◙ «الميسترال» والفرقاطة «فريم» نقطة تحول فى سلاح البحرية بالمنطقة ◙ الطلاب: لانعرف الخوف وقادرون على حماية حدود الوطن
تعد الكلية البحرية المصرية ، أحد أعرق الكليات فى مصر ، حيث أنشئت 1946 ،وتتميز بوضع خاص ، لتواصلها الدائم والمستمر مع نظيراتها على مستوى العالم ، بل ويتم إيفاد طلاب بشكل سنوى إلى الكليات الأخرى ، لصقل مهاراتهم ، وزيادة حجم الاحتكاك بين القوات البحرية والبحريات العالمية. وكان للكلية البحرية دورها فى تخريج أجيال من الضباط البحريين فى مختلف التخصصات خلال فترة الإعداد لحرب أكتوبر سجلوا العديد من الانتصارات وتستكمل القوات البحرية دورها الحاسم فى تحقيق نصر أكتوبر المجيد . وشهدت الكلية البحرية تطورا هائلاً فى نظم الدراسة وتطوير مناهج التدريب فى مختلف أفرع العلوم البحرية وحضور طلبة الكلية للمناورات والتدريبات التى تشترك فيها القوات البحرية وهو ما يساهم فى تأهيل أجيال من القادة قادرين على استيعاب متغيرات العصر وملاحقة التطور السريع فى العلوم العسكرية الحديثة. «الأهرام» كان لها جولة استمرت على مدار يوم كامل، بين أروقة الكلية البحرية، وقفت فيها على حجم التطور والتقدم، وكيفية إعداد الفرد المقاتل داخل صفوف القوات البحرية، وكيف يتم إعداد فرد مقاتل داخل المصنع الأول لرجال وقباطين البحرية المصرية. يتم اختيار طالب الكلية البحرية ، ضمن شروط القبول بالكليات العسكرية المتعارف عليها، وبعد فترة تقارب ال45 يوما، داخل الكلية الحربية، يسافر الطالب إلى مقر الكلية البحرية بالإسكندرية ، ليبدأ رحلة عمل وتعليم متكامل، تحرص فيه القيادات المعنية، على التطوير والتحديث منها خلال كل عام. وعقب دخول الطلاب للكلية البحرية ، يحصلون على تدريبات دائمة للوصول الى اللياقة البدنية الثابتة حيث يخضع طلاب الكلية البحرية لدورة مركزة فى الرماية وبناء الشخصية للطالب المقاتل و يتخلل ذلك عدة أنشطة، منها لقاءات توعية دينية وتوعية شاملة وتوعية فى الأمن وتوعية بالإطلاع الخارجًى، لإعادة بناء وعيه فى شتى المجالات ومنها فن القيادة والتقاليد العسكرية. وتضم الكلية البحرية عدة أقسام منها ملاحة ومدفعية وصواريخ وإشارة وأسلحة تحت الماء ، ويدرس كل العلوم البحرية ، و بدرجاته العالية يمكنه ان يختار ان يكون ملاحا وهى أهم وظيفة فى السفينة ، لأنها تتحكم فى القيادة. وتتعاون الكلية البحرية مع جامعة الإسكندرية، فى إمداد الثانية للكلية بأعضاء هيئات التدريس ، للعمل على تعليم الطلاب كافة التطورات فى الحياة العامة. ويحصل طلبة الكلية على فرق الغطس والصاعقة البحرية باعتبارها العنصر الرئيسى لعمليات الإبرار البحرى ضد الأهداف الإستراتيجية المعادية واقتحام السفن المشبوهة وتحرير الرهائن والمساهمة فى الأعمال الإنسانية والخاصة بالإنقاذ فى عمق المياه الإقليمية والقريبة والمساهمة فى إزالة الكوارث البحرية المفاجئة لتتكامل منظومة الإعداد لضابط المستقبل القادر على حماية مصرنا الغالية وتأمين مياهها الإقليمية . وهو ما جعل الكلية البحرية المصرية تتمتع بسمعة طيبة بين نظائرها فى البحريات العالمية التى تحرص على إيفاد مبعوثين لها للدراسة داخل الكلية وتنفيذ تدريبات مشتركة مع القوات البحرية تساهم فى تنمية خبرات القادة والضباط و التعرف على كل ما هو جديد من أساليب القتال البحرى وأحدث ما يتم إنتاجه من الأسلحة والمعدات فى الترسانة العالمية . الضابط البحرى ، معظم دراسته عملية ، ولذلك تحرص القيادة العامة على تعليم الطلاب كافة الأسلحة الحديثة، ويسافر الطلاب فى أول سنة إلى كل الموانئ الداخلية من السلوم حتى