تنطلق اليوم في تورونتو كبري المدن الكندية رابع قمة لقادة ورؤساء مجموعة العشرين أكبر20 اقتصادا في العالم ويتضمن جدول اعمال القمة استعراض المستجدات في الاقتصاد العالمي خاصة ما يتعلق بمشكلات المديونية العامة في عدد من الدول المتقدمة واصلاح النظام المالي العالمي واصلاح المؤسسات المالية الدولية, اضافة الي عدد من القضايا الاخري المتعلقة بإعانات الطاقة وشبكات الامان المالي العالمي. ويشارك في اعمال القمة الدول الغنية والناشئة الرئيسية في العالم وهي الارجنتين, استراليا, البرازيل, كندا, الصين, اندونيسيا, المكسيك, المملكة العربية السعودية, جنوب افريقيا, تركيا, كوريا, الهند فضلا عن الدول الصناعية الكبري وهي الولاياتالمتحدةالامريكية, فرنسا, ألمانيا, بريطانيا, كندا, ايطاليا, اليابان, روسيا والاتحاد الاوروبي. كما وجهت الدعوة الي كل من اثيوبيا وملاوي وهولندا واسبانيا وفيتنام كضيوف شرف. كما يحضر القمة الامين العام للامم المتحدة ورؤساء البنك الدولي وصندوق النقد الدولي ولجنة الاستقرار المالي ومنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية. وتعقد قمة العشرين في كندا في وقت تزداد فيه الشكوك حول انتعاش الاقتصاد في المجموعة التي تضم الدول الغنية والصاعدة. فعلي الرغم من عودة النمو الي اقتصادات العالم, الا انه ما زالت هناك اسباب تدعو الي التشكيك في قابليته علي الاستمرار, خاصة مع ازدياد اختلال التوازن بين اقتصادات تبدو في وضع جيد واخري في حالة ركود فنجد ان اقتصاديات القوي الصاعدة مثل الصين والهند والبرازيل تحقق تقدما ونموا بصورة لافته مظهرة علامات ضعيفة من التأثر نتيجة ازمة البنوك العالمية التي دفعت العالم الي ركود في العام الماضي. وبالنسبة للدول الغنية فالوضع مختلف حيث نجد أوروبا تكافح في ظل نمو بطيء يتضاعف بسبب ازمة الديون الحالية, والنمو في المانيا وبريطانيا مثلا ما زال قليلا وهشا بينما تعاني اسبانيا من نسب بطالة عالية, وسجلت الولاياتالمتحدة أكبر اقتصاد في العالم نموا كبيرا في العام الحالي لكن انتعاشها لم يتحول حتي الان الي فرص عمل وبلغت نسبة البطالة فيها9,7%, كذلك هناك مخاوف بسبب ارتفاع حجم الدين العام فضلا عن ان النظام المالي العالمي يحتاج الي اصلاحات واسعة, ولهذا ينتظر قادة مجموعة العشرين المجتمعون في تورنتو برنامجا مثقلا بالمواضيع الخلافية والشائكة. وقد احدثت هذه الاوضاع الافتصادية المختلفة تباينا وخلافات كبيرة بين دول المجموعة حول افضل الطرق المتعلقة بتصحيح وضع الاقتصاد العالمي الذي يحذر الخبراء من هشاشته. واكد الرئيس الامريكي باراك اوباما في رسالة وجهها الي قادة العشرين الاسبوع الماضي اهمية الاستمرار في سياسة الانفاق العام.. واشار الي ان خفض الدول للانفاق العام سيشكل خطرا علي الانتعاش الاقتصادي العالمي واعتبر أن الاولوية القصوي لقمة تورنتو يجب ان تكون حماية وتعزيز الانتعاش. ودعا الرئيس اوباما اعضاء مجموعةالعشرين الي استمرار الانفاق العام عند معدلاته المرتفعة الحالية حتي لا يعود اقتصاد العالم الي دائرة الركود في ظل هشاشة التعافي الاقتصادي الحالي, ويأتي ذلك في الوقت الذي تتجه فيه اغلب دول اوروبا الي خفض الانفاق بسبب تفاقم ازمة الديون لديها, ومن جانبه حدد الرئيس الصيني جين تاو ثلاثة اهداف سيركز عليها في اجتماع تورنتو اولها الامل في ان تعزز الدول الاعضاء فيالمجموعة الاتصالات والتنسيق بشأن ازمة الدين الاوروبي الراهنة علي مستوي سياسات الاقتصاد الكلي, وثانيا دفع القمة لصندوق النقد الدولي لانهاء زيادة حصة الصين بما يعطي تمثيلا وصوتا أكبر للاقتصادات الناشئة والدول النامية, وثالثا اعطاء الدول الاعضاء اهتماما اكبر لمشكلات التنمية ومنحها مساندة سياسية لاجتماع الاممالمتحدة الخاص بأهداف تنمية الالفية المقرر في سبتمبر القادم وادانة القمة للحماية التجارية.