وزير الأوقاف ومحافظ جنوب سيناء يفتتحان أعمال تطوير مسجد الصحابة بشرم الشيخ    داليا عبد الرحيم: الإخوان أسست حركات لإرهاب الشعب منذ ثورة 30 يونيو    سعر السكر اليوم.. تراجع 32% بالسلاسل التجارية    «العاصمة الإدارية»: حي r5 يحاكي جاردن سيتي.. ويضم 22 ألف وحدة بمساحات مختلفة    «عودة انقطاع الكهرباء».. وزير البترول الأسبق يوضح السبب    متحدث الوزراء: "مش بنقطع الكهرباء على المستشفيات".. وأديب: "مش هقدر أقولكم كتر خيركم"    رعب وحالة طوارئ.. ماذا حدث في القنصلية الإيرانية بباريس؟    موكب نائب المستشار الألماني يمر بجوار عمود دخان بالقرب من أوديسا بعد هجوم روسي    قناة مفتوحة تبث مباراة الأهلي ومازيمبي مجانا.. «اعرف التردد الآن»    «المصري توك».. قميص الزمالك في غزة يحدث تفاعلًا واسعًا    يوفنتوس ينجو من الهزيمة أمام كالياري في الدوري الإيطالي    حالة الطقس ودرجات الحرارة غدا.. «الأرصاد» تحذر من ظاهرتين جويتين    «مصر تستطيع» يتعاون مع «التربية والتعليم» لتقديم مراجعات الثانوية العامة    مصطفى كامل وإيهاب توفيق يتألقان في حفل زفاف نجل محمد فؤاد (صور)    آمال ماهر تعود لجمهورها ب«أنا برده الأصل» في حفلها بالتجمع الخامس    وكيل صحة بنى سويف يزور المرضى الفلسطنيين بمستشفى إهناسيا التخصصي    عاجل.. مفاجأة في تقرير إبراهيم نور الدين لمباراة الأهلي والزمالك    «التحالف الوطني» بالقليوبية يشارك في المرحلة ال6 من قوافل المساعدات لغزة    استشهاد امرأة فلسطينية إثر قصف طائرات إسرائيلية لرفح    مصطفى بكري: تعديل وزاري يشمل 15 منصبًا قريبا .. وحركة المحافظين على الأبواب    محافظ قنا: بدء استصلاح وزراعة 400 فدان جديد بفول الصويا    تفاصيل اللحظات الأخيرة في حياة صلاح السعدني.. مات على سريره داخل منزله    الأمم المتحدة: تقارير تشير لانتشار الأوبئة والأمراض بين الفلسطينيين في غزة    أسرع طريقة لعمل الشيبسي في المنزل.. إليك سر القرمشة    حصل على بطاقة صفراء ثانية ولم يطرد.. مارتينيز يثير الجدل في موقعه ليل    افتتاح المؤتمر الدولي الثامن للأمانة العامة للصحة النفسية وعلاج الإدمان    محافظة الجيزة: قطع المياه عن منطقة منشية البكاري 6 ساعات    لا يقتصر على السيدات.. عرض أزياء مميز ل «التلي» برعاية القومي للمرأة| صور    11 جامعة مصرية تشارك في المؤتمر العاشر للبحوث الطلابية بكلية تمريض القناة    الهنود يبدءون التصويت خلال أكبر انتخابات في العالم    وزيرا خارجية مصر وجنوب أفريقيا يترأسان أعمال الدورة العاشرة للجنة المشتركة للتعاون بين البلدين    التنسيق الحضاري ينهي أعمال المرحلة الخامسة من مشروع حكاية شارع بمناطق مصر الجديدة ومدينة نصر    50 دعاء في يوم الجمعة.. متى تكون الساعة المستجابة    دعاء يوم الجمعة قبل الغروب.. أفضل أيام الأسبوع وأكثرها خير وبركة    الحماية المدنية تسيطر على حريق في «مقابر زفتى» ب الغربية    إخماد حريق بمخزن خردة بالبدرشين دون إصابات    ضبط لص الدراجات النارية في الفيوم    مؤتمر أرتيتا: لم يتحدث أحد عن تدوير اللاعبين بعد برايتون.. وسيكون لديك مشكلة إذا تريد حافز    حماة الوطن يهنئ أهالي أسيوط ب العيد القومي للمحافظة    محاكمة عامل يتاجر في النقد الأجنبي بعابدين.. الأحد    إعادة مشروع السياحة التدريبية بالمركز الأفريقي لصحة المرأة    بالإنفوجراف.. 