الحديث عن منتخب مصر قبل أى مباراة مهمة، هو حديث يمتزج -غالبا- بالعواطف، والأمل فى تحقيق نتيجة إيجابية، وقبل المباراة المرتقبة أمام غانا فى تصفيات كأس العالم، هناك طموح كبير لدينا فى الفوز، خاصة بعد حصد 3 نقاط من الكونغو فى الجولة الأولي، وهو ما جعل الترقب يزداد.. وسيظل كذلك، حتى موعد المباراة، لأن مثل هذه المباريات لا تحكمها أية مقدمات نظرية مهما كانت، ومهما إنحازت لطرف أكثر من الأخر.. ولهذا علينا فقط أن نعترف بأن اللعب مع غانا لن يكون سهلا، حتى وإن كان فى مصر. المطلوب أن نثق فى أنفسنا، ولا نتأثر بالحرب النفسية التى يصدرها لنا المنافس بإعلامه ومسئوليه، ولا ننخدع بتعادل غانا فى المباراة الأولى مع أوغندا، وأن نركز فى هدفنا فقط، ونري.. كيف يلعب منتخب غانا؟!.. وكيف يهاجم؟!.. ومن أين؟!.. ثم نبنى خطتنا، لأنه لابد أن تكون لدينا خطة جيدة، وهذا يتطلب عملا مختلفا هذه المرة، لأن غانا لن يفيد معها اللعب فقط بنفس الخطة.. خطة »محمد صلاح«.. فهى وحدها لا تكفي!!.. فماذا تقول المقدمات النظرية: 1- منتخب غانا مثل أى منتخب فى الدنيا، لديه إيجابيات، وعنده سلبياته، فإذا كان لديه ظهيران خطيران هما أفول، وكوادرو أسامواه (يوفينتوس الإيطالي)، فإن قلبى دفاعه جون بوى ودانييل إماراتى عليهما ملاحظات كثيرة، وخلفهما الحارس رزاق بريما أبرز نقاط ضعف الفريق، أى أن الطريقة التى يلعب بها منتخب مصر وهى 4-2-3-1، ستكون جيدة هجوميا فى حال قيام اللاعبين الثلاثة أصحاب الهوايات الهجومية (صلاح والسعيد وتريزيجيه) القابعين على الورق خلف المهاجم الوحيد باسم مرسي، بالتحركات الدائرية العميقة فى منطقة مناورات المنتخب الغاني، إلى جانب إنطلاقات الظهيرين وكراتهما العرضية.. وهذه من المفترض أن تكون حالتنا الهجومية .. فماذا عنهم؟!.. وكيف نوقفهم؟! 2- لابد من الإعتراف -بداية- بسلبياتنا الدفاعية، وهذا واضح، ومعروف، وليس سرا، وأن علاجها وتقويتها هو مفتاح اللعب على أوتار غانا، فقد علمتنا حكمة كرة القدم أن الدفاع خير وسيلة للهجوم، وللدفاع مناهج كثيرة أفضلها المتقدم فى وسط الملعب، لأنه يقلل الضغط على المنطقة الخلفية وحارس المرمي، ولن يستطيع أن يقوم به لاعبان فقط هما الننى وطارق حامد، فلابد من مساعدتهما بالظهيرين الجانبيين، بجانب ملء هذه المنطقة أيضا بمرونة عبد الله السعيد وتريزيجيه، فى القيام بالواجب الدفاعى حين نفقد الكرة، وكذلك بقيام محمد صلاح وباسم مرسى بالدفاع (الشكلي) جيدا بما سيسحبون ويشغلون من مراقبين لهما من الدفاع الغاني، بحيث يجبران لاعبين أو ثلاثة على عدم التقدم نحونا خوفا منهما، وهو ما سيقلل الضغط!!.. ولكن ماذا عن ظهيرينا.. وكيف سيكونا؟! 3- وجود محمد عبد الشافى ناحية اليسار أمر منطقى ومتوقع، من واقع كل المهارات التى نعرفها عنه، ويعرفها المدير الفنى لمنتخب مصر الأرجنتينى هيكتور كوبر، ولا يحتاج وجود عبد الشافى أساسيا لشرح كثير عن قدراته الدفاعية والهجومية، ولكن ناحية اليمين هى التى قد تحتمل الجدل، حيث كان يفضل كوبر فيها عمر جابر، ولكن هذه المرة يدفع المنطق إلى وجود أحمد المحمدي، وذلك من واقع ما أحاط بجابر من كلمات عن وجود إصابة، وعدم مشاركة مع فريقه بازل السويسرى مؤخرا، كما أن وجود الخطير كوادرو أسامواه (أو غيره) فى هذه الناحية، يحتاج للاعب قوى البنيان مثل المحمدي، ولكنها فى النهاية وجهة نظر، قد يلجأ إليها كوبر، وربما لا، مثلما الحال فى قلبى الدفاع الذى يقول المنطق أيضا أن أحمد دويدار الأفضل للعب بجوار على جبر، ليس من واقع أن أحمد حجازى عائد من إصابة طويلة فقط، ولكن لأنهما زميلان فى دفاع الزمالك، وقد يكون التفاهم بينهما أكثر داخل الملعب!! 4- يرى البعض أن النزعة الهجومية قد تكون مغامرة، ولابد من تغيير فى طريقة اللعب إلى 4-3-2-1، ليكون التشكيل أكثر أمانا، ولو فى البداية، لأن المنتخب الغانى لديه خطى وسط وهجوم خطيران بشكل عام، بعيدا عن غياب أسامواه جيان، وأنه من الأفضل وجود لاعب ثالث (دفاعي) مع الننى وطارق حامد، وتدور التلميحات نحو أحمد فتحي، وقد يكون الأمر محل تفكير عند كوبر، ولكن هل هذا سيقلل من قدراتنا الهجومية؟!.. ربما، لأنه أسلوب قديم، لهذا فإن فلسفة الضغط المرتد قد تكون أفضل، إذا كانت بين مشتقات أفكار كوبر، وهى تعنى حرمان الخصم من بناء هجمات مرتدة فى الفترة التى نتحول فيها من حالة الهجوم إلى الدفاع، فلم يعد مفيدا العودة إلى ما يسمى بدفاع المنطقة، ففى تلك اللحظة يمكن أن يشن الخصم هجومه المضاد قبل أن تنظم صفوفك، وهم يمتلكون السرعة، والخطورة كذلك، ولإيقافهم يجب ألا تعنى النزعة الهجومية عندنا الخلل الدفاعي، فهما متلازمان، وهذا لابد أن يكون واضحا لدى أصحاب الهوايات الهجومية فى الملعب، فالمراكز الأن أصبحت واجبات ومهام!! 5- أخيرا .. فى كتاب كرة القدم، هناك أساليب كثيرة للفوز، ونماذج لطرق عديدة لتحقيق الهدف، والتحليلات والمقارنات والأفكار متعددة، وبالتأكيد .. فإن المقدمات النظرية شئ والواقع على أرض الملعب فوق المستطيل الاخضر قد يختلف تماما فى كثير من الأحيان !!.. ولذلك فإن قراءة المباراة وأحداثها ومجرياتها جزء مهم، وسيوضح تفوق مدير فنى على الآخر، وهو أمر أشبه بلعبة الشطرنج، لأن تحريك لاعب من مركز لآخر قد يفاجئ المنافس ويستدرجه للخسارة.. ونحن نريد الفوز، والنقاط الثلاث التى نعرف أهميتها فى مشوار تصفيات كأس العام المقبلة.