لا أعرف بالتحديد متى كانت آخر مرة أمسكت فيها بالقلم ؟ ولا أعرف أيضاً متى أستعيد شكلي على الورق ؟ عدة أعوام وأنا بعيد ، فالفكرة عصية على قلمي، والقلم يأبى الخروج من القفص ؛ والأسوار بينى وبين رأسي عالية عصية تقول لصاحبها إنها عالية .. عالية ولن تستسلم بسهولة. منذ عامين وقلمى مستسلم، وبالتحديد وأكثر دقة لم أكتب منذ ثلاثة أعوام بالطريقة التي أعبر بها عن فكرى المهنى؛أو حتى كصاحب قلم ليس لديه مهنة سواه. أعترف بأننى لم أحاول الكتابة حتى لمجرد « تشغيل» قلمى وإعترف ايضاً بأن ما يجرى حولى من أحداث سياسية ورياضية وثقافية متداخلة لا يشجعنى على محاولة الكتابة وبالتالى أرى أن الهروب إلى مشاهدة التليفزيون للتسلية ألذ كثيراً من متابعة ما يحدث هنا وهنا وهنا .. وهناك . المسألة إذن ليست بحاجة إلى طبيب ليعالج ، أو إلى أستاذ ليعيدني إلى طابور الصباح، والحصة الأولى والثانية ولا حتى الآخيرة أبداً ، فأنا طفل تاه أو صبي ضاع ، أو حتى إلى رجل ضل الطريق .. نعم نفس الطريق الذى كان يراه .. أو كان يراه ! نعم هذا اعتراف بالفشل ، لا ليس فشلاًبل اعتراف بالضلال فى زمن لا تعرف فيه الحق بسهولة ولا يقول لك أحد إنك على حق ؛ بينما يحيط بك الباطل من كل جانب. فى الداخل ، هناك من يربت على كتفى بطريقة المهنئ، فماذا اقول له ؟ وفى الداخل أيضاً هناك من يواسي ، وكلاهما يحمل نفس المنطق! منطق الدفع إلي الامام ، ونشيد العودة إلى الوراء !هل أنسحب إذن .. وابدأ من البداية ؟ أم انطلق إلى الامام محمولاً بالورد والشوكولا والبونبون ؟ بصراحة .. كل شىء جائز ، وكل شىء مقبول طالما أن الهدف واضح ومعلن ، والنتيجة لا تقبل إلا الصوت الواضح واللون المذهل. والمسألة ليست فى رائحة الورد أو طعم الشوكولا اللذيذ ، المسألة هى تداخل الصح مع الخطأ فى نشيد واحد ، يورط التائهين أمثالي فلا يدركون الفرق بين كليهما ، ومن ثم لا يجيدون فن النصح . فالحكاية تشبه طعم الشوكولا اللذيذ والقاتل فى نفس الوقت.. قطعة صغيرة فوق لسانك تقول لك ولنا أشياء وأشياء، وربما لن تقول لك باللسان .ولكن ستقوله العين من عبارة قصيرة :- نقطة.. ومن أول السطر.