ما يجرى فى المنطقة العربية حاليا أكثر تعقيدا وعمقا.. فهو صراع إقليمي.. طائفى وعرقى يخوضه «وكلاء» محليون وتموله ماليا أطراف إقليمية وعربية، وتديره وتمسك بالأطراف النهائية للعبة قوى دولية، هى التى توفر السلاح وتجند العناصر المناسبة! وما يجرى فى الموصل حاليا من محاولات للجيش العراقى لاستعادة المدينة من «داعش» يثير تساؤلات، بعد أن كشف تسريبات عن أن عناصر داعش قد تم «ترتيب خروج آمن» لها من المدينة قبل بدء العمليات، فمن الذى «رتب» الخروج الآمن لداعش، والإجابة على هذا السؤال سوف تكشف عمن أسس داعش ومدها بالشباب، وزودها بالسلاح والمال حتى تكون «شرارة» الحرب الطائفية بين السنة والشيعة فى المنطقة، ويتم إعادة رسم خريطتها وفق أسس جديدة تضعها القوى الإقليمية والدولية، وعلى سبيل المثال، فإن تركيا تعتبر نفسها قوة إقليمية وتسعى لبسط سيطرتها على بعض المناطق أو الدول العربية، كذلك تفعل إيران، وبعض الدول العربية تخشى من تزايد النفوذ الإيرانى الشيعى فى المنطقة وتحارب ذلك بكل ما تستطيع ماليا فى كل من سورياوالعراق واليمن، وتتحالف مع كل القوى «السنية» حتى ولو كانت متطرفة لوقف التمدد الشيعى الإيراني، وروسيا وأمريكا تمسكان بخيوط كل وكلائهما المحليين فى تلك اللعبة المدمرة. إذن معركة «تحرير» الموصل من يد داعش، ما هى إلا حلقة جديدة من الصراع على الشرق الأوسط، فتركيا على سبيل المثال ترى الموصل العراقية «ولاية» تركية ويريد الرئيس أردوغان المشاركة فى حرب تحريرها «بالقوة» وإلا فإن الجيش العراقى سوف يخسر المعركة، وإيران أيضا ترغب عبر الحشد الشعبى الذى تدعمه فى المشاركة، حتى يكون لها نفوذ على الموصل بعد سيطرتها على العراق. إذن 3 دول على الأقل سوف تتصارع على الموصل بعد تحريرها، العراقوتركياوإيران، وفى الوقت نفسه، تكون القوى الإقليمية والدولية التى أسست وتدعم داعش قد أوجدت للتنظيم «مقرا» جديدا وفقا للخطط الجديدة، من بينها ليبيا.. والهدف واضح هذه المرة.. هو استقرار مصر! لمزيد من مقالات منصور أبو العزم;