هدوء فى حلب.. وسوريا تهدد بإسقاط أى طائرة تركية تخترق مجالها الجوى

لليوم الثانى على التوالي، خيم الهدوء أمس على الأجواء فى مدينة حلب السورية، بعد الهدنة الإنسانية التى أعلنتها روسيا والجيش السورى منذ صباح أمس الأول، بهدف إجلاء المدنيين والمقاتلين الراغبين بمغادرة الأحياء الشرقية من المدينة من خلال ثمانية ممرات تم تأمينها.
وقال شهود عيان إنه «لا حركة على المعابر من الأحياء الشرقية ولم يسجل خروج أى من السكان أو المقاتلين حتى الآن، فيما تواجد عناصر من الجيش السورى والأمن فى المكان».
وفى وقت سابق، اتهم سيرجى لافروف وزير الخارجية الروسى مقاتلى المعارضة بإعاقة مغادرة المدنيين. ونقلت وزارة الخارجية عن لافروف أنه أبلغ نظيره الأمريكى جون كيرى خلال اتصال هاتفى بأن مقاتلى المعارضة «يخرقون وقف إطلاق النار ويعوقون إجلاء السكان».
وعبر لافروف لنظيره كيرى عن قلق موسكو من رفض «جبهة النصرة» الخروج من المدينة، على الرغم من بوادر حسن النية الروسية والسورية وفتح المعابر لخروج مقاتليها.
وفى نيويورك، أعلن بان كى مون الأمين العام للأمم المتحدة عن ترحيبه لمبادرة موسكو ودمشق وقف عمليات القصف فى حلب، وأشار فى كلمة ألقاها أثناء اجتماع غير رسمى للجمعية العامة للأمم المتحدة إلى أن إعلان روسيا وقف عمليات القصف سيسمح للمنظمة الدولية بتنفيذ خطتها لإجلاء الأهالي. وأوضح أن وكالات الأمم المتحدة وشركاءها تستعد للقيام «بعملية إجلاء عاجلة وتقديم مساعدات طبية أولية لمئات من المرضى والمصابين، حيث لم تدخل أى قافلة للأمم المتحدة إلى هذا الجزء من المدينة منذ 7 يوليو الماضي». ودعا إلى إعادة نظام وقف الأعمال القتالية فى كل أراضى سوريا، مضيفا أن «القصف على الأحياء الشرقية فى حلب، أدى إلى مقتل نحو 500 شخص وإصابة ألفين منذ 23 سبتمبر الماضي .
وفى الوقت نفسه، أعلن يان إيجلاند المستشار الخاص ومنسق الشئون الإنسانية لسوريا فى الأمم المتحدة إن المنظمة الدولية تتوقع أن يستمر وقف القصف على أحياء حلب الشرقية لمدة 11ساعة يوميا حتى الاثنين المقبل، مشيرا إلى أن المنظمة حصلت بالفعل على موافقة روسيا والجيش السوري، إلى جانب مجموعة من فصائل المعارضة المسلحة.
من جانبه، طالب ستافان دى ميستورا المبعوث الدولى الخاص إلى سوريا بسريان الهدنة الإنسانية المعلنة من جانب موسكو ودمشق»لعدة أيام». وقال دى ميستورا إن عدد مسلحى «جبهة النصرة» فى شرق حلب «أقل من 900 عنصر»، مضيفا أن «عليهم مغادرة المدينة، لأن وجودهم يعطى ذريعة لقصف المدينة إذ أنهم يصنفون كمنظمة إرهابية ويتصرفون على هذا الأساس».
من جهته، وصف فيه الائتلاف الوطنى لقوى الثورة والمعارضة السورية فى حلب، مبادرة الأمم المتحدة ب»القاصرة».
وفى جنيف، قال الأمير زيد بن رعد الحسين مفوض الأمم المتحدة السامى لحقوق الإنسان إن حصار وقصف شرق مدينة حلب السورية يشكل «جرائم ذات أبعاد تاريخية»، أوقعت الكثير من القتلى المدنيين وتصل إلى حد جرائم الحرب.
ودعا الأمير زيد مجددا - فى كلمة لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة فى جنيف - القوى الكبرى لتنحية خلافاتها جانبا وإحالة الوضع فى سوريا إلى المحكمة الجنائية الدولية.
من جهته، قال باولو بينيرو رئيس اللجنة الدولية للتحقيق فى سوريا إن «اللجنة ستواصل توثيق جرائم الحرب فى حلب بحيادية بغض النظر عن نتائجها»
وفى السياق نفسه، أعلنت القيادة العامة للجيش السورى أن أية محاولة جديدة للطيران الحربى التركى خرق الأجواء السورية «سيتم التعامل معه وإسقاطه بجميع الوسائط المتاحة». وأكدت القيادة أن «هذا العدوان السافر الذى استهدف المواطنين الأبرياء يعد تطورا خطيرا من شأنه أن يزيد فى تعقيد الموقف». وجاء البيان ردا على هجوم تركى أسفر عن مقتل «أكثر من مئة وخمسين من المدنيين الأبرياء بعد ما استهدف الأربعاء الماضى قرى وبلدات حساجك، الوردية، حسية، غول سروج ، سد الشهباء، إحرص، أم حوش فى ريف حلب الشمالي».
وأعلن الجيش التركى مساء الأربعاء الماضى شنه 26 غارة على شمال مدينة حلب، استهدفت مواقع ل»وحدات حماية الشعب» الكردية وأسفرت عن مقتل ما بين 160 و200 من مقاتليها. جاء هذا فى الوقت الذى نقلت فيه وكالة «إنترفاكس» الروسية للأنباء عن مصدر بالسفارة البلجيكية قوله إن وزارة الخارجية الروسية استدعت سفير بلجيكا أمس بعد اتهام موسكو لطائرات حربية بلجيكية بقصف أهداف مدنية فى سوريا.