آخر نقطة فى الجنوب ، ويمر بالبحر الأحمر وحتى الغردقة وسفاجا وحلايب وأبو رماد وشرم و تسمى رحلة داخلية تستمر لمدة أسبوعين تقريبا, وبذلك يكون تعود وتعلم الإبحار والقيادة فى المجال الأول حيث يرسو فى الموانى المصرية. وفى السنة الثانية يزور الطلاب موانئ البحر المتوسط، مثل إيطاليا وفرنسا واليونان وقبرص ، ويدرس فى الكلية البحرية كل دول حوض البحر المتوسط ، وذلك لمعرفة كافة التفاصيل والتقاليد البحرية المعمول بها بين الدول، كما أن هناك طلبة يدرسون فى الخارج مثل إنجلترا واليونان. فى السنة الثالثة لطلاب الكلية البحرية ، يقوم الطلاب برحلة الجنوب ، حيث يبحر الطلاب عبر قناة السويس ثم الدخول الى البحر الأحمر وعبور باب المندب والدخول الى المحيط الهندى ومنه الى الخليج العربى حتى الكويت والعودة مرة أخرى ، بالإضافة إلى ذلك فهناك مكتبة الكلية مرتبطة بالانترنت، ومحدَّثة بشكل كامل والقراءة مهمة لطالب الكلية البحرية، وتفتح 14 ساعة يوميا، ويتم تنسيق دخول الطلاب على مدار اليوم . وفى السنة الرابعة للطلاب يكون الطالب قادرا على الإبحار فى أى ظرف وعمل تدريبات مستمرة ويكون الطالب جاهزا للتخرج . مواكبة التقدم التكنولوجى وأكد أحد أعضاء هيئة التدريس بالكلية أنه نظراً للتطور التكنولوجى المستمر كان لزاماً مواكبة هذا التطور وتحديث المواد والبرامج التعليمية بصورة مستمرة لتخريج ضباط قادرين على التعامل مع الأجهزة والأسلحة الحديثة مشيراً إلى أن امتلاك القوات البحرية المصرية للميسترال يعد نقطة تحول كبيرة بأن تمتلك دولة فى الشرق الأوسط أسلحة ردع وهو ما تحتم معه تطوير مناهج الكلية البحرية لتتواكب مع ذلك التحول. كما أشار إلى أن الدراسة بالكلية البحرية بها مواد خاصة بالعمل البحرى كمادة الملاحة ومواد أخرى علمية كالرياضيات والفيزياء وهى دراسات مساعدة للضابط البحرى فى عمله وأنه تمت الاستعانة بأساتذة جامعيين لتدريس تلك المواد العلمية وكانت لهم بصمة كبيرة فى ذلك خاصة بعد تطوير المناهج كلياً لتتواكب مع التطور التكنولوجى والمتغيرات الجديدة فى نظم التسليح، كما تمت إعادة نظام التخصص فى عدة شعب منها الملاحة والإشارة والتسليح لتخريج ضابط بحرى متخصص جاهز للعمل فور تخرجه . يوم الطالب وأوضح أن يوم الطالب بالكلية البحرية يبدأ فى الخامسة صباحاً حيث يعقب الاستيقاظ طابور لياقة بدنية لمدة ساعتين وبعد ذلك الإفطار ليبدأ اليوم الدراسى من الثامنة صباحاً وحتى الثانية ظهراً وتعقب ذلك أنشطة مختلفة ما بين اللياقة البدنية والرماية وندوات متنوعة «دينية، ثقافية، سياسية وعلمية» لنقل الخبرات والتجارب وتخريج ضابط بحرى واع ومثقف . ومن جانبه أكد مسئول التدريب بالكلية أن طالب البحرية تكون سنه بين 18 و 21 سنة وتلك مرحلة سنية دقيقة وحرجة وهو ما يوجب على المُعلم أن يكون قريباً من الطالب وقادراً على استيعاب واحتواء تفكيره ويتبع معه أسلوب الثواب والعقاب حيث توجد لائحة انضباط وأى خطأ يوجد عليه عقاب يتدرج ما بين التوجيه والإنذار المنفرد والإنذار العلنى والمنع من الإجازات ونقص الدرجات، أما الثواب فهناك تمييز معنوى ومادى وامتداد للإجازة طبقاً للوائح وهناك شهادات تقدير وأنواط . وأشار إلى أن الكلية البحرية تدفع للقوات البحرية المصرية بضباط على قدر عال من الثقافة والجاهزية بالإضافة إلى ما يتلقاه الضابط فور تخرجه والتحاقه بالعمل من دورات وفرق تدريبية تصقل مهاراته وخبراته مستشهداً بأن القوات البحرية تنفذ سنوياً حوالى 5 تدريبات مشتركة مع الدول الشقيقة والصديقة وأن تلك الدول دائماً ما تشيد بالمقاتل البحرى المصرى