لإعادة الانضباط والحفاظ على الأرواح.. شوارع العاصمة مراقبة إلكترونيا

يوما بعد يوم نفقد عزيزا لدينا ، وعندما نسأل ما سبب الوفاة تكون الإجابة واحدة وهى «حادث أليم والسؤال : إلى متى سيستمر نزيف الأسفلت الذى يودى بحياة الأبرياء؟ وما هو السبب الرئيسى لهذه الحوادث؟
فى البداية يؤكد المستشار سامى مختار رئيس الجمعية المصرية لرعاية ضحايا الطرق وأسرهم أن عدد ضحايا حوادث الطرق فى مصر بلغ 16ألف قتيل و60ألف مصاب خلال العام الحالي، وأرجع الأسباب إلى عيوب تخص الطرق ، وتصرفات قائدى السيارات ، والضحايا أنفسهم، مشيرا إلى أن الدولة لم ترصد إلى الآن إستراتيجية محددة لمكافحة مثل تلك الحوادث بسبب نقص فى الإمكانات والكوادر القادرة على التعامل مع هذا الملف ، ونبه إلى أن جمعية رعاية الضحايا لا تهتم فقط بالتوعية بحقوق المتضررين... بل تعمل على نشر ثقافة التعامل مع الطرق والحوادث بالتعاون مع عدة شركات ومؤسسات حكومية.
وأضاف : لقد تواصلت الجمعية مع وزارتى الداخلية والتعليم وحددنا منهجا للتربية والتعليم اسمه (أبناؤنا مستقبلنا) لتعليم الأطفال قواعد المرور والإسعافات الأولية لمصابى حوادث الطرق، ونناشد إدارات المرور بتفعيل القانون ، وقرار منع سير النقل نهارا فى ساعات الذروة داخل المدن ، وهو ما يتسبب فى وقوع الحوادث الكثيرة ، وذلك لحماية أرواح الكثيرين من المواطنين .
وقال إن الجمعية احتفلت باليوم العالمى لذكرى ضحايا الحوادث تحت شعار (شبابنا ثروتنا) للحفاظ عليهم من حوادث الطرق من منطلق أن عام 2016 هو عام للشباب .حيث كشف الإحصائيات عن أن أكثر المتضررين فى حوادث الطرق من الشباب ، وأن 80% من أسبابها ترجع للعامل البشري، ولذلك لابد من توعيتهم بمخاطر السرعة فى قيادة السيارات، ولخفض معدلات حوادث الطرق.
ومن خلال المؤتمر التقت «تحقيقات الأهرام»بعدد من أسر ضحايا حوادث الطرق الذين سردوا تفاصيل الحوادث الأليمة وذكرياتهم مع ذويهم ، وألقى أهالى الضحايا الاتهام على سرعة المركبات بأنواعها سواء سيارات ملاكى وأجرة ، أو نقل على الطريق الدائرى . وقال بعضهم أن الدوريات المرورية والقوانين لا تمنع مرور سيارات النقل الكبيرة بجانب السيارات الملاكى ، كما اشتكى الاهالى من أن قيمة التأمين التى يحصل عليها أى متضرر نتيجة حادث مرورى هى 2000جنيه فقط0
من جانب آخر كشف مصدر مسئول بإدارة المرور بالقاهرة عن أنه بناء على توجيهات السيد مجدى عبد الغفار وزير الداخلية يجرى اتخاذ كل الإجراءات اللازمة للقضاء على مشكلة التكدسات والاختناقات المرورية فى شوارع العاصمة... وفى إطار خطة مديرية أمن القاهرة التى تنفذها الإدارة العامة لمرور القاهرة يتم الاعتماد على التكنولوجيا الحديثة كأحد المحاور المهمة للقضاء على الاختناقات ، وتخفيف الاعتماد على العنصر البشرى لتحقيق الانضباط المرورى بالشوارع ، بما يواكب أفضل الوسائل المطبقة عالميا.
وبمناسبة بدء العمل بمنظومة الإشارات الضوئية المراقبة بالكاميرات وتحرير المخالفات إلكترونيا ، فقد تم تحرير (عدد 3100مخالفة انتظار فى الممنوع وانتظار صفا ثانيا بالإضافة الى 126مخالفة تجاوز سرعة) خلال الفترة الماضية وتم إرسال تلك المخالفات لنيابات المرور المختصة لاتخاذ اللازم.
مشيرا الى أن مديرية أمن القاهرة بادرت باستحداث «وحدة الانضباط المروري»، بالإدارة العامة لمرور القاهرة وتقوم على فكرة الانتقال السريع والوجود الأمنى الميداني، وضبط المخالفات المرورية ، والعمل على الحد من الكثافات المرورية بكل محاور العاصمة ، وإزالة كل المعوقات ، بما يحقق السيولة المرورية بكل الطرق الرئيسية والفرعية ، حيث تضم قوة الوحدة 88ضابطا وفردا من راكبى الدراجات البخارية، و130مجندا من ذوى المؤهلات المتوسطة للعمل على مدى الفترتين الصباحية والمسائية مجهزين لاسلكيا لسرعة الربط مع غرفة العمليات والأقسام الجغرافية وتوزيعهم على المحاور والميادين.
كما تم تجهيز أفراد قوة الوحدة بأجهزة تسجيل صغيرة الحجم ذات كفاءة وتقنية عالية مثبتة فى الزى العسكرى لتسجيل (فيديو صوت صورة) وتحقق رؤية ليلية قوية ودرجة وضوح عالية ، فضلا عن تزويد الوحدة ب11ونشا عملاقا ذات قدرة وكفاءة عالية لتحقيق الانضباط المرورى ، و4سيارات إغاثة للإصلاحات السريعة للتعامل مع الأعطال البسيطة ومعوقات الطرق تم تجهيزها بالمساعدات الفنية و2 «كلارك» للتعامل فى الأماكن الضيقة التى يصعب الوصول إليها بالونش التقليدى ، ورفع آثار الحوادث والسيارات المتروكة ، و2 «لودر» لإزالة معوقات الطرق الناتجة عن الكوارث الطبيعية أو رفع ما ينتج عن انقلاب سيارات النقل الثقيل.