«هناك 3 ملايين مدمن للمخدرات فى الفلبين .. يسعدنى ذبحهم» .. بهذه الكلمات تحدى رودريجو دوتيرتى الرئيس الفلبينى المنتخب الانتقادات الدولية التى واجهها خلال حربه ضد المخدرات، والتى جعلت من مشهد الجثث الملقاة على جانبى الطريق وبجانبها لافتة «أنا مروج مخدرات» أمرا اعتياديا فى الفلبين. وصل دوتيرتى إلى الرئاسة فى مايو الماضي، وأعلن على الفور حملة قاسية لمكافحة الجريمة وإعادة العمل بعقوبة الإعدام وبخاصة ضد تجار المخدرات، باعتبارهم الدافع الرئيس لارتكاب الجرائم عموما كالسرقة والقتل والاغتصاب فى بلاده. ومنذ تنصيبه رئيسا، أظهرت الإحصاءات أن دوتيرتى قتل أكثر من 3 آلاف شخص بسبب تورطهم فى قضايا المخدرات، وتم ذلك عن طريق التصفية المباشرة بلا محاكمات أو قضاء خلال أقل من ثلاثة أشهر، وهذا يعنى أن 35 شخصا يقتلون يوميا منذ تولى دوتيرتى السلطة، ولكنه توعد بقتل 100 ألف شخص خلال أول ستة أشهر من ولايته. وأثارت سياسات دوتيرتى فى حربه ضد المخدرات انتقادات دولية واسعة جعلت منه عدوا للرئيس الأمريكى باراك أوباما والأمين العام للأمم المتحدة بان كى مون، لدرجة أنه «سب» أوباما بلفظ بذيء علنا، لكن جاء فوز الرئيس الأمريكى الجديد دونالد ترامب فى مصلحة دوتيرتي، حيث أعلن ترامب دعمه الشديد لسياسات دوتيرتى فى حربه ضد الجريمة والمخدرات وقال إنه «يسير فى الطريق الصحيح». ولم يقف الدعم الأمريكى لموقف دوتيرتى عند هذا الحد، بل دعا ترامب نظيره الفلبينى خلال مكالمة هاتفية إلى زيارة البيت الأبيض العام الجديد، ليتحول العداء إلى ود. ويتشابه دوتيرتى مع ترامب فى تصريحاته المثيرة للجدل وسياساته القاسية فى التعامل مع كثير من القضايا، حتى إن دوتيرتى لقب ب«ترامب الشرق» بسبب تصريحاته ومواقفه الصريحة النارية، وهو ما يرجح أن يكون عام 2017 عاما يفتح آفاقا جديدة لعلاقة جديدة بين الفلبين والولايات المتحدة، تقتنع فيها واشنطن عمليا بسياسات دوتيرتى فى حرب المخدرات، لتصبح الفلبين بالفعل «بلا مخدرات»، كما وعد الرئيس ناخبيه.