وسط رفض وتنديد دولى بالانقلاب الذى قامت به قوات ما يسمى حكومة «الإنقاذ» الليبية للاستيلاء على السلطة فى العاصمة الليبية طرابلس، شهد وسط العاصمة انتشارا أمنيا مكثفا للكتائب المسلحة والأجهزة الأمنية التابعة لحكومة «الوفاق» بعد حادثة الاستيلاء على مقرات المجلس الأعلى للدولة. وقال المكتب الإعلامى التابع لقوة الأمن المركزى شمال طرابلس، إن الإنتشار الأمنى الملحوظ فى مدينة طرابلس، جاء بتعليمات من وزير الداخلية بحكومة الوفاق الوطنى العارف الخوجة، لحفظ الأمن ومنع الخروقات الأمنية. جاء ذلك فيما رحبّت الحكومة الليبية المؤقتة برئاسة عبدالله الثني، الليلة قبل الماضية، بالدعوة الموجهة إليها من قبل ما يسمى حكومة الإنقاذ فى طرابلس بشأن تشكيل حكومة وحدة وطنية، مؤكدة أنها تعبر عن تطلعات الشعب الليبي، لافتة إلى أن «بيان الإنقاذ» إفصاح عن الفوضى العارمة، التى طالت مناحى الحياة». وأصدرت الحكومة الموقتة بيانًا رسميًا، للتعليق على الأحداث التى جرت خلال الساعات الماضية بالعاصمة طرابلس وتبعاتها، مشيرة إلى أنها تابعت باهتمام بالغ الأحداث التى جرت بالعاصمة طرابلس، وكذلك البيان الصادر عن حكومة الإنقاذ الوطني. وأضافت الحكومة الموقتة فى بيانها أن التطورات السابقة «تفصح بصورة جلية عن الفوضى العارمة التى طالت كل مناحى الحياة، وذلك بارتفاع معدل الجريمة وترويع الآمنين والاستيلاء على الوزارات والمؤسسات العامة من خلال اغتصاب السلطة التنفيذية بطريقة غير شرعية وما نجم عنه من سوء لاستعمال السلطة وهدر للمال العام بإدارتها من خارج الوطن». ومن جانبها، أمرت حكومة الوفاق باعتقال كل من تورط فى اقتحام المقار فى طرابلس، واتهمتهم بمحاولة زعزعة الاستقرار السياسى والأمني. وتوالت ردود الفعل على الانقلاب من المؤتمر وحكومتة، حيث أدان المجلس البلدى لمصراتة حادثة اقتحام مقر مجلس الدولة فى طرابلس، ودعا المجلس الرئاسى الى سرعة تشكيل الحرس الرئاسى لحماية مقار ومؤسسات الدولة وجدد دعمه و تمسكه بالاتفاق السياسى كحل للأزمة. ودوليا، شجب الاتحاد الأوروبى أمس استخدام القوة للاستيلاء على السلطة فى ليبيا، مؤكدا أنه لن يؤدى سوى إلى مزيد من الفوضى والوقوع فى دوامة من العنف، يكون الشعب الليبى أولى ضحاياها. وقالت الممثلة العليا للسياسة الخارجية والأمنية بالاتحاد الأوروبى فيديريكا موغيريني، إنه من الضرورة أن يعمل جميع الأطراف معا لدعم تنفيذ الاتفاق السياسى فى ليبيا لتحقيق عملية ديمقراطية تضم جميع مكونات الشعب الليبي. وأعربت الولاياتالمتحدةالأمريكية، عن قلقها إزاء ما أسمته وقوع محاولة انقلابية فى ليبيا مجددة تأييدها لحكومة الوفاق الوطنى التى تدعمها الأممالمتحدة. وقالت وزارة الخارجية الأمريكية فى بيان لها أنه «ينبغى إعادة المبانى الحكومية بالعاصمة طرابلس إلى سيطرة حكومة الوفاق الوطني» مؤكدة فى الوقت نفسه ضرورة تحلى جميع الأطراف بضبط النفس.