طالب المنتدى العربى الثانى فى ختام أعماله بجامعة الدول العربية، بالعمل على إعداد استراتيجية للغة العربية والتنسيق مع لجانها ومنظماتها المتخصصة (الإلكسو) إضافة إلى الهيئات والمؤسسات المعنية فى هذا الشأن، وحث الدول الأعضاء التى لم ترسل حتى الآن طلب ترشيحها للجنة خبراء اللغة العربية على موافاة الأمانة العامة بأسماء ممثليها للمشاركة فى اللجنة، كما طالب المنتدى فى جلسته الختامية بمخاطبة وزارات التربية والتعليم بالدول العربية عبر الأمانة العامة للجامعة بالعمل على تعريب التعليم الجامعى وقبل الجامعي. ودعا المؤتمر الأمانة العامة إلى وضع تصور لإطار موحد لاختبار كفاءة اللغة العربية للناطقين بها ، وآخر للناطقين بغيرها من خلال لجنة الخبراء المتخصصين فى اللغة العربية وبالتعاون مع المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم. كان المنتدى الذى عقد تحت شعار «لغتنا هويتنا» افتتحه أحمد أبو الغيط الأمين العام للجامعة العربية، ود. الهلالى الشربينى وزير التربية والتعليم وحلمى النمنم وزير الثقافة، بمناسبة الاحتفال باليوم العالمى للغة العربية، حيث أكد أبو الغيط أن النهوض باللغة العربية هو أحد أهم مسئوليات الجامعة فى مواجهة ظروف وتحديات كثيرة فرضتها العولمة فى عصر الانفتاح المعرفى والتقنى عبر الإنترنت، داعيا إلى إطلاق الإمكانات الكامنة للغة العربية ، وتعريب المصطلحات العلمية التى تستوعبها لغتنا ،لأنها لغة علم كماهى لغة فن وأدب وجمال. وقال الشربينى إن العربية أكبر رابط للتواصل بين أبنائها وتراثهم والنهوض بها واجب قومي، لأنها ترسانة تحفظ هوية الأمة من الذوبان فى الأمم الأخرى وهى فى حاجة اليوم لتستجمع قواها لتلبية متطلبات الحاضر والمستقبل ويجب على أبنائها أن يقوموا بواجبهم تجاه الحفاظ عليها والارتقاء بها. فيما وصف النمنم فى كلمته العربية بأنها لغة قوية لم تهددها لغات أجنبية، وهى صامدة فى وجه عدة تحديات تتمثل فى اللهجات المغرقة فى المحلية وهى مشكلة قديمة متجددة،فضلا عن أن أبناءها لم يسهموا من خلالها بانجازات معرفية أو علمية مع أن أجدادهم أبدعوا فى التعامل مع العلوم الحديثة ونتاجها ،ولكننا لا نجدد استعمالنا للغتنا، طارحا فى ختام كلمته سؤالا : هل لدينا استعداد وكفاءة كمجتمعات ومثقفين للنهوض بالواجب علينا تجاه لغتنا؟! وقد ناقش المنتدى خلال خمس جلسات 15 بحثا عن مشروع إعداد الاستراتيجية العربية للنهوض باللغة الفصحى واختبار كفاءة اللغة العربية لمنح شهادة على غرار شهادة «تويفل» وتعريب العلوم والمعارف، والمهارات اللغوية للمترجمين ولغة الطفل بين الانحدار والنهوض، ومواجهة الصراع بين الفصحى والعامية فى ميدان الصحافة ولغتنا العربية بين الواقع والمأمول.