هى ضحية لتطعيم «فاسد» بعد ولادتها بثلاثة أشهر، أصابها بمرض شلل الأطفال، بدأت بعدها والدتها رحلة المعاناة للبحث عن علاج لحالتها الصحية سواء علاجا طبيعيا أو جهازا تعويضيا للقدمين، وبتشجيعها ووقوفها بجانبها استطاعت التعايش مع الإعاقة، واستطاعت والدتها غرس بذور التحدى بداخلها منذ الصغر، حتى أيقنت أنها مثل بقية الأطفال، لا ينقصها شئ، وعودتها على الاعتماد على النفس وحرية الرأى والتصرف بحكمة، ونمت الهوايات التى تحبها .. بطلة قصة هذه الأسبوع مروة محمد عيسى، مفتش بمديرية القوى العاملة والهجرة بمحافظة سوهاج. شغلت مروة العديد من المناصب فى حياتها العملية، ومنها مستشار تحكيم دولى معتمد وعضو مؤسس فى الاتحاد الافريقى الدولى والمدير التنفيذى لعدد من الجمعيات المهتمة برعاية الأشخاص ذوى الإعاقة فى سوهاج، والأهم من ذلك كله، فهى زوجة وأم لطفلين فى مراحل التعليم المختلفة. تقول مروة: التحقت بالتعليم وكنت من المتفوقين بالدراسة فى المرحلتين الابتدائية والإعدادية، وحصلت على مجموع كبير فى الثانوية العامة أهلنى للالتحاق بكليات القمة، ولكن اخترت كلية الآداب قسم اللغة الانجليزية بجامعة سوهاج، وتخرجت فيها بتفوق. وقررت بعد ذلك أن ابنى نفسى بنفسى، وانمى قدراتى فى جميع المجالات، ولذلك درست فى مجال الكمبيوتر والجرافيك وحصلت على عدة دورات معتمدة، وأيضا درست فى مجال الموضة والتطريز والخياطة بالمعهد الفرنسى بالقاهرة، وتحديت نفسى فى استخدام ماكينة الخياطة بقدمى برغم شلل الأطفال، ونجحت فى ذلك ثم حصلت على دورات تدريبية فى اللغة الانجليزية لتنمية مهاراتى اللغوية وفى مجال التنمية البشرية وريادة الإعمال. وأضافت: بدأت العمل فى مجال التعامل مع الإعاقة منذ عام 2009، وتعرفت على جميع القوانين والاتفاقيات الدولية الخاصة بنا، ولتفوقى ومهاراتى سافرت إلى العديد من الدول الأوروبية، مثل ألمانيا فى رحلة هدفها تبادل رؤى حول الحياة البرلمانية والمجتمع المدنى بين مصر وألمانيا عام 2015، وأيضا سافرت إلى روسيا وانجلترا واسبانيا واليونان، بجانب العديد من الدول العربية ومنها ابوظبى والأردن، وكنت فى جميع هذه الزيارات ممثلة لمصر ضمن أنشطة مشروع «مساواة» الذى يتم تمويله من المنظمة العربية للمعاقين، والتقيت رئيس البرلمان الألمانى أثناء زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسى رئيس الجمهورية لدولة ألمانيا، وتم ترشيحى من قبل المجلس القومى للإعاقة لمناقشة مسودة قانون ذوى الإعاقة بمجلس النواب. وتكمل: الأهم من ذلك كله أنني زوجة وأم لطفلين، وزوجى مؤمن بعملى، ويشجعنى باستمرار، ويقف بجانبى فى كل نشاط أقوم به، خاصة عندما قمت بتأسيس العديد من الجمعيات الخاصة لذوى الإعاقة للدفاع عن قضاياهم خاصة المرأة ذات الإعاقة بسوهاج التى تعيش فى مجتمع يسوده الكثير من العادات والتقاليد التى تحد من الحصول على حقوقها لتوعيتها بحقها فى الحياة والزواج المناسب والتعليم والصحة والإسكان والثقافة والرياضة، والعمل على حل مشاكلها. وتتمنى مروة رؤية السيدات ذوات الإعاقة فى المناصب القيادية كوزيرة ومحافظة، حيث إنها تستطيع أن تكون قيادية ناجحة بالرغم من إعاقتها، مشيرة إلى أنها حصلت على العديد من الجوائز الدولية والمحلية، منها جائزة المركز الثانى لأحسن فكرة مشروع « مدرسة الموضة « من المركز الثقافى البريطانى، قامت الشركة الراعية بالمشاركة فى أهم المبادرات لخدمة ذوى الإعاقة منها «العصا البيضاء» التى تهدف إلى تدريب الأشخاص ذوى الإعاقة البصرية على استخدام العصا البيضاء. وأيضا تفعيل قوانين المرور الخاصة بمن يستخدمون العصا البيضاء، ومحو أمية تعلم طريقة «برايل»« التى تهدف إلى تدريب الأشخاص ذوى الإعاقة البصرية على القراءة والكتابة بطريقة برايل و«اطول علم مصرى» و «حاول تفهمنى» لنشر وتعليم لغة الإشارة للجميع للتواصل مع ذوى الإعاقة السمعية، ومشروع «تمكين» الذى يهدف إلى آلية مرنة وسريعة لتحفيز الفتيات من سن 15 إلى 23 عاما على المشاركة المدنية الفعالة فى مصر على أساس منهج ثلاثى الأبعاد يقوم على التوعية والتواصل والممارسة.