فى مؤشر على حدوث انقسامات بين الدول الكبرى بشأن فرض عقوبات جديدة على إيران أعلنت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل أنه ينبغى اتخاذ قرار سريع بشأن فرضها على طهران بسبب برنامجها النووى. وقالت ميركل في برلين قبل توجهها إلي الولاياتالمتحدة للمشاركة في قمة الأمن النووي أعتقد أن الوقت مهم والأمر يتطلب اتخاذ قرار سريع. بينما أعلن مسئول حكومي ألماني أن شهر إبريل الحالي سيكون مرحلة حاسمة في الجهود الدولية التي تبذل من أجل الاتفاق علي عقوبات محتملة ضد الجمهورية الاسلامية الايرانية. وفي ضوء ذلك, أكد دبلوماسيون أن الصين أوضحت للولايات المتحدة وأربع قوي عالمية أخري أنها غير متفقة مع الحظر المقترح علي الاستثمارات الجديدة في قطاع الطاقة بإيران ضمن جولة جديدة من العقوبات تفرضها الأممالمتحدة. ولكن الدبلوماسيين الذين طلبوا عدم نشر أسمائهم قالوا إن السفير الصيني لدي الأممالمتحدة لي باو دونج أبدي استياءه من المقترحات التي تؤثر علي قطاع الطاقة الإيراني خلال الاجتماع الذي دام ثلاث ساعات مع نظرائه من الولاياتالمتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وروسيا الخميس الماضي. وصرح دبلوماسي غربي مشيرا إلي اقتراح العقوبات الأمريكي الذي يعد أساس المحادثات التي جرت بين الدول الست بوجه عام لم يرغب السفير الصيني في مناقشة تفاصيل النص. وأوضح عدد من الدبلوماسيين أن هذه المقترحات تتضمن حظرا علي الاستثمارات الجديدة في صناعة الطاقة. وتابعوا أن المسودة الأمريكية لا تتضمن دعوة لفرض قيود علي الواردات أو الصادرات علي صناعة النفط وصناعة الغاز الإيرانيتين, كما كان يأمل البعض في الولاياتالمتحدة وإسرائيل. وقال دبلوماسيون مطلعون علي سير المحادثات إن الوفود لم تتوصل بعد لاتفاق بخصوص جولة رابعة من العقوبات تفرضها الأممالمتحدة علي إيران, ومن المتوقع أن يجتمعوا ثانية في نيويورك لمواصلة مناقشاتهم. ولم يتضح ما إذا كان الروس لا تروق لهم أيضا فكرة حظر الاستثمارات الجديدة في قطاع الطاقة الإيراني. ومثل هذا الإجراء لن يكون له أثر علي مفاعل بوشهر النووي الذي تبنيه روسيا في إيران, ويقول دبلوماسيون إن مسئولين روسا أبلغوا الأمريكيين بأن هناك أيضا نقاطا لا تروق لهم في المسودة الأمريكية, وتريد موسكو أن تركز أي عقوبات جديدة علي الصناعات النووية والصاروخية الإيرانية مثلما فعلت الجولات الثلاث السابقة من عقوبات الأممالمتحدة. ويأمل أوباما خلال اجتماعه مع الرئيس الصيني أن يقنعه بالمساهمة في زيادة الضغط علي ايران بسبب برنامجها النووي بعد أن وافقت بكين علي المشاركة في محادثات جادة بشأن فرض الاممالمتحدة عقوبات جديدة محتملة علي طهران. وفي موسكو, أعلن رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الروسية الجنرال نيقولاي مكاروف أن الهيئة علي علم بوجود خطط لدي الولاياتالمتحدة وإسرائيل لتوجيه ضربة عسكرية لإيران ستكون بمثابة آخر إجراء. وأكد ماكاروف- في مؤتمر صحفي- أن هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الروسية تعتبر هذا الإجراء غير جائز. وأشار إلي أن قرارا بخصوص توريد منظومة الدفاع الجوي الصاروخية س-300 إلي إيران يجب أن يتخذ علي مستوي سياسي. وفي هذه الأثناء, أكد إسماعيل قوصري نائب رئيس اللجنة البرلمانية الإيرانية للأمن القومي والسياسة الخارجية أنه بات من المتعين علي العالم قبول الحقيقة الخاصة بأن إيران إحدي الدول التي تتمتع بقدرات نووية والاعتراف بان القضية النووية الايرانية باتت ملفا مغلقا. وقال في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء الإيرانية فارس إن إيران تمضي بخطي سريعة في تطوير الطاقة النووية وهو ما أكده الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد وعلي أكبر صالحي رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية في سياق كلمات ادليا بها في احتفال بالإنجازات النووية الإيرانية مؤخرا. من جهة أخري, أعلن البرجيدير جنرال أحمد رضا بودستان قائد القوات البرية الإيرانية أن الجيش الإيراني أنتج طائرات استطلاع بدون طيار قادرة علي جمع استخبارات وضرب أهداف محتملة. وأشار بودستان قبل أيام من الاحتفال السنوي بالجيش الإيراني أنه حدثت تطورات جيدة بشأن الطائرات الجديدة, كما أن الإنتاج يسير بمعدلات مستقرة. وأضاف أن هذه الطائرات تستخدم للعمليات وللاستطلاع, حيث يمكن تسجيل لقطات فورية من مسافات بعيدة وتم تسليحها لضرب أهداف معينة. علي صعيد آخر, أعلن الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد أن حكومته ستشجع حوالي خمسة ملايين نسمة علي مغادرة طهران تدريجيا بغية الحد من الأضرار التي قد تنجم في حال وقوع هزة أرضية مفترضة. ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية مهر عن نجاد قوله إنه لا يمكن إصدار أوامر بإخلاء المدينة ولكن يجب اتخاذ اجراءات مثل إعطاء قروض بفائدة4% وكذلك أراض للناس الذين يغادرون طهران.