وقدرته على التعامل مع المواقف الصعبة والمفاجئة وجميع الأسلحة بكفاءة عالية . وأوضح أن البرنامج التدريبى لطلاب الكلية البحرية توجد به ثوابث ومتغيرات تتمثل الثوابت فى طابور اللياقة البدنية والضاحية والدفاع عن النفس والكاراتيه والرماية والسباحة وأن الكلية بها فرق رياضية للاشتراك فى دورى الكليات العسكرية فى جميع الرياضات وكذلك المسابقات الدولية مع نظرائنا من الكليات وأن فرق الكلية حققت العديد من البطولات فى هذا الشأن . فى سياق متصل قال عضو هيئة التدريس: مادة الأرصاد الجو مائية من ضمن المواد الملاحية ، حيث يتعلم الطلاب كيفية العمل فى بيئات مختلفة وتنفيذ المهمة بنجاح فى أقصر مسافة دون التعرض للمصاعب ودون الدخول فى منطقة تقلبات ، مشيرا الى أن الطالب البحرى ، فى أول عام مثله مثل أى كلية مدنية ، حيث تبدأ هيئة التدريس إعطاءه مفاتيح للعمل والتحرك، وتوصيل المنهج بشكل سهل ، كما أنه يقوم برحلات بحرية داخلية وخارجية. وأوضح أحد مسئولى الامتحانات بالكلية ، أن الطالب المميز يحصل على أنواط وسفر للخارج ، باعتباره واجهة مشرفة لمصر ، كما أنه يمثل نفسه قبل أن يمثل بلده ، لذلك فهناك حرص كبير على اختيار أفضل العناصر. «طالب بحرى مقاتل عمر بالفرقة الرابعة بالكلية البحرية , قسم ملاحة يافندم» .. بتلك الكلمات الثابتة بدأ معنا الطالب عمر حديثه ل «الأهرام» ليخبرنا عن يوميات الطلاب داخل الكلية البحرية بالإسكندرية. ويضيف عمر أنه تعلم الكثير داخل أروقة الكلية البحرية حيث تغيرت الكثير من صفاته وسماته الشخصية .. فأصبح أكثر التزاما ، وقادراً على تحمل المسئولية أكثر من أقرانه خارج الكلية , بالإضافة إلى أن حياته أصبحت أكثر تنظيماً. وأشار إلى أن الكلية تقوم بين الحين والآخر بعقد ندوات دينية للتوعية وتصحيح المفاهيم الخاطئة التى يتعرض لها الطلاب , ويحاضر فيها أساتذة كبار من جامعة الأزهر , للرد على جميع استفسارات الطلاب .. بالإضافة إلى عقد ندوات للتوعية بمخاطر حروب الجيل الرابع , وأخطار وسائل التواصل الاجتماعى التى فى نظرى , هى أكثر ميادين الحروب انفتاحاً وأخطرها فى الوقت الحالى. وأضاف عمر أنه أثناء الدراسة بإنجلترا كان الجميع هناك بالكلية البحرية الملكية يعلم ويحترم البحرية المصرية , فالكلية البحرية المصرية مصنفة عالمياً, مشيراً إلى أنه يتمنى الالتحاق للعمل بالفرقاطة «فريم» «تحيا مصر» فور تخرجه فى الكلية البحرية. ومن جانبه قال عمرو طالب مقاتل بالسنة الدراسية الثانية بالكلية البحرية, إن أكثر شيء تعلمه وسعيد بتعلمه هو تعلم التقاليد العسكرية , فقد أصبحت أكثر التزاماً بالمواعيد , بالإضافة إلى التفانى والإخلاص فى العمل , والعمل والتدريب الجيد لأحقق دائماً نسبة نجاح ال 100 % , فضلاً على تعلم القيادة , فالآن أستطيع حل أى مشكلة أتعرض لها بالتحليل السليم لها, وطرح حلول وتوقع نتائجها , لاختيار أفضل الحلول وفقاً لأسلوب علمى وتحليل منهجى لها. وحول العلاقة بين الدارسين والمدرسين داخل الكلية قال عمرو إنها قائمة على الاحترام المتبادل والجميع هنا يريد التعلم , والمعلمون لا يبخلون بمعلومة , أو بشرح إضافى للطلاب , ونقوم بالذهاب للمكتبة فى أوقات كثيرة للحصول على معلومة دقيقة.. مضيفاً «الروح الموجودة داخل الكلية ، أن الجميع يتعامل كأسرة واحدة». وأوضح عمرو أن حماية حدود مصر مسئولية كبيرة , وأننا قادرون عليها بإذن الله , مشيراً إلى أن رجال الجيش لا يعرفون الخوف , فجميع الأخطار التى تواجه مصر تدربنا جيداً على مواجهتها , والتغلب عليها، فنحن أبناء هذا الجيش العظيم وأرواحنا فداء للوطن .