انطلاق قطار امتحانات الشهادتين الابتدائية والإعدادية الأزهرية بالوادي الجديد    وفود أجنبية تناقش تجربة بنك المعرفة في مصر.. تفاصيل    جامعة القناة تستقبل أحدث أجهزة الرفع المساحي لتدريب 3500 طالب    سؤال يُحير طلاب الشهادة الإعدادية في امتحان العربي.. ما معنى كلمة "أوبة"؟    أسعار الذهب في بداية تعاملات اليوم الأربعاء 15 مايو    القباج تشهد افتتاح الدورة الثانية لمبادرة "العيش باستقلالية" لذوي الهمم بالبحرين    الإسكان: بدء تسليم وحدات الحي السكني الثالث R3 لموظفي الدولة المنتقلين للعاصمة الإدارية    محافظ الفيوم يتابع مشروع توسعات محطة مياه الشرب بالعزب    البورصة المصرية تُوقع بروتوكول تعاون مع جامعة حلوان    خبير قانون دولي: اتهامات إسرائيل لمصر بشأن غزة مستفزة وتضليلية    «شكري»: تصريحات الحكومة الإسرائيلية الراهنة لا تعكس إرادتها نحو السلام    من هو حسين مكي القيادي في حزب الله الذي اغتالته إسرائيل؟    رئيس الوزراء الفلسطيني: شعبنا سيبقى مُتجذرا في أرضه رغم كل محاولات تهجيره    الأشعة تحسم مصير سفر كوكا مع الأهلي لتونس لمواجهة الترجي    يوفنتوس وأتالانتا في قمة نارية بنهائي كأس إيطاليا    أيقونة مصر.. وزير الشباب والرياضة يدافع عن حسام حسن بعد تصريحاته الأخيرة    شوبير يكشف مفاجأة في مستقبل أليو ديانج مع الأهلي    مواعيد مباريات اليوم الأربعاء 15 مايو 2024 في الدوري المصري والبطولات العالمية    6 ميداليات لتعليم الإسكندرية في بطولة الجمهورية لألعاب القوى للتربية الفكرية والدمج    الجوازات تواصل تيسير الإجراءات لاستخراج الوثائق لكبار السن وذوي الهمم    رابط الاستعلام عن أرقام جلوس امتحانات الثانوية العامة 2024- تفاصيل    أمن المنافذ: ضبط 25 قضية متنوعة.. وتنفيذ 108 حكمًا قضائيًا    إنعام محمد علي.. ابنة الصعيد التي تبنت قضايا المرأة.. أخرجت 20 مسلسلا وخمسة أفلام و18 سهرة تلفزيونية.. حصلت على جوائز وأوسمة محلية وعربية.. وتحتفل اليوم بعيد ميلادها    الآثار تكشف تفاصيل المسح الأثري الراداري لمنطقة الأهرامات    وسيم السيسي: العلم لم يثبت كلام موسى على جبل الطور.. أو وجود يوسف في مصر    أحمد حاتم عن تجربة زواجه: «كنت نسخة مش حلوة مني»    وزير الري: 97.69 ٪ نسبة تنفيذ الشكاوى من يناير 2021 حتى أبريل 2024 -تفاصيل    سقوط عصابة سرقة رواد البنوك في الجيزة    عاجل| شكري: إنهاء الحرب في غزة يتصدر أولويات القادة العرب بقمة المنامة    مسلسل دواعي السفر الحلقة 1.. أمير عيد يعاني من الاكتئاب    ضبط 572 صنف سلع غذائية منتهية الصلاحية في الفيوم    اليوم.. «زراعة النواب» تناