ليس الرئيس المخلوع وحده من يعيش في حالة الغيبوبة نتيجة إصابته بجلطة في المخ.. فهي الحالة التي يعيشها منذ سنوات طويلة حين تولي نجله جمال مهمة الحكم شريكا مع والدته في ظل حالة من الاستسلام الكامل من مبارك. لكن الغريب أن يصاب كثير من المصريين هذه الأيام بغيبوبة كاملة نتيجة للحالة الضبابية التي تمر بالبلاد ونتيجة للصراعات المعلنة والخفية بين مختلف القوي السياسية الفاعلة في البلاد. فلا أحد يعرف علي وجه الدقة إلي أين تتجه البلاد ولا متي تخرج البلاد من النفق المظلم الذي دخلت فيه دون أن تظهر حتي هذا الوقت إلي بقعة ضوء قد توحي بالأمل في قرب الانتهاء من هذه الحالة الغريبة والتي لم تشهدها البلاد من قبل. فلا أحد يستطيع أن يتخيل من يعد الدستور الجديد هل هي الجمعية التأسيسية المنتخبة أم جمعية أخري يتم تشكيلها بمعرفة المجلس الأعلي للقوات المسلحة, ولا أحد يعرف متي يتم إعداده فالجميع ينتظرون ويترقبون دون أن يكون لديهم أي توقع حوله وحول مواده, فإذا كانت الأسباب تؤدي بالضرورة إلي نتائج محددة. فإن كل ما يحدث لا يشير إلي أي نتيجة, وإذا كان هذا عن الدستور فإن نتائج انتخابات الرئاسة تسير في نفس الاتجاه ليعلن كل فريق عن فوزه بالمقعد الرئاسي, لكن صاحب القرار لا يعلن عن صحة ما يدعيه أي فريق بالرغم من إعلان فريق عن فوزه بشكل شبه رسمي من خلال صور محاضر فرز اللجان الفرعية والعامة, وإعلان الفريق الآخر أحقيته في المقعد بموجب الطعون التي تقدم بها حول تزوير الانتخابات. وعلي الرغم من اعتزام اللجنة العليا للانتخابات إعلان النتيجة خلال ساعات بعد الانتهاء من فحص كل الطعون التي قدمت حول عشرات أو مئات اللجان فلا يستطيع كائن من كان أن يتوقع من هو الرئيس المقبل. ولا أحد يعرف علي وجه اليقين تداعيات هذا الإعلان علي الساحة السياسية في البلاد وما الذي تسفر عنه, فالكل يترقب وينتظر ويقف حائرا.. فلا يعرف من يصدق وماذا يصدق, فالجميع في حالةتوهان أو بمعني أدق غيبوبة فهذا هو الوضع حاليا والذي نرجو أن ينتهي سريعا من أجل مصر ومصلحة مواطنيها. المزيد من مقالات احمد البطريق