◄ الفيصل: لا تسمحوا للفرقة أن تسود.. وأبو الغيط يؤكد: الإمارات نموذج فريد لتحقيق الوحدة ◄ قرقاش: التجربة الإماراتية دليل على النجاح إذا توافرت قيادة مخلصة ورؤية طموح انطلقت أمس أعمال المؤتمر السنوى لمؤسسة الفكر العربى " فكر 15 " الذى تنظمه بالشراكة مع الأمانة العامة لجامعة الدول العربية على مدى يومين تحت عنوان " التكامل العربى : مجلس التعاون ودولة الإمارات العربية المتحدة "، وذلك تزامنا مع الذكرى ال 35 لإنشاء مجلس التعاون لدول الخليج واليوم الوطنى ال 45 لدولة الإمارات. وأوضح المدير العام لمؤسسة الفكر العربى البروفيسور هنرى العويط، أن المؤسسة اختارت بمبادرة من رئيسها الأمير خالد الفيصل، "التكامل العربي" موضوعا محوريا لمؤتمراتها وإصداراتها، وهدفا استراتيجيا للثقافة التى تسعى إلى نشرها وترسيخها، وذلك فى ضوء ما تشهده المنطقة العربية من مخاطر وانقسامات، وما تواجهه من تحديات مصيرية تهدد وحدتها وهويتها ووجودها. وألقى د. أنور قرقاش وزير الدولة للشئون الخارجية بدولة الإمارات كلمة الافتتاح للمؤتمر، وقال إن هناك 6 دروس مستفادة من وحى نجاح نموذج الإمارات الوحدوى، وأكد أن نجاح أى مشروع وحدوى يتطلب قيادة سياسية خلاقة وقادة رأى مؤثرين مؤمنين بجدوى الوحدة وأهميتها ومنافعها. وأوضح قرقاش أن الوحدة ليست بناء فوقيا وأن أى مشروع وحدوى عليه أن يجسد إرادة شعبية، وأشار إلى أن نموذج الإمارات الوحدوى يؤكد أن الوحدة تتطلب إصراراً وعملاً جاداً وشاقاً، وأن نموذج الوحدة لا يقوم على شعارات وعواطف وتتطلب عدم التراجع أمام الأزمات والخلافات. ومن جانبه، أشاد الأمين العامّ لمجلس التعاون لدول الخليج الدكتور عبد اللطيف بن راشد الزيّانى بالقيادة الحكيمة فى تنظيم هذا المؤتمر المُهمّ مضموناً وتوقيتاً، وبالجهود المتواصلّة التى تبذلها المؤسّسة لنشر ثقافة التكامل وتعزيزها فى الإطار العربيّ. وتوقّف الزيّانى عند أسباب وعوامل نجاح المسيرة التكامليّة لمجلس التعاون ومقوّمات استمراريّته، مُعتبراً أن لكلّ تجربةٍ تكامليّة خُصوصيتها، وفى حالة مجلس التعاون فإنّ الحاجة إلى هذه المنظومة الإقليميّة فرضتها مُعطيات خاصّة بدول مجلس التعاون، كالترابط الجغرافيّ والتاريخ المشترك والموروث الثقافيّ وتماثل الأنظمة السياسيّة والروابط الاجتماعية الراسخة وغير ذلك من المُعطيات مما مثّل الأرضيّة المُلائمة لتطوير لقاء تعاونيّ وتكامليّ بين ست دول عربيّة فى منطقة الخليج العربيّ. ومن جانبه، أكد أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية، أن دولة الإمارات تعد نموذجا فريدا لما يمكن أن تلعبه الحكمة السياسية وفن الحكم وإدارة الدول من تغيير الواقع للأفضل وإعادة هندسته بصورة قابلة للبقاء والازدهار والاستدامة، وقال " إننا فى حاجة إلى إمعان النظر فى نموذج الإمارات لأنه يمثل نموذجا نادرا فى تأسيس