ناشدت - فى هذا المكان منذ أسبوعين - كبار المسئولين السعوديين أن يصدر عنهم تصريحات إيجابية مماثلة لتلك التى أعلنها الرئيس السيسى لاحتواء الأزمة التى صاحبت عملية التصويت على مشروع القرار الروسى فى مجلس الأمن, وقلت بالحرف الواحد فى مقال بعنوان رسالة للشقيقة السعودية «إن الرئيس السيسى أكد مرارا أن مصر ملتزمة تماماً بأمن الخليج الذى ينبع من أمنها .. ووصف علاقاتنا مع السعودية بأنها استراتيجية .. ونود الآن أن نسمع سريعا تصريحات مماثلة من الشقيق السعودى ونرى تحركات عاجلة لرأب أى صدع يكون قد مس علاقاتنا الأبدية».. إلا أن هذا مع الأسف - لم يحدث !! واليوم نكرر هذا النداء بعد العبارات السخيفة التى ساقها أمين عام منظمة التعاون الإسلامى إياد مدنى الذى أخطأ نطق اسم الرئيس التونسى قايد السبسى فى مؤتمر «إيسيسكو» بتونس الخميس الماضى ناطقا اسم الرئيس السيسى بدلا منه, قبل أن يستدرك كلامه للرئيس التونسى قائلا «هذا خطأ فاحش، أنا متأكد أن ثلاجتكم فيها أكثر من الماء فخامة الرئيس»، فى تلميح إلى كلام الرئيس السيسى لشباب مصرخلال لقائه معهم على هامش المؤتمر الوطنى الأول للشباب بشرم الشيخ !! وليت السيد مدنى لم يسع لتصحيح خطئه الساذج ,لأن «الفحش» هنا لم يكمن فى خطأ الاسم ولكن فى العبارات التى حاول بها استدراك خطئه .. فأتى بكلمات غير موفقة تحمل تجاوزا جسيما فى حق رمز الدولة المصرية منطبقا عليه مثلنا الشعبى القائل «جه يكحلها عماها».. أضطر على أثرها لإصدار بيان إعتذار يؤكد فيه أن ما ذكره كان على سبيل المزاح والدعابة !! ولكن الحقيقة أن دعابته كانت سخيفة, جاءت فى توقيت حرج تعترى فيه العلاقات المصرية السعودية سحابة عابرة, ومن شخص كان وزيرا للثقافة والإعلام السعودى ووزيرا للحج قبل أن يكون أمينا لمنظمة التعاون الإسلامى, وهو على أية حال اعتذار لا يكفى وحده ولابد أن يدفع ثمن زلة لسانه .. وليت مسئولينا العرب يتوقفون عن المزاح والإاستظراف فى وقت يحيط بالأمة كثير من المخاطر والنكبات والتحديات !! لمزيد من مقالات مسعود الحناوى