حملت الزيارة الرسمية التى قام بها رئيس جيبوتى اسماعيل عمر جيله إلى مصر أخيرا - والتى استغرقت عدة أيام والتقى خلالها الرئيس عبدالفتاح السيسى وأجريا مباحثات مكثفة وموسعة عنوانه الرئيسى هو تكثيف التنسيق والتشاور بين البلدين الشقيقين ازاء التحديات القائمة بمنطقتى البحر الاحمر والقرن الافريقى، والحاجة إلى التنسيق على الصعيدين العربى والإفريقى اللذين يربطان مصر وجيبوتى. وتكتسب جيبوتى أهمية متزايدة على وقع الأحداث الملتهبة فى المنطقة، فى اليمن والصومال والقرن الإفريقى والبحر الأحمر ومنطقتى الخليج وحوض النيل، وأيضا بسبب تقاطع التدخلات والمصالح الإقليمية والدولية. وقد ركزت هذه المباحثات المهمة على سبل دعم العلاقات بين البلدين فى جميع المجالات وتعزيز التبادل التجارى بين القاهرة وجيبوتي، وأكدت الزيارة عمق العلاقات التاريخية المتميزة بين البلدين التى تمتد آلاف السنين. وأكدت الزيارة أيضا حرص مصر على تعزيز التعاون بين البلدين وعلى تلبية احتياجات أبناء جيبوتى التنموية فى وقت تتطلع فيه تلك الدول العربية الافريقية الى استكمال البنية التحتية وهناك مشروعات حاليا تقام للغرض نفسه. وخلال هذه الزيارة تمت مناقشة القضايا الدولية ذات الاهتمام المشترك والتطرق الى الوضع فى منطقة القرن الافريقى واليمن وحالة السلم والامن فى افريقيا وما نشهده من تحديات نتيجة تعدد الازمات بالقارة السوداء وتزايد مخاطر ظاهرة الارهاب اللعين، فضلا عن الاعداد لقمة الاتحاد الافريقى المقرر عقدها خلال الشهر الحالى . وقد أكد الرئيس السيسى حرص مصر على تعزيز التعاون المشترك والرغبة فى دفعه نحوآفاق جديدة تحقق مصالح الشعبين الشقيقين، مشددا على أن ثوابت سياسة مصر الخارجية تقوم على عدم التدخل فى شئون الدول الأخرى وعدم التآمر ضدها. معربا عن تقدير مصر لمواقف جيبوتى الداعمة لها فى اطار مجلس السلم والامن بالاتحاد الافريقى فى أعقاب ثورة 30 يونيو وما عكسته من قوة وعمق العلاقات التاريخية بين البلدين . ورحب الرئيس الجيبوتى اسماعيل عمر جيله بتفعيل التعاون بين مصر وجيبوتى والعمل على تدعيم العلاقات الاقتصادية وتعزيز التبادل التجاري، منوها الى إمكان الاستفادة من موقع جيبوتى لتكون قاعدة انطلاق للمنتجات المصرية الى منطقتى القرن الافريقى وشرق افريقيا. وقد أسفرت الزيارة الناجحة لرئيس جيبوتى مصر عن توقيع 7 اتفاقيات ومذكرات تفاهم، من أبرزها اتفاق تعاون اقتصادى وفنى ومذكرة تفاهم بين قناة السويس وهيئة الموانى والمناطق الحرة فى جيبوتي، وذلك لتعظيم الاستفادة من الممر البحرى الذى يربط بين ميناء جيبوتى وقناة السويس عبر البحر الأحمر، بالإضافة إلى مذكرة تفاهم فى مجال الصحة والدواء ومذكرة تفاهم فى مجال استيراد وتصدير المواشى واللحوم. وتعتبر الزيارة خطوة جيدة لكلا البلدين على طريق توثيق العلاقات والروابط، والاستفادة من الموارد والإمكانات المشتركة، بما يعود بالنفع عليهما فى جميع المجالات السياسية والاقتصادية والأمنية والثقافية.