من الخطأ الجسيم ان نشاهد هذا التراشق غير المسئول بين الإعلام المصرى والإعلام السعودى ونسكت عليه لأن سحابات صيف عابرة اهتزت بسببها علاقات تاريخية وجذور امتدت عشرات السنين .. يجب ان يكون الإعلام فى البلدين أكثر حكمة ولا يشعل النيران بهذه الصورة التى تفتقد المسئولية .. ما حدث فى هذه العلاقات خلافات سياسية فى وجهات النظر حول بعض المواقف وهذا أمر وارد بين الأشقاء وهناك أزمات كثيرة حدثت من قبل بين المسئولين فى البلدين وتم علاجها بقدر كبير من الحكمة ولكن الإعلام يريد كارثة يشعل بها النيران وتنطلق التصريحات والشتائم والبذاءات .. ان المسئولين فى القاهرة والرياض يدركون أهمية العلاقات بين مصر والسعودية فى ظل مؤامرات خطيرة يمر بها العالم العربى، يكفى اننا أمام أكثر من دولة محتلة وأمام جيوش تمت تصفيتها وأمام دمار لحق بكل المرافق وأمام موارد تتراجع وأمام انخفاض أسعار البترول وأمام قوات عسكرية غازية فى أكثر من بلد عربى وقبل هذا كله أمام الملايين، الذين شردتهم الحروب الأهلية وفروا من أوطانهم هاربين .. ان القاهرة والرياض يدركان إنهما اخر ما بقى من مقومات هذه الأمة ومن الصعب بل من المستحيل ان تستغنى إحداهما عن الأخرى.. ان مسئولية الإعلام فى البلدين فى هذه الحالة يجب ان يكون عامل بناء وليس عامل هدم وان يسعى إلى التقارب والتواصل وليس التخريب ولا ينبغى فى مثل هذه الأزمات ان يظهر أصحاب العنتريات على حساب التاريخ والمصالح والمستقبل .. ما أسهل ان يمتطى المزايدون أقلامهم ويعلنون الحرب الكلامية ويفسدون كل شىء .. ينبغى ان نتعلم من دروس الماضى بسبب مباراة فى كرة القدم مع الجزائر وما حدث فى أزمنة مضت من صراعات ومعارك أفسدت العلاقات بين الشعوب .. يجب ان يصمت الإعلام المصرى والإعلام السعودى وإذا كانت لديه كلمة طيبة فليقلها لأن الصورة قاتمة والواقع العربى أسوأ مما نتصور ولا داعى لاختلاق خلافات ليس هذا وقتها ولا زمانها والحكمة افضل . العلاقات المصرية السعودية ينبغى ان تكون اكبر من شطط الإعلام والإعلاميين. [email protected] لمزيد من مقالات فاروق جويدة