29 معلومة عن امتحانات الثانوية العامة 2024    "مصريين بلا حدود" تنظم حوارا مجتمعيا لمكافحة التمييز وتعزيز المساواة    "التعليم": مشروع رأس المال الدائم يؤهل الطلاب كرواد أعمال في المستقبل    نصبت الموازين ونشرت الدواوين.. خطيب المسجد الحرام: عبادة الله حق واجب    انطلاق 10 قوافل دعوية.. وعلماء الأوقاف يؤكدون: الصدق طريق الفائزين    الكنيسة الأرثوذكسية تحيي ذكرى نياحة الأنبا إيساك    القاهرة الإخبارية: تخبط في حكومة نتنياهو بعد الرد الإسرائيلي على إيران    الصحة الفلسطينية: الاحتلال ارتكب 4 مجازر في غزة راح ضحيتها 42 شهيدا و63 مصابا    العمدة أهلاوي قديم.. الخطيب يحضر جنازة الفنان صلاح السعدني (صورة)    إسعاد يونس تنعى الفنان صلاح السعدني بصورة من كواليس «فوزية البرجوازية»    4 أبراج ما بتعرفش الفشل في الشغل.. الحمل جريء وطموح والقوس مغامر    طريقة تحضير بخاخ الجيوب الأنفية في المنزل    استشهاد شاب فلسطيني وإصابة اثنين بالرصاص خلال عدوان الاحتلال المستمر على مخيم "نور شمس" شمال الضفة    ضبط 14799 مخالفة مرورية متنوعة خلال 24 ساعة    ليفركوزن يخطط لمواصلة سلسلته الاستثنائية    تعرف على موعد إجازة شم النسيم 2024 وعدد الإجازات المتبقية للمدارس في إبريل ومايو    دعاء السفر كتابة: اللّهُمّ إِنّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ وَعْثَاءِ السّفَرِ    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



حتى لا تتكرر الأزمة .. سيناريوهات مواجهة السيول
نشر في الأهرام اليومي يوم 18 - 11 - 2016

رغم الاستعدادات التى أعلنت عنها وزارة الموارد المائية والرى لترويض أى سيول قادمة فإن السيول الأخيرة كشفت ان المخرات وسدود الإعاقة قد اصابتها الشيخوخة ولم تعد قادرة على مواجهة وترويض المياه المتدفقة من اعلى سلاسل جبال البحر الأحمر
المعروف عنها كثرة التعرض للسيول فى الخريف والشتاء وغيرهما من فصول السنة وانها خذلت المسئولين والمواطنين بدليل ان سد الإعاقة الموجود بالجبل الشرقى لحماية قرية الرياينة الحاجر بمركز ساقلتة أكثر قرى سوهاج تضررا من سيول أكتوبر انهار فى أول اختبار حقيقى له رغم اقامته منذ 3 سنوات على حد قول اهالى المنطقة ناهيك عن تقاعس أجهزة الرى فى تطهير مصرف اخميم الرئيسى من المخلفات التى تجمعت عند البوابات والبوابة الرئيسية بناحية المستعمرة مما تسبب فى رجوع المياه للكتل السكنية وعدم تصريفها على النيل وغرق شوارعها والعديد منازل القرية وتعالت صرخات المواطنين وتجاوزت مياه السيول السد الواقع أمام نجوع الصوامعة بدائرة مركز اخميم البالغ ارتفاعه 15 مترا.
كما تسببت مياه السيول المتوحشة فى وقف حركة المرور على طريق الصعيد – البحر الأحمر والذى تكلف إنشاؤه ملايين الجنيهات وبالتحديد وصلة سوهاجقنا للمرة الثانية منذ افتتاحه فى الخامس من فبراير عام 2010 حيث سبق غلق الطريق فى النصف الأول من شهر مارس عام 2014 عندما كان طريقا مفردا والثانية بعد ازدواجه رغم وجود مواسير أسفل الطريق لتصريف مياه السيول المتوقعة خاصة انه يمر بسلاسل جبال البحر الأحمر ويبدو ان هذه المواسير كانت مسدودة وقطرها غير كاف حيث جرفتها السيول بعيدا الأمر الذى تطلب عملية إصلاح استغرقت حوالى أسبوعين لعودة مرور حركة المرور عليه مرة أخرى بشكل طبيعى .
