قام أحد مراكز الإرشاد التربوى لتنمية المهارات البشرية بتنظيم ورش عمل عن كيفية تربية الأبناء على احترام الذات وتحمل المسئولية والثقة بالنفس ومساعدة الأم للوصول لذلك. حنان حسين مديرة المركز توضح : تم اختيار شعار للورشة (جيم السلوكى) لأنه لا يمكن تجاهل دور المجتمع فى السلوكيات المكتسبة للأطفال, ومن هنا يجب على الوالدين أن يطعما أطفالهما لمواجهة الاختلافات بين الأسرة والبيئة المحيطة. د. أحمد الشريف عضو الاتحاد العالمى للبرمجة العصبية وخبير الإرشاد الأسرى والتربوى وتعديل السلوك يفسر: الطفل يولد على الفطرة وهى الهدوء والسكينة ويطلب احتياجاته بمنتهى الهدوء، لكن نتيجة انشغال الأم عنه فى بعض الأحيان يلجأ إلى عادات غير صحية كالبكاء أو الصراخ, وهى السلوكيات الأسوأ على الإطلاق، من هنا تبدأ الأم تلبية احتياجاته ،لكن سرعان ما تؤدى إلى اكتسابه هذا السلوك ولذا يجب التفرقة بين الطلبات والاحتياجات الضرورية . م . محمد باسل أب يتفق قائلا: لا يجوز أن تستجيب الأم لكل طلبات طفلها حتى لا يكبر مدللا,ً لذا يجب التفريق بين الاحتياجات كالأكل والملابس والنوم،فالأهل مسئولون عن ذلك منذ أول يوم ومن أجل ذلك يوصى بعدم اللجوء إلى أسلوب تعديل السلوك بالحرمان من الاحتياجات الأساسية كالمصروف. وهنا يستعرض د.أحمد الشريف أنواع النقد ومنها الهدام أو لمجرد النقد وهو هم أسلوب خاطئ فى التربية مثل وصفه بالفشل لعدم قدرته على التحصيل الدراسى، أو لتكسير الأشياء دون قصد، مؤكداً أن الطفل الذي يتعرض للعنف الجسدى أو اللفظى كى ينفذ الأوامر، سوف يصبح فى مرحلة المراهقة شابا عنيدا ومتمردا حتى إن كان ناجحا فى التعليم، ومع ذلك ينصح بالنقد البناء كأن تقول «لقد تصرفت بطريقة خاطئة وغير مقبولة وأنا غير راض عن ذلك».. كما أننا للأسف نهتم بالسلوكيات السلبية لأبنائنا فقط ،دون الانتباه للسلوكيات الإيجابية, ولذا يجب توجيه الثناء والمديح للطفل عند قيامه بأشياء إيجابية . وسط خلاف بين الآباء على جدوى المديح من عدمه، يؤكد د.الشريف أن التدليل والمديح الزائد أو القسوة هما وجهان لعملة واحدة قد تؤدى إلى العناد ونزعة التمرد، لذا يجب على الأم أن تعلم ابنها احترام الآخرين والتفاعل معهم، كذلك يجب إظهار الحب له بشكل مباشر وغير مباشر ولكن حسب الموقف والنتيجة، فمثلا إذا قام الطفل بالدراسة جيدا لامتحانه، لكن تعرض لمشكلة كالمرض مما أثر على النتيجة المتوقعة، هنا يجب على الوالدين أن يستخدما أسلوب الثناء وتقدير ما بذله من مجهود ، كذلك على الأم إشراك ابنها فى تنظيم متعلقاته، وتحمل مسئولياته،وعند بلوغه 12 سنة يمكن إسناد مشروع صغير له فى المنزل كتربية الحيوانات أو المشغولات اليدوية حسب المتاح, لأن ذلك ينمى الشخصية والتدارك لديه, وذلك من خلال أسلوب الاختيار والتشاور.للأسف نحن مجتمع مفتوح على العالم الخارجى بدون قيود ولذا من الأفضل أن تكون الأسرة هى القدوة الحسنة. وعلى الوالدين مراعاة توحيد أسلوب تربية الأبناء والمحافظة على روح التعاون والتواصل. أخيرا يضيف: الأسرة المصرية تحب أطفالها بشكل كبير وترغب فى تفوقهم، لذا على الأم تعديل سلوك طفلها بأسلوب سرد القصص ومنها يتعلم بأسلوب غير مباشر, لأن عقله يقبل التغيير والبعد عن التوبيخ وعدم الاحترام والبعد عن شكوى الأم من طفلها أمام الآخرين مما يؤثر على شخصيته وثقته فى ذاته .