بين ما حدث يوم الأحد الماضي من تفجير بالكنيسة البطرسية الملاصقة للكاتدرائية المرقسية بالعباسية، وأسفر عن مقتل وإصابة العشرات، وما حدث يوم الجمعة الماضية من تفجير عبوة ناسفة في محيط مسجد السلام بشارع الهرم، وأسفر عن مقتل وإصابة 9 من رجال الشرطة، رابط مشترك هو استهداف دور عبادة المسلمين والمسحيين في محاولة خسيسة لاستهداف النسيج الوطني. إذن الإرهاب الآثم لا يفرق بين مسجد وكنيسة، ولا بين أبرياء مدنيين ولا رجال شرطة وجيش، وهو ما ظهر جليًا في العمليات الإجرامية التي تحيكها قوى الظلام ضد رجال الشرطة المدنية ورجال الجيش في سيناء والمصليين المسلمين والمسيحيين الأبرياء. وإذا كان ضحايا العمليات الإرهابية هم رجال الجيش والشرطة تارة والمدنيين تارة أخرى، فإن المستهدف الحقيقي هي الدولة المصرية التي يحاول الكارهون والحاقدون جاهدين إسقاطها كلما بدأت تسترد جزءا من عافيتها، لإيصال رسالة إلى العالم الخارجي بأن مصر غير مستقرة وغير آمنة. بعد وقوع حادث الكنيسة البطرسية، ظهرت علامات استفهام كثيرة، منها "من وراء التفجير؟" .. و"لماذا في هذا التوقيت؟" .. و"كيف دخلت سيدة لمكان الحادث بهذه المتفجرات؟" .. و"هل هذه التفجيرات مرتبطة بالأحكام التي تصدرها المحاكم؟" .. و"من المستفيد من تلك الأعمال التخريبية؟" .. و"هل هناك دول تدعم هذه الجماعات لزعزعة أمن واستقرار البلاد؟". تحقيقات النيابة العامة ستجيب حتمًا على هذه الأسئلة فيما تبقى علامة استفهام كبيرة بشأن الخطط الأمنية لوزارة الداخلية في تأمين دور العبادة أو حتى تأمين رجالها! على الأجهزة الأمنية مراجعة الخطط الأمنية، ومعالجة القصور الأمني، وإحكام السيطرة على المواقع والمنشأت الهامة في الدولة، والاستفادة من الأخطاء السابقة التي وقعت فيها الأجهزة الأمنية لتفادي تكررها مرة أخرى، والقيام بضربات أمنية استباقية لإفشال العمليات الإرهابية قبل وقوعها. [email protected] لمزيد من مقالات عماد الدين صابر;