يعتبر اللون الوردى رمزا عالميا للتوعية بسرطان الثدى.. وبهذه المناسبة نظمت المؤسسة المصرية لمكافحة سرطان الثدى مؤتمرا بعنوان (حرّك السكون) لأول مرة حول سرطان الثدى الانتشارى.. ....................................................... فى البداية أشادت د.عبير مغاورى أستاذ الأشعة بطب عين شمس والمشرف العام على البرنامج القومى لصحة المرأة بأن هذا المؤتمر يعتبر الأول من نوعه ويعتبر من أهم موضوعات العصر وعلى كل من المريضة والطبيب التكاتف معا لمحاربته. وأكد د.شعلان رئيس المؤسسة المصرية لمكافحة سرطان الثدى أهمية هذه المبادرة على التقدم الذى شهدته مصر فى تطور العلاجات المتاحة لسرطان الثدى الانتشارى أملآ فى أن يرفع الستار والسكون عن هذا المرض الذى يصيب قطاعا كبيرا من السيدات. وتناولت أول محاضرة فى المؤتمر الرحلة مع المرض والعلاج. قالت منال أن المرض لم يصبها باليأس والإحباط بل كان دافعا لها لمتابعة تعليمها بجانب ابنتيها اللتين كانتا مصدر مساعدة ومساندة، ورجت وزارة الصحة تحسين نظام التأمين الصحى لما عانته من مشاكل مستمرة فى صرف العلاج. أما مرفت فقالت ان ابنتها الصغرى هى مصدر طاقتها الوحيدة وانها تكافح المرض بشتى الطرق لتكون دائما بجانبها، وأضافت أنها تأمل مساعدة الدولة أكثر لمريضات سرطان الثدى الانتشارى فى توفير العلاج الموجه والمسكن الذى يصعب الحصول عليه. (سرطان الثدى الانتشارى لا يفرق بين الكبير والصغير) هكذا بدأت سمر السيد فى سرد حكايتها، فقد أصيبت به قبل بلوغها عامها الثلاثين. وكيف أن هذا المرض غير مسار حياتها، وكيف شعرت باليأس ولكنها أوضحت أن المرض جعل منها شخصية مختلفة ودفعها للاستمتاع بالحياة والمغامرة. وأن مساندة العائلة جزء كبير من رحلة علاج لأى مريض سرطان.. وقالت د. علا خورشيد أستاذ علاج الأورام بالمعهد القومى للأورام ان البحث العلمى يحتاج المزيد من الدعم المالى والفنى ويجب علينا التنبيه على أهميته، والعلاج الصحيح للسرطان يبدأ من كشف الأسباب المؤدية إليه، وقد شهدت مصر تقدما علميا كبيرا فى مجال الأبحاث المتعلقة بسرطان الثدى رغم من قلة الإمكانات. ومن أكثر المشاكل التى تواجه المريضات هى الفجوة بين الأطباء والمريضات، حيث قالت د.رشا فهمى مدير مستشفى السلام لعلاج الأورام ان هذا من أكبر المشاكل فى القطاع الطبى موضحة أن معظم الأطباء يعاملون المريضة على أنها حالة. وطالبت وزارتى التعليم العالى والصحة بتعديل مناهج كلية الطب لإضافة منهج جديد يعلم الأطباء كيفية التعامل مع المريضات واختيار الألفاظ المناسبة للتحدث معهن، وتوضيح الطبيب كل المعلومات اللازمة للمريضة حيث أن من أهم عوامل الشفاء إيمانها بطبيبها الذى يجعلها تلتزم بتعليماته وإرشادته. وأوضحت د.علا خير الله مدير عام الإدارة العامة للأمراض غير المعدية أن الخطة القومية لمكافحة مرض السرطان 2016-2020 التى تهدف لتسهيل الخدمات المقدمة للمرضى وتوفير المزيد من العلاج والرعاية الصحية وتحديث نظام التأمين الصحى بحلول عام 2020. يعانى مريض السرطان وخصوصا مريض سرطان الثدى الانتشارى من الألم الذى لا يتوقف على أنه مرض جسدى بل ألم نفسى وألم ناتج عن العلاجات. لذلك طالبت مى قبانى الاخصائية والاستشارية النفسية بضرورة خضوع المريض وعائلته للاستشارة النفسية والمواظبة عليها حيث إنه أساس نجاح أى علاج. أما د.رأفت محفوظ الأستاذ بقسم الآلام بالمعهد القومى للأورام فقد شرح ما يجب على المريض فعله لمقاومة الألم والتعامل الصحيح معه وأوضح العلاجات المختلفة المستخدمة فى هذا المجال وما يجب أن يبدأ به المريض لكى يستطيع تحمل الألم الناتج عن أدوية السرطان المختلفة. وقد خرج المؤتمر بعدة توصيات من بينها: ضرورة تحسين وتطوير نظام التأمين الصحى ونظام العلاج على نفقة الدولة، وتسهيل توفر العلاج فى الوقت المناسب وإجراءات الحصول عليه، وتغيير نظام التعامل بين المرضى والأطباء وإتاحة فرصة اختيار العلاج المناسب له، وتوفير وسائل حديثة لحفظ بيانات المريض لمتابعته، وتوفير فرص عمل مناسبة لمريضات السرطان لكى يستطعن التعايش وتوفير قوت الحياة لهن، وتوفير دعم مالى وفنى أكبر متخصص للبحث العلمى عن سرطان الثدى الانتشارى.