السعودية من اسيا وجنوب افريقيا فقط من القارة السمراء والارجنتين والبرازيل من امريكا الجنوبية واربع دول من الاتحاد الاوروبي تمثلها بريطانيا وفرنسا وايطاليا والمانيا اضافة الي روسيا وامريكا الشمالية التي تمثلها الولاياتالمتحدة وكندا والمكسيك واخيرا استراليا بالاضافة الي المؤسسات المالية والرئيس التنفيذي لصندوق النقد الدولي ورئيس البنك الدولي واللجنة النقدية والمالية الدولية, ولجنة التنمية التابعة لصندوق النقد الدولي والبنك الدولي. من ابرز اولويات القضايا التي ناقشتها القمة واوصت بها: أولا: احداث التوازن الاقتصادي والذي يتناول اجراء الاصلاحات الهيكلية من اجل التنمية والتوظيف. ثانيا: تحسين الهيكلة المالية العالمية من خلال اعمال اصلاحات في نظام الحصص للدول المشاركة في صندوق النقد الدولي والبنك الدولي, ووضع نظام محكم لكيفية اختيار التمويلات ثالثا: بحث اسعار الصرف والاحتياطات العالمية من العملة الصعبة رابعا: تقوية نظام التأمين الغذائي وتقوية التنمية المستدامة وتشجيع النمو الاخضر ومواجهة تغير المناخ بالاضافة لبحث موضوعات اخري مثل التوازن في أسعار المواد الخام ومكافحة الفساد المالي والاداري واجراء حوار مع قطاعات المجتمع من الشباب والاكاديميين والمجتمع المدني حول الانشطة التي تقوم بها مجموعة ال20 وبحث دور قمة العشرين ودور القادة في حل مشكلات المجتمع. خامسا: تحرير التجاره والاستثمار ودعم البنوك الوطنيه سادسا: مساعدة مجموعة العشرين للبنك الدولي بما يقرب من600 مليار دولار لحل الازمات المالية العالميه خاصه في اليونان واسبانيا او ما يسمي بحزمة اليورو. سابعا: إيجاد فرص لتشغيل العمالة. ثامنا: الاهتمام بالطاقة المتجددة والموفرة. وكانت قمة ال20 قد سبقتها سلسلة من الاجتماعات التحضيرية علي مستوي كبار المسئولين ووزراء دول ال20 حيث تم في يناير الماضي تشكيل مجموعة عمل لبحث إعادة تأسيس لجنة( بريتون وودز) التي كانت تنظم المعاملات المالية والتجارية في العالم حتي عام1971. وفي أبريل كان هناك اجتماع لبحث الادماج المالي لمجموعة العمل للمنتدي الدولي السنوي للطاقة فيما عقد في مايو اجتماع للشبكة الدولية للتعليم المالي وحلقة نقاشية للبنك الدولي حول المواد الاولية واخري حول النمو غير الضار بالبيئة. وقد مثلت قمة العشرين اهمية خاصة للمكسيك خلال رئاستها للقمة خاصة وانه تم التركيز علي تحقيق الاستقرار الاقتصادي كأساس للنمو وتوفير فرص العمل واصلاح النظم المالية والوطنية وايضا تعزيز الامن الغذائي ومعالجة الزيادة في اسعار السلع بالاضافة الي دفع التنمية المستدامة والنمو الاخضر ومعالجة تداعيات تغير المناخ وذلك في الاطار الدولي متعدد الأطراف. واستهدفت حكومات امريكا اللاتينية من عقد القمة الخروج بقرارات ملموسة لحل الازمات الاقتصادية حيث ستستفيد امريكا اللاتينية من الصادرات وتدفق رأس المال اذا انتعش العالم من الانكماش حيث ان التنمية الاقتصادية للدول الفقيرة ترتبط بشكل كبير بالتنمية في الدول المتقدمة وبالتالي كانت الدعوة لزعماء مجموعة العشرين أن يبذلوا الجهود لتجديد النظام المالي العالمي. كما مثلت القمة فرصةالاعتراف بالتأثير السلبي للازمة الاقتصادية العالمية, والأزمة الأوروبية الراهنة, علي تحقيق الاهداف الانمائية للالفية, فلا يجب علي الاطلاق الارتكان لهذا الامر كمبرر لعدم تقديم الدول الكبري المساعدات اللازمة لتحقيق الاهداف الانمائية, كما يجب ان تنعكس مواقف واراء الدول النامية في نتائج قمة العشرين بالمكسيك مع ضرورة العمل علي ضبط اسعار الغذاء وتحقيق الامن الغذائي لشعوب الدول النامية. وبالتوازي مع اجتماع قمة الG20, عقدت قمة20B وهي منتدي لرجال الاعمال يقام لاول مرة, بمشاركة ممثلين عن كبري شركات المال والأعمال العالمية من الدول الأعضاء بالمجموعة, بالإضافة إلي مدير منظمة التعاون الاقتصادي والتنميةتOECDومدير صندوق الدولي, ورئيس البنك الدولي, وبحضور ريكاردو لاجارد رئيس مركز التنمية العالمية بجامعة هارفارد الأمريكية. ونظرا لاهمية قمة20B فقد حضرها كل من الرئيس المكسيكي كالديرون ووزير الاقتصاد برونو فيراري, ورئيس لجنة تنسيق الB20 اليخاندرو قاميريز, والنائب التنفيذي لرئيس مجلس الأعمال المكسيكي للتجارة الخارجيةCOMCEسيرخو كونتريراس وناقش المنتدي جدول اعمال القمة واكد علي دعم الحوار بين الشركات العالمية والحكومات للمساهمة في تحقيق أهداف مناقشات الG20, ودعمها للB20, وكان هناك اعتراضات واحتجاجات كثيرة منالحركات الاجتماعية والمنظمات المكسيكية, ووفود من أكثر من30 بلداالتي كونت ما يسميبقمة الشعوب عن رفضها لاجتماع قادة مجموعة العشرين(G20)والنموذج الليبرالي الجديد في العالم. وقد عقد هذا الحدث بالتوازي معمؤتمر القمة لمجموعة العشرين الذي استمر لمدة يومين في منتجع لوس كابوس السياحي بولاية باخا كاليفورنيا سورفي شمال غرب البلاد, أعلنالمشاركونفي مؤتمر قمة الشعوب رفض مجموعة العشرين لأنها لا تمثل الشعوب, و لأنها صوت اللصوص و تدافع عن حقوق مصالح الشركات الكبري. اكدوا علي أنالأزمة تنعكسفي جميع مجالات الحياة واستحالة التأقلم مع الرأسمالية التي تحولت في السنوات الماضية الي مضاربة متوحشة وضارية ومعادية للديمقراطية.