تحقيق: محمود عشب كشفت المؤشرات النهائية للانتخابات الرئاسية عن ترقب وقلق شديدين لدي مجتمع المستثمرين والصناع نتيجة عدم وضوح الرؤية والسياسات والقرارات الاقتصادية التي سوف يتخذها الرئيس الجديد وحكومته. ويخشون أن تكون صادمة لهم ولا تحقق الاستقرار الذي يأملون فيه.. فماذا يريد المستثمرون من الرئيس الجديد؟ وما هي السياسات والقرارات التي تطمئنهم علي مشروعاتهم وأعمالهم؟ بداية طلب الدكتور محمد غتوري رئيس جمعية رجال الأعمال بالإسكندرية بالاعلان صراحة عن توجه مصر الاقتصادي في المرحلة المقبلة, ويطمئن المستثمرون ورجال الأعمال بأنه هل يكون التوجه بنظام السوق الحر مع مراعاة تحقيق العدالة الاجتماعية أم نعود بمصر إلي النظام الاشتراكي, كما نطلب منه بذل الجهود لعودة الامن والاستقرار بما في ذلك أمن المصانع والمستثمر بما يعود علي الاقتصاد والتشغيل والاستثمار, وأيضا عدم التسرع في إصدار أية قرارات تؤثر علي العمل الاقتصادي الا بعد التشاور مع أهل الاختصاص وإجراء حوار مجتمعي يضم إلي جانب رجال الأعمال الخبراء والاقتصاديين وأساتذة الجامعات, وكل أطياف المجتمع حتي إذا صدر قرار اقتصادي يصدر علي أساس موافقة مجتمعية, وليس لارضاء فئة علي حساب أخري. كما نطلب من الرئيس الجديد الحرص علي التواصل مع مجتمع رجال الصناعة والاعمال بانواعها المختلفة للتعرف علي المشكلات الفعلية ومحاولة علاجها وإزالتها, وأن يشجع الاستثمار المحلي, فالمستثمر الاجنبي لا يأتي إلا بعد أن يري نجاح, وتقدم المستثمر المحلي. ونوه غتوري الي أن قطاعات ومشروعات الاستثمار التي يجب أن تحظي باهتمام الرئيس الجديد هي قطاعات الصناعة والسياحة والاستثمار العقاري, فهذه القطاعات يعمل بها نسبة كبيرة من الايدي العاملة, كما يجب علي الرئيس الجديد الاهتمام بمجال النقل البحري والخدمات اللوجستية, خاصة في مجال الشحن والتفريغ, حيث أن مصر متأخرة جدا في هذا المجال. كما يجب الاهتمام بالمجال الزراعي بإحداث نوع من التطوير والاخذ بأساليب الزراعة الحديثة والتركيز علي المحاصيل ذات القيمة المضافة لتحقيق الاكتفاء الذاتي,. ويري مصطفي عبيد نائب رئيس جمعية مستثمري6 أكتوبر أن توجس المستثمرين من توجه الرئيس الجديد أمر طبيعي, ويمكن أن يتبدد إذا ما أعلن عن السياسات والقرارات الاقتصادية التي تحقق لنا الاستقرار والامان, فرغم تخوفنا وتحفظنا علي فوز الرئيس الجديد, فنحن من المتفائلين. أما رجل الأعمال محمد جنيدي رئيس نقابة المستثمرين الصناعيين, فيؤكد أن المستثمرين يريدون من الرئيس قرارات وسياسات تحقق لهم الآمان والاستقرار بأعمالهم ومصالحهم وأرباحهم ومشروعاتهم. ويؤكد علاء السقطي رئيس جمعية مستثمري مدينة بدر أن هناك تخوفا كبيرا من نتائج الانتخابات حتي أن البعض قرر غلق مصانعه عدة أيام ليري ما يحدث, فمعظم المستثمرين لديهم ضبابية, وعدم ثقة خاصة أنه لم يكشف أحد عن برامجه وسياسته العملية في مجال الصناعة والاستثمار والاسكان, وغيرها. وقال: نحن نعيش حالة من عدم وجود البوصلة أو الخريطة, ولدينا حالة من التخبط, ونريد من الرئيس الجديد أن يعمل علي طمأنة المستثمرين علي أعمالهم, وأن يعلن فورا عن السياسات الاقتصادية التي سوف تتبع, بحيث لا تعوق أعمالهم وتشجعهم علي الاستمرار في التصنيع والانتاج والاستثمار.