توعد وزير الداخلية التركى سليمان صويلو أمس بالثأر بعد مقتل 31 من رجال الشرطة فى تفجيرين خارج استاد لكرة القدم باسطنبول. وقال الوزير فى كلمة خلال الجنازة أمام مقر شرطة اسطنبول: «سنثأر إن آجلا أو عاجلا، هذه الدماء لن تترك مهدرة على الأرض أيا كان الثمن وأيا كانت التكلفة». وكان صويلو قد أعلن فى وقت سابق ارتفاع عدد القتلى من ضحايا تفجيرى اسطنبول الإرهابيين إلى 38 شخصا، وسقوط ما لا يقل عن 166 مصابا، فى حين أشار بأصابع الاتهام إلى الانفصاليين الأكراد. وأشار إلى أنه تم اعتقال 13 شخصا يشتبه فى صلتهم بالتفجيريين اللذين سمع دويهما بكافة أنحاء اسطنبول، متعهدا بالانتقام من مرتكبى الحادث ومن شجعوهم على مواقع التواصل الاجتماعي جاء هذا في الوقت الذى أعلنت فيه جماعة صقور كردستان القريبة من حزب العمال الكردستانى مسئوليتها عن الحادث. وخلف الاعتداءان حفرة كبيرة لشدتهما، وتسببا فى وقوع أضرار كبيرة بالسيارات التى اصطفت على جانب الطريق وسقوط عدد من المارة تصادف وجودهم بالشارع. وفرضت السلطات التركية حظر نشر حتى إشعار آخر. وامر رئيس الحكومة بن على يلد ريم بتنكيس الأعلام بينما ارجأ الرئيس التركى رجب طيب أردوغان زيارة مقررة إلى كازاخستان. وكانت تركيا قد أعلنت الحداد ليوم واحد على ضحايا التفجيريين اللذين وقعا باسطنبول مساء أمس الاول، حيث أكد رئيس حزب الشعب الجمهوري، أكبر أحزاب المعارضة التركية، كمال كيلتش دار أوغلو استعدادهم لتقديم كافة أشكال الدعم فيما يتعلق بالحرب على الإرهاب. ودعا، فى بيان، الحكومة إلى أن تتقبل حاجة البلاد إلى سياسة مكافحة إرهاب عقلانية وعلمية، مستدامة ووطنية، دون إضاعة الوقت. وأشار إلى أن «الهجمات الإرهابية الشنيعة التى وقعت بمنطقة بشيكتاش، استهدفت جهاز الأمن الذى يؤدى مهامه بمسئولية وتضحية من أجل أمن البلاد». وكان الرئيس التركى قد أشار إلى أن الهجومين استهدفا قوات الأمن والمواطنين. وأوضح، فى بيان له: «شهدنا الوجه القبيح للإرهاب المخالف لكل القيم والأخلاق، فكلما خطت تركيا خطوة إيجابية نحو المستقبل، يأتى الرد أمامنا مباشرة بأيدى المنظمات الإرهابية على شكل دماء ووحشية وفوضي»، وأن كافة المنظمات الإرهابية، سواء منظمة حزب العمال الكردستانى أو داعش أو الداعية فتح الله جولن، الذى تتهمه السلطات بتدبير الانقلاب الفاشل منتصف يوليو الماضي، تهاجم تركيا وشعبها لهدف مشترك، على حد تأكيده. وأوضح أردوغان أن «تركيا ستضمد جراحها بنفسها بعد هذا الهجوم الإرهابى اللا أخلاقي، وستعلن الحداد مع أصدقائها الحقيقيين» ، ولفت إلى أن «تركيا وبعد هذا الحادث، لم يعد لديها ما يدعوها لأن تنتظر مواقف مغايرة من الدول التى فضلت دعم المنظمات الإرهابية والإرهابيين، بدلا من الوقوف إلى جانبها وإلى جانب الشعب التركى الذى يكافح الإرهاب». وعلى صعيد التعديلات الدستورية المرتقبة، أعرب اسماعيل كهرمان رئيس البرلمان التركى عن اعتقاده بأن التعديلات المرتقبة تحمل كل الخير للوطن والشعب، وقال «أهنئ جميع الزملاء الذين شاركوا فى هذا العمل، لا سيما أن هذا المقترح هو بمثابة عهد جديدة وصفحة جديدة لجمهوريتنا ودولتنا». جاء ذلك عقب تسلمه المقترح من رئيس الكتلة النيابة لحزب العدالة والتنمية مصطفى أليطاش والسكرتير العام للحزب عبد الحميد جول.