الاستقرار والتنمية عنصران رئيسان متلازمان، ولازمان لنهضة أى أمة من الأمم، إذا غاب أحدهما فلن يكون هناك بناء، ولا تقدم أو رخاء أو ازدهار. وقد نكبت مصر، خلال السنوات الأخيرة، بمحاولات ضرب استقرارها سواء من بعض الجماعات الارهابية المارقة أو من بعض أبنائها وشبابها، المغرر بهم أو بعض القوى الخارجية والدول الحاقدة والمتآمرة على دورها المحوري، والرئيسى فى المنطقة والعالم بحكم تاريخها الممتد عبر آلاف السنين وموقعها الجغرافى الفريد وتنوع وثراء الموروث الثقافى لشعبها وتميزه عن باقى شعوب المنطقة. وقد كانت الدعوة للتظاهر أمس، احدى هذه المحاولات البائسة لزعزعة استقرار الوطن، وضرب أمنه، وإعاقة تقدمه نحو بناء الدولة الحديثة، وتحقيق أهداف ثورة 30 يونيو، وإيقاف عجلة المشروعات التنموية والقومية العملاقة التى بدأتها الدولة فى مختلف المجالات الاقتصادية ومشروعات البنية الاساسية فى الطرق والكبارى والكهرباء ومياه الشرب والصرف الصحي، وغيرها من المجالات وقد نجى الله مصر من شرور هؤلاء المتآمرين، وشهد أمس هدوءا غير مسبوق . وحاول الداعون للتظاهر، خاصة أعضاء الجماعة الارهابية، استغلال بعض القرارات الاقتصادية الأخيرة التى اتخذتها الحكومة كخطوة جادة على طريق الاصلاح الاقتصادى وخفض عجز الموازنة لتأليب بعض طبقات الشعب والشباب المغرر بهم على الدولة واستغلال حاجتهم وتوظيفها لخدمة أهدافهم، وتنفيذ مؤامراتهم الرامية لتقويض أركان الدولة، وهدم مؤسساتها، ومن ثم الانقضاض عليها، وتنفيذ مخططاتهم المشبوهة، ولكن الشعب فوت عليهم هذه الفرصة. إن فطنة شباب مصر الواعى وإداركه لتلك المخططات، وما يحاك لبلاده من مؤامرات سواء من الداخل أو الخارج سيردع هؤلاء المتآمرين على وطنه ومستقبله، ولن ينخدع بما يروج له بعض القنوات الفضائية المأجورة وبعض وسائل الاعلام الموجهة التى تضمر شرا بمصر وشعبها، ولايسعدها أو يروق لها أن ترى مصر وهى تخطو خطوات ثابتة على طريق المستقبل، وتحقيق الأمن والاستقرار لأبنائها، والانطلاق نحو آفاق أوسع من التنمية الاقتصادية والاجتماعية. لمزيد من مقالات رأى الاهرام;