القرارات الصعبة التى اتخذتها حكومة المهندس شريف إسماعيل بتحرير سعر الصرف وتعويم الجنيه ورفع أسعار المحروقات فى وقت واحد وقبل أيام قليلة من الموعد الذى حددته جماعة الإخوان للخروج فى مظاهرات الجوع فى 11/11 تعنى أحد أمرين : إما أن الحكومة قوية جدا وواثقة من نفسها ومن وعى وولاء وصمود مواطنيها فى مواجهة نتائج وتداعيات هذه القرارات . وإما أنها أخطأت فى حساباتها وتوقعاتها وأقدمت على مغامرة غير مأمونة العواقب,ولكنها كانت ضرورية حتى تنقذ مصر من شبح الإفلاس الذى يحوم حولها,ومكر الكائدين والمتربصين بها . ولا شك أن الأيام المقبلة وحدها هى التى ستكشف مدى قوة وقدرة هذا الشعب البطل على التفهم والتحمل, ومدى ذكاء الحكومة فى اتخاذ خطوات وتدابير تخفف بها من وطأة الآثار السلبية على مواطنيها خاصة الفقراء الذين يتعرضون لتيارات خبيثة وتتقاذفهم أفكار متضاربة وظروف قاسية لا يشعر بها غيرهم . نتمنى بالطبع السلامة لمصرنا والعزة والستر لشعبنا وإظهار قدرتهم ورغبتهم فى العمل وزيادة الإنتاج باعتباره المدخل الوحيد لإخراج مصر من كبوتها ومضاعفة مواردها حتى يعود ذلك بالنفع عليها .. بعد أن ظل جهد وعرق ودماء أبناء هذا الشعب مصادر وأدوات استغلال لمصلحة فئة قليلة فاسدة لعقود طويلة !! بقى سؤال ملح وحيوى أتوجه به للمسئولين عن قرار رفع أسعار الوقود على كل فئات الشعب من فقرائها وأغنيائها وبنفس النسبة والذين يؤكدون أن الدولة لا تزال تدعم المحروقات حتى بعد الزيادات الأخيرة وهو : لماذا تم فرض الزيادة على الجميع ولم يفرق بين من لا يمتلك إلا سيارة واحدة متواضعة ومن يمتلك سيارات فارهة عديدة ؟! لماذا يتساوى المصريون محدودو الدخل مع السفارات الأجنبية التى لديها أسطول سيارات والعاملين بها الذين يقبضون رواتبهم بالدولار والعملات الأجنبية ؟! وأين ذهبت منظومة «كروت الدعم الحكومى للبنزين» التى استخرجناها منذ أعوام ثلاثة مقابل رسوم مادية ولم نستخدمها حتى الآن ؟!! ما زلنا فى حاجة إلى مزيد من الدراسة والتأنى والعدل حتى تستقيم الأمور !! لمزيد من مقالات مسعود الحناوى