الشرعية ووحدة الدولة على قاعدة راسخة من الإنجاز الذى تعم ثماره على المواطنين جميعا" وأضاف الأمين العامة للجامعة العربية أن النموذج الإماراتى يعتبر لافتا فى تحقيق الوحدة، لأن عنوان مرحلتنا هو التفكك والتفت، مضيفا أنه لا يخفى على أحد ما تواجهه الدول العربية من أزمات طاحنة لا مثيل لها فى التاريخ الحديث، حيث إنها أزمات تمزق نسيجها الجامع وتهدم وحدتها الوطنية. وفى كلمته الموجزة التى غلب عليها طابع البلاغة ووجدت صدى كبيرا وتصفيقا حادا لدى الحضور، قال خالد الفيصل رئيس مؤسسة الفكر العربى أمير منطقة مكة، " لا يحسد اليوم من يقف على منبر العروبة متحدثا، ولا من يتقدم صفوف المسلمين مدافعاً، فلقد ظلمنا الإسلام، وشوهنا صورة المسلمين، وخذلنا العروبة وهجرنا العرب لاجئين، وكفر المستشيخون علماءنا وسفه المستغربون خطابنا، وصمتت الأكثرية، فهل خشى العلماء الأدعياء واستسلم الحكماء للجهلاء؟ وأضاف الفيصل " كنت أود أن أكون البشير ولكن الشر مستطير فآثرت أن أكون النذير، انهضوا أيها العرب، واستيقظوا أيها المسلمون، ولا تسمحوا للاستعمار بأن يعود، ولا للتقسيم أن يسود، فعلوا مشروع التكامل البناء". وتساءل الفيصل: " إلى متى نبقى أسرى معادلة عقيمة، إما التكفير أو التغريب، إما الأصالة أو المعاصرة، إما التشدد أو الانحلال، لماذا لا نخرج ببديل مبنى على دليل، لماذا لا نطرح فكر نهج جديد بالعلم والعمل والرأى السديد لنكتب منه للوطن نشيداً" . وشارك محمد عبد الهادى علام رئيس تحرير الأهرام فى جلسة نقاشية أمس دارت حول أبرز التحديات الفكرية والإعلامية التى يواجهها العالم العربى، كما عُقدت جلسة أخرى حول تجربة دولة الإمارات، قدّم فيها الدكتور أنور قرقاش مداخلة، أكّد فيها أنّ التجربة الاتّحاديّة هى تجربة عربيّة ناجحة، وهى نتاج تراكم خُطوات ومسارات، واجهت تحدّيات ومُفترقات طُرق، ولفت إلى تحدّيات عدّة راهنة تواجّه المنطقة العربيّة، أحد هذه التحدّيات الأساسيّة هى استعادة العنفوان العربيّ، والإمارات العربيّة المتّحدة بطبيعة الحال هى شريكة مع مجموعة من الدول العربيّة وعلى رأسها السعوديّة ومصر. حَضَر حفل الافتتاح الشيخ حامد بن زايد آل نهيان، رئيسَ ديوان وليّ عهدِ أبوظبي، والأمير خالد الفيصل، رئيس مؤسّسة الفكر العربيّ، والأمين العامّ لجامعة الدول العربيّة أحمد أبو الغَيْط، والأمين العامّ لمجلس التعاون لدول الخليج الدكتور عبد اللّطيف بن راشد الزيّاني، ووزيرِ الدولة للشئون الخارجيّة فى دولة الإمارات العربيّة الدكتور أنور قرقاش، ورئيس البرلمان العربيّ أحمد الجروان، ومستشار رئيس الدولة سلطان بن خليفة بن زايد آل نهيان، والرئيس اللبنانيّ الأسبق أمين الجميّل، والأمين العامّ الأسبق لجامعة الدول العربيّة عمرو موسى ونُخبة من كبار المُفكّرين والمثقّفين والأكاديميّين والدبلوماسيّين وكبار الإعلاميين.