وتسببت السيول المتدفقة من أعلى سلاسل جبال البحر الأحمر فى حدوث انهيار تام بالطريق بطول حوالى 400 متر تقريبا .
ويقول الدكتور محمد حسين الخشاب مدرس جيولوجيا الاستشعار عن بعد بجامعة سوهاج ان السيول أصبحت تضرب مصر خلال العقدين الأخيرين بشكل منتظم لكن عادة ما تكون الآثار المادية والبشرية عندنا اكبر بسبب سوء الإدارة ونقص التوعية عند قاطنى المناطق المعرضة لذلك كما لمسنا فى السيول الأخيرة.
وقال الخشاب ان هناك مناطق تقليدية فى مختلف المحافظات أكدت الدراسات إمكان حدوث سيول بها منها مدينة أسوان ونجع هلال وبحرى وابوجبير بأسوان والشيخ عيسى وكرم عمران وقنا والكلاحين وزرنيخ الحلة بقنا ونجوع مازن ومركز دار السلام والسلامونى والصوامعة بأخميم والكوثر وقرى عرب بنى واصل والحاجر والجلاوية بساقلتة وأولاد سلامة بالمنشاة والجبيرات بطهطا والمحاسنة والجواهين بجرجا فى سوهاج ودرنكة ونزلة القواصير بأسيوط والبرشا ودير البرشا وملوى ودير مواس وتل بنى عمران بالمنيا وبياض وغراب ببنى سويف والمنشى والديسمى بالجيزة والصف واطفيح بحلوان ورأس غارب والزعفرانة والغردقة وسفاجا والقصير ومرسى علم ورأس بناس وحلايب وشلاتين بالبحر الأحمر والطرق العرضية فى الصحراء الشرقية خاصة التى تربط بين القصير وسفاجا بمناطق قنا وقفط والطريق بين سوهاج وسفاجا وأشار الى تكرار السيول فى العقود الأخيرة فى الصعيد فى أعوام 75 و79 و80 و81 و82و1987 وتعرضت بعض مراكز سوهاج لتدمير كبير فى سيول 94 ثم توالى حدوث السيول فى الألفية الجديدة لتضرب أماكن متفرقة فى مصر مسببة خسائر مادية وبشرية وكان أقواها سيول ديسمبر 2012 ثم مايو 2014 مؤكدا تجاهل المسئولين للخبرة الجيولوجية عند إجراء الدراسات مما يتسبب فى نقص المعلومات والوصول الى نتائج غير صحيحة واختيار مواقع لقرى سياحية وتجمعات سكنية ومشروعات كبيرة وطرق تقع مباشرة فى طريق السيول يتم تدميرها فى حالة اجتياحها .. وأضاف ان بعض الدراسات توصلت الى ان المنيا وبنى سويف من أقل المناطق تعرضا للسيول لكنها كانت أكثر المناطق تضررا عام 94 وللأمانة ان الدراسات والتوصيات الصادرة عن الهيئات العلمية والتنفيذية لم تحقق النجاح المرجو منها فى مواجهة أخطار السيول لعدة أسباب أهمها عدم انتظام فترات حدوث السيول ومن ثم عدم انتظام الاستعداد لمراجعتها وإهمال المشروعات الهندسية وعدم صيانتها ومنها بعض السدود الترابية فى الصعيد والبحر الأحمر إضافة الى نقص المعلومات فى مشروعات البحوث خاصة فيما يتعلق بالجانب الجيولوجى وعدم اقتناع المستثمرين باللجوء الى الهيئات العلمية للحصول على رأيها فى مشروعاتهم فيما يتعلق بمناطق السيول وتواصل عمليات الامتداد السكانى والسياحى فى المناطق المعرضة لمخاطر السيول وعدم إنشاء مجارى صرف صناعية بجوار الطرق المارة ببطون الأودية لتصريف مياه الأمطار والسيول وإنشاء برابخ وفتحات تصريف لا تسع الكميات المتوقعة للمياه مما يتسبب فى انهيارات الطرق وعلى الجانب الآخر يرى الكثير من الخبراء ان السيول تمتاز عن بقية الكوارث الطبيعية بانها نعمة وليست نقمة خاصة فى المناطق الجافة والتى تعانى من الفقر المائى وندرة الموارد المائية كمصر حيث ان هناك الكثير من الأفكار يمكن من خلالها تطويع مياه السيول وإمكانية تجميعها واستغلالها فى زراعة آلاف الأفدنة وذلك بإقامة سدود تخزينية لها لا تقارن تكلفتها بتكلفة تحلية المياه والتى تقدر بدولار للمتر المكعب مثل إنشاء سدود « زجزاجية « تعويقية فى مجرى الوادى الرئيسى لحصاد ما يمكن من مياه هذه السيول عن طريق احدث التقنيات العلمية الحديثة مثل تطبيقات الاستشعار عن بعد وتحليل صور وبيانات الأقمار الصناعية للمناطق المعرضة للسيول مع الأخذ فى الاعتبار نوع التربة وخواصها الجيولوجية والجيومورفولوجية ونوع الخزانات الجوفية وتطبيقات النمذجة الرياضية ونظم المعلومات الجغرافية مطالبا بوجود منسق للجنة القومية لمواجهة الكوارث لمتابعة تنفيذ توصياتها والاستفادة من خبراتها على ارض الواقع .
ومن جانبه أكد الدكتور أيمن عبد المنعم محافظ سوهاج انه تم عمل محاكاة للسيول على ارض الواقع 6 مرات لتعريف كل جهة من الجهات المعنية الدور المنوط بها إلا ان الامطار الغزيرة التى شهدتها المحافظة فى نهاية أكتوبر الماضى كشفت القصور بقطاع الرى بتقاعسه فى تطهير الترع والمصارف ووجود مخلفات أمام بوابات مصرف اخميم الرئيسى الأمر الذى تسبب فى عدم تصريف المياه على النيل ورجوعها للكتل السكنية وغرق الشوارع والمنازل كما حدث فى الحاجر وقد تم تحويل وكيل الوزارة ومدير الرى السابق للنيابة واستبعادهما من المحافظة نتيجة هذا التقاعس وانهيار سد الإعاقة المقام هناك إضافة الى تجاوز المياه للسد المقام بخور الصوامعة شرق والبالغ ارتفاعه 15 مترا وغرق عدد من منازل احد نجوعها وقد تبين ان هذه المنازل أقيمت على أملاك الدولة أسفل الجبل مباشرة مما اضطرنا لنقل 27 أسرة الى مساكن بديلة بعيدا عنها وأضاف ان سرعة تحرك أجهزة المحافظة قصر المشكلة فى تحول الشوارع الى برك طينية ودخول المياه بعض المنازل فقط دون حدوث خسائر بشرية وتقليل الخسائر وهذا أهم ما فى الأمر لافتا ان الهيئة الهندسية بالقوات المسلحة والفنية العسكرية تقوم بدراسة عمل مصرف من اعلى الجبل الشرقى لتصريف المياه للنيل مباشرة عبر مصرف اخميم دون عوائق وإعادة ترميم السد المنهار لحماية قرية الحاجر .
وأضاف عبد المنعم ان هناك لجنة أخرى من وزارة الموارد المائية والرى تقوم بمراجعة جميع مخرات السيول وسدود الإعاقة على مستوى المحافظة مؤكدا ان مطار سوهاج الدولى ومقر الجامعة الجديد بمنطقة الكوامل آمنان من السيول مشيرا الى انه تم سداد 400 ألف جنيه لمعهد بحوث الموارد المائية منذ 6 شهور لإعادة دراسة وتقييم خريطة مخرات السيول بالمحافظة وحماية المناطق الأثرية بأبيدوس واخميم ولكن لم ينته من هذه الدراسة بعد موكدا انه تم إنشاء إدارة للازمات والعمليات تتولى متابعة مثل هذه الإحداث وتقرر غلق جميع المحاجر القريبة من سدود الإعاقة ومخرات السيول وتحديد أماكن أخرى لها وتشكيل لجنة لمعاينة جميع السدود والمخرات وتقييم الموقف على ارض الواقع والاستفادة من المواقف السابقة والمحافظة مستعدة للتعامل مع اى سيول قادمة .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.