ارتبطتا سويا منذ تفتحت أعينهما علي نور الحياة، وزاد من تعلقهما ببعضهما أن فارق السن بينهما سنة واحدة، ورغم مايحدث عادة من مشاحنات بين الأطفال المتتابعين في الولادة، إلا أن آلاء محمد زكي «7 سنوات» وأختها شهد «6 سنوات» من شربين كان إنسجامهما كبيرا في البيت والمدرسة وأثناء اللعب في الشارع وحتي في زيارة الأقارب والجيران وفي الرحلات، توحدت الطفلتان الجميلتان في كل شيء حتي في المصير وطريقة توديع الأهل والأحبة والذهاب إلي ملكوت السكينة والراحة الأبدية. في ذلك الصباح القاتم ارتدت «آلاء» و«شهد» زي المدرسة وأعدت والدتهما الحقائب والكتب ولوازم الطعام والمصروف، اعتنت بهما كأي أم وهما مثل الفراشتين المشرقتين تقفزان من الشرفة إلى الشارع في انتظار «التوك توك» لينقلهما إلي المدرسة، لم تكن الطفلتان تعرفان أن هذا «التوك توك» اللعين سيكون مقبرتهما وسيصبح ملطخا بدمائهما بعد ساعات قليلة مدونا جريمة أخري في سجل جنون الطرق، ففى أثناء العودة حاول سائق «التوك توك» عند دوران قرية منية بدواي علي طريق المنصورة - شربين الشرقي أن يستدير مرة أخري وكانت برفقته معلمة أوصلها إلي منزلها بينما كانت معهما زميلتهما دينا أشرف شعيب «6 سنوات» ، داهمته سيارة حمقاء من الطرف الآخر تنطلق بسرعة جنونية رغم أن مدخل القرية يستلزم التهدئة لتضرب «التوك توك» من الخلف وفي لمح البصر كان المشهد برمته دمويا، ووصل الإسعاف بسرعة لنقل الأطفال الثلاثة وسائق «التوك توك» الذي أصيب بكسر في الفخذ إلي المستشفي، لكن «آلاء» و «شهد» لم تصمدا كثيرا من شدة الصدمة ووافاهما الأجل بعد وصولهما مباشرة بسبب النزيف في المخ كما أن حالة زميلتهما «دينا» حرجة وترقد في العناية المركزة، وفور تلقيه إخطارا بالواقعة وجه اللواء مصطفي النمر مدير أمن الدقهلية بسرعة كشف ملابسات الحادث، وأظهرت تحريات المباحث تحت إشراف اللواء مجدي القمري مدير إدارة المباحث الجنائية بالدقهلية أن سبب الحادث السرعة الجنونية لسائق السيارة الملاكي، واصطدامه بالتوك توك فى أثناء دورانه علي الطريق، وبسؤال سائق «التوك التوك» أكد أنه كان يوصل إحدي المدرسات بمركز شربين إلي محل إقامتها بقرية منية محلة دمنة،وكانت بصحبته ثلاثة تلميذات من نفس المدرسة، وبعد توصيلها وفى اثناء دورانه للعودة قامت سيارة مسرعة بالاصطدام به، مما أدي إلي وفاة الشقيقتين.