لا يقل الفساد خطورة عن الإرهاب، بل هو أشد خطورة منه، لأن البؤر والجماعات الإرهابية معروفة، أما بؤر الفساد المنتشرة في أشكال وصور عدة بالمجتمع لا يمكن التعرف عليها بسهولة. ومع انتهاء عام 2016 وحلول عام جديد، يستحق اللواء محمد عرفان رئيس هيئة الرقابة الإدارية لقب "صائد صقور الفساد"، بعد الضربات الناجحة التي وجهها لرؤوس الفساد، وبلغت نحو 10 قضايا فساد كبرى أبرزها فساد وزارة الزراعة، والقبض على أكبر شبكة لتجارة الأعضاء البشرية في مصر، وضبط مدير مشتريات مجلس الدولة متلبسًا بتقاضي رشاوي، متعهدًا باستمرار كشف وملاحقة بؤر الفساد. وهنا نشير إلى تأكيدات الرئيس عبد الفتاح السيسي منذ توليه المسئولية وحتى الآن أنه سيواجه المفسدين، وأن الحرب على الفساد مازالت طويلة، وتحتاج إلى جهد من الجميع، لأن الأجهزة الرقابية وحدها لن تستطيع مجابهته. عالم التربح مليء بقصص وحكايات المرتشين والمفسدين، فجمال اللبان مدير المشتريات والتوريدات بمجلس الدولة الذي تم القبض عليه مؤخرًا بتهمة تلقي رشوة من صاحب إحدى الشركات الخاصة بإسناد توريد من شركة خاصة لمجلس الدولة بالمخالفة للقانون، هو نموذجًا موجود في مؤسسات الدولة، لم نرها حاليًا ولكن يمكن رؤيتها في القريب. ما الذي يجعل المرتشي يحتفظ بتلك هذه الأموال في منزله؟ .. وهل نحن أمام نموذج لشخصية مرتشية تتخذ من التدين الشكلي ستارا لأفعالها؟. وفقًا لعلماء نفس، فإن القبض على هذه المبالغ في منزل اللبان في ظل الأزمة الاقتصادية التي يعاني منها العباد والبلاد، يثير الإحباط لدى المواطن ويكشف عن سبب قلة الانتماء والولاء. لن تكون ملايين الجنيهات والدولارات والعملات الأخرى، التي تم العثور عليها بمسكن "اللبان" الأولى والأخيرة، فنحن في انتظار ضربات أخرى متتالية لرجال هيئة الرقابة الإدارية. [email protected] لمزيد من مقالات عماد الدين صابر;