يخطيء من يتصور للحظة واحدة، أن جيش مصر الباسل سيترك دماء جنوده تذهب هباء، دون عقاب للمجرمين الذين أراقوا تلك الدماء، لكن أيضا يخطيء من يعتقد أن هذا الثأر هو ثأر للجيش وحده، إنه ثأر مصر كلها. ولا تحتاج المسألة لنظريات أو مبالغات فى الشرح والتوضيح، لأن المعادلة واضحة وبسيطة، وتتمثل فى الآتي: إن هؤلاء الجنود البواسل، الذين سولت نفوس المجرمين لهم قتلهم، هم أبناء مصر كلها، لأن جيش مصر يتكون من أبنائنا جميعا، ومن ثم فإن الذى يقتل جنديا من جيش مصر فكأنه قتل المصريين جميعا، ويترتب على ذلك أن الثأر لهؤلاء الشهداء الأطهار، هو ثأر فى رقبة مصر كلها. وطبعا لا يكون الثأر فقط من خلال استهداف معسكرات هؤلاء المجرمين القتلة بالطائرات والدبابات، فهذا ما سوف تتكفل به قواتنا المسلحة التى ستلقن هؤلاء السفلة الخونة درسا لن ينسوه، وإنما يكون الثأر من خلال أمور أخرى عديدة. وعلى رأس أساليب الأخذ بالثأر، تفويت الفرصة على هؤلاء المجرمين فى بث اليأس والقنوط فى نفوس المصريين، لأن اليأس هو بداية نجاح هؤلاء القتلة فى تحقيق هدفهم. وأيضا أن نتحلى بمزيد من الوعى للأغراض الخفية لهؤلاء الأشرار، وأول هذه الأغراض بث الفرقة بين الشعب وجيشه، وطبعا لن يتحقق لهم ذلك، لسبب بسيط، هو أن هذا الجيش هو جيش الشعب، وجنوده أبناء لكل الشعب، فكيف يكره الشعب أبناءه الذين يجودون بدمائهم الطاهرة للذود عن أرضه؟ وإضافة إلى ذلك، علينا لكى ننجح فى الثأر لهؤلاء الأبناء الشهداء أن نرصد محاولات مروجى الشائعات والأكاذيب، فى وسائل التواصل الاجتماعى وغيرها، التى تسعى لنشر الهلع والخوف بين المواطنين، وليكن معلوما لنا كلنا أن الهدف الأساسى لمروجى الشائعات هؤلاء هو هدم مصر كلها، وهذا ما لم يسمح به المصريون، لأنهم أذكى مما يتصور هؤلاء الحاقدون. لمزيد من مقالات راى الاهرام