أصدرت لجنة الشئون الخارجية بالبرلمان المصرى تقريرا مفصلا ترد فيه وتفند ما جاء فى تقرير لجنة الشئون الخارجية بمجلس العموم البريطانى حول مفهوم الاسلام السياسى وجماعة الإخوان المسلمين وأكدت اللجنة برئاسة الدكتور أحمد سعيد فى تقريرها ان ما جاء فى تقرير لجنة العلاقات الخارجية بمجلس العموم البريطانى فيما يتعلق بمصطلحات الإسلام السياسى فى مصر والمنطقة هى مصطلحات خاطئة وتفسيرات سطحية لما مارسته الجماعة. وأكدت اللجنة فى تقريرها أن جماعة الإخوان المسلمين سرقت التاريخ واستباحت الجغرافيا ببيع الأرض وتحويل الدولة المدنية إلى دولة ثيوقراطية مذهبية إقصائية معادية للحضارة الإسلامية وقيم المساواة والحرية والمواطنة. كما أن هذه الجماعة أدعت عقب وصولها إلى السلطة فى مصر أنها تحكم بأمر الله وبدأت تمارس القهر وتدعى أنها حصلت على التوكيل الإلهى لإقامة دولة الخلافة فى الأرض. وأشارت اللجنة الى أن ما يهمها الرد على الاستغلال السياسى لدعاوى هذه الجماعات وادعائتها بالمظلومية والاضطهاد والملاحقة الامنية وهذا محض كذب وافتراء ، وادعائهم كذبا ايضا أنهم دعاة سلام وتعايش يؤمنون بالمنافسة الديمقراطية على تداول السلطة واحترام القانون والدستور ، ووصفت لجنة الشئون الخارجية المصرية تقرير مجلس العموم البريطانى انه انطلق من نظرة أحادية ومعلومات ناقصة ومفاهيم خاطئة . وانتقد تقرير لجنة الشئون الخارجية تقرير مجلس العموم البريطانى فتحت عنوان «الإسلام السياسي» الدين يحكم العالم استهجنت لجنة الشئون الخارجية ان يدافع تقرير مجلس العموم البريطانى عن مفهوم مروع للإسلام السياسى ويوافق على حكم الدولة بالدين ، وذلك فى تراجع مفجع عن المقومات الديمقراطية والليبرالية التى قامت عليها الحضارة الغربية والتى ناضلت من أجلها شعوب اوروبا وتعتبر من اغلى القيم الحاكمة للثقافة والاخلاق والسياسة للشعب البريطاني. ولفت تقرير لجنة الشئون الخارجية إلى أن تقرير مجلس العموم البريطانى حاول ان يضع فروقا هشة بين جماعات اسلامية تستغل هامش الديمقراطية للوصول إلى السلطة سلميا والممارسة السياسية والحزبية وبين جماعات اسلامية أخرى تنتهج العنف المسلح والارهاب لفرض منهجها وأسلوبها وعقيدتها على المجتمعات. وأكدت لجنة الشئون الخارجية ان تقرير مجلس العموم تجاهل تماما وعن جهل وعمد ايضا لحقائق تاريخية وهى ان جماعة الإخوان المسلمين منذ نشأتها فى الثلث الأول من القرن الماضى هى المنبع والأصل الفكرى والحركى والحاضنة لكل الجماعات الإسلامية التى انتشرت فى دول المنطقة عبر ثمانية عقود وحتى الآن فتنظيم القاعدة أسسته قيادات كانت فى الأصل من ابناء جماعة الإخوان المسلمين وفى مقدمتهم ايمن الظواهرى الأب الروحى والعقائدى للتنظيم وكل تنوعاته السلفية الجهادية والسلفية الوهابية وتنظيم داعش الارهابى وفروعه وجبهة النصرة وانصار بيت المقدس ومن قبلها منظمة حماس وكتائب عز الدين القسام. وأوضح تقرير لجنة الشئون الخارجية المصرى أن هذه الجماعات قامت انطلاقا من البنية الفكرية للإخوان الداعية لحلم دولة الخلافة والمؤمنة بوحدة الأمة الاسلامية من ماليزيا وافغانستان إلى تركيا وكازاخستان والمعادية للدولة الوطنية والامة العربية وغيرها والكارهة للثقافة الغربية والتى تصفها بأنها إباحية وكافرة. وأكد تقرير البرلمان المصرى ان جميع الدراسات والابحاث لما سمى بحركات الإسلام السياسى فى المنطقة لم تعثر على فروق فكرية جذرية بينها ، فكلها تنطلق من تفسيرات متشابهة ومتقاربة للنصوص الدينية. وأوضح تقرير لجنة الشئون الخارجية أنه من هذا المنطلق يحاول تقرير مجلس العموم البريطانى التفرقة بين ما اسماه الإسلام السياسى المتطرف والإسلام السياسى الديمقراطى محاولا إسباغ طابع ديمقراطى على جماعة الإخوان المسلمين ومراهنا بشكل يائس على محاولة إقناعهم بالالتزام بمفهوم مرن للشريعة الاسلامية بدون إدراك حقيقة ثابتة عند كل هذه الجماعات الملقبة بالإسلامية دون حق وهى ان الشريعة كل لا يتجزأ ومهما اختلفت التفسيرات فإن الاصول الفكرية واحدة وفى مقدمتها «الجهاد والحرب ضد الكفار».