انهارت الهدنة فى حلب التى توصلت إليها روسيا وتركيا أمس الأول بعد ساعات قليلة من بدء سريانها، وعادت القوات السورية لقصف مواقع مسلحى المعارضة ردا منها على تجاوزات قام بها المسلحون منها استغلال وقف إطلاق النار لخرق مواقع الجيش السورى فى شمال غرب المدينة. وقال مصدر سورى إن الحكومة السورية علقت اتفاق إجلاء المدنيين والمسلحين من حلب بسبب ارتفاع عدد الراغبين بالمغادرة من ألفى مقاتل إلى عشرة آلاف شخص.وأضاف المصدر أن دمشق طالبت أيضا الحصول على قائمة بأسماء جميع الأشخاص المغادرين للتأكد من عدم وجود رهائن أو سجناء.بينما اتهمت المعارضة الحكومة السورية بعرقلة الهدنة وربطها بملفات أخرى بينها مطالب تتعلق ببلدتى «الفوعة وكفريا» التى يحاصرها المسلحون فى إدلب، وأشارت إلى أن «الاتفاق تم بين الثوار وروسيا».ومن جانبه، وصف سيرجى لافروف وزير الخارجية الروسية ما جرى من لقاءات مع المسئولين الأمريكيين بأنها كانت «جلسات عقيمة طالت لأشهر طويلة دون جدوى»، وذلك بعد فشله فى التوصل مع الجانب الأمريكى إلى الحلول المنشودة حول الأزمة السورية.وقال لافروف، فى رسالة بعث بها إلى المشاركين فى المنتدى العلمى السنوى فى موسكو «حوار من أجل المستقبل»، إن «التوصل إلى اتفاق مع الأمريكيين أمر صعب، وإنه حتى حين كان يتحقق ذلك، يعود هؤلاء إلى التنصل مما جرى الاتفاق حوله». وأضاف أن الاتفاق مع ممثلى بلدان المنطقة يبدو أكثر جدوى وهو ما كشفت عنه المباحثات الأخيرة مع الجانب التركى حول خروج المدنيين والمسلحين من حلب، بما له من اتصالات مع المقاتلين والمعارضة المسلحة. وتوقع الوزير الروسى أن يستمر آخر مقاتلى الفصائل المعارضة فى شرق حلب فى «المقاومة» ليومين أو ثلاثة أيام.