وسط حالة من تباين آراء مزارعى قصب السكر بمحافظات الصعيد، عقب قرار مجلس الوزراء برفع سعر توريد طن القصب من 400 الى 620 جنيها، بدأت أمس فى قنا عاصمة السكر- حيث تنتج حوالي40 % من إنتاج السكر فى مصر،عربات قطار نقل المحصول لاستقبال المحصول من المراكز، وقال المزارعون إن الزيادة لا تكفي، فى حين أعرب مزارعو القصب بأسوان عن رضاهم عن الزيادة بعد اعتراضهم على السعر القديم ورفض كسر المحصول وتوريده إلى مصانع السكر، كما تباينت آراء المزارعين فى سوهاج، وطالب نقيب الفلاحين بأسيوط بزيادة سعر طن القصب الى 1000جنيه. ففى محافظة قنا التى تعد عاصمة السكر حيث تنتج وحدها 40 % من إنتاج السكر فى مصر، رغم عدم رضاء عدد من المزارعين بالزيادة الجديدة لتعويض المصروفات بعد ارتفاع أجور العمالة والنقل والسماد، فإنه فى ذات الوقت استعد مصنع نجع حمادى احد اكبر مصانع السكر فى جنوب مصر لاستقبال 5000 طن من القصب خلال ساعات من إجمالى مليون ونصف المليون طن بنهاية الموسم. الكيميائى عادل أيوب مدير مصانع سكر نجع حمادى قال ل «الأهرام» إنه تم توزيع 626 عربة «ديكوفيل» المخصصة لنقل محصول القصب على خط شمال قنا لتغطية مراكز زراعة القصب وهي: أبو تشت وفرشوط والوقف ونجع حمادى وأن الوردية الصباحية قامت بدفع 223 عربة ديكوفيل تصل الى 626 فى الفترة المسائية وتم استخراج أذون كسر للمزارعين لأول 5000 طن قصب. وأشار أيوب إلى انه مع دقات الساعة الثامنة مساء اليوم ستبدأ محركات مصنع السكر فى التشغيل. ورأى عدد من المزارعين أن الزيادة لن تحقق التوازن بين المصروفات الكبيرة والعائد، وقال بسام أبو عريبى من قرية الرئيسية: لم تصل الحكومة بعد للحد المطلوب فى الزيادة لان هناك زيادة فى مصروفات «الناولون» والسولار والعمالة والرى والسماد والضريبة على الفدان عن الأعوام السابقة. من جانبه كشفت الدكتورة أمل إسماعيل وكيلة وزارة الزراعة بقنا عن أن المديرية فى انتظار قرار شركة السكر لتشغيل المصانع خلال الساعات القادمة، وان قرار رفع الزيادة إلى 620 جنيها جاء بعد دراسات وقياسات على السعر العالمي ووضع فيه هامش ربح للمزارع إلا أن المديرية تلقت عددا من الشكاوى من ارتفاع سعر العمالة والنقل. وفى أسوان، انتابت زراع محصول قصب السكر فرحة غامرة بعد قرار رفع سعر الطن من 400 إلى 620 جنيها. وكان من المقرر كما يقول المهندس جمال عبد العزيز رئيس مصانع سكر كوم امبو أن يبدأ موسم عصير القصب فى المصنع يوم 27 ديسمبر من العام الماضى ومصنع سكر أدفو يوم 1 يناير إلا أن امتناع الزراع عن التوريد أدى إلى تعطيل بدء الموسم، وأن قرار رئيس الوزراء لاقى ارتياحا بين المزارعين وانه تم الاتفاق مع رؤساء جمعيات القصب على بدء موسم العصير اليوم الأربعاء وأنه ستتم مضاعفة ساعات العمل لتعويض التأخير. كما تباينت آراء المزارعين فى سوهاج حول الزيادة.. وقال المهندس مراد احمد وكيل وزارة الزراعة إن مساحة القصب بالمحافظة 14 ألف فدان معظمها بمركزى دار السلام والبلينا، وتم التعاقد على مساحة 10 آلاف فدان بمصنع سكر جرجا، الأمر الذى يضطر المصنع لاستكمال المساحات المطلوبة التى تصل الى 20 ألف فدان من نجع حمادى وأبو تشت وانه يرى ان سعر التوريد الجديد، سوف يشجع المزارعين على توريد محصولهم للمصنع وسيتم فتح باب التوريد أواخر شهر يناير الحالى مع بدء موسم العصير. وقال محمد الديب نقيب المزارعين إن السعر الجديد معقول هذا الموسم مشيرا الى أن الفلاح يحتاج الى نظرة من الحكومة بعد زيادة أسعار الأسمدة. وعلى الجانب الآخر يقول محمد عبد الله «مزارع» إن ارتفاع تكاليف الزراعة تسببت فى تقلص المساحة المزروعة بمركز جرجا الذى يوجد به مصنع السكر من 7 آلاف فدان إلى ألف فدان فقط، وانه الوحيد بالمنطقة الذى قام بزراعة 30 فدانا هذا العام، لافتا الى أن السعر الجديد غير كاف والمفروض أن يصل الى 800 جنيه للطن. وأضاف مصطفى محمد بخيت من مركز طما انه كان يزرع 12 فدان قصب حتى الموسم الماضى إلا ان ارتفاع تكاليف زراعته جعلته يفضل تأجير الأرض لآخرين، حيث يصل إيجار الفدان الى 7 آلاف جنيه وفى بعض المناطق 9 آلاف جنيه، فى حين لا يتعدى مكسب فدان القصب فى ظل سعر التوريد الأخير أكثر من 2500 جنيه . وفى أسيوط، قال حسين عبد المعطى محرم نقيب الفلاحين: إن المزارع يعانى أشد المعاناة مع ارتفاع الإنتاج فى معظم المحاصيل، مضيفا أنه تمت دعوته لمناقشة أزمة أسعار قصب السكر بمجلس النواب بحضور وزير الزراعة بعد رفض المزارعين قرار رفع سعر التوريد من 420جنيها إلى 500 جنيه معتبرا أن هذا السعر غير عادل بالمرة. واختتم نقيب الفلاحين بأسيوط كلامه قائلا: إن السعر العادل الذى يضمن استمرار هذه الصناعة الإستراتيجية هو 1000جنيه للطن الواحد، مطالبا الدولة بمراعاة ظروف الفلاح لانه العمود الفقرى لمعظم الصناعات مشيرا إلى أن معظم الفلاحين بأسيوط يقومون ببيع المحصول لأصحاب محال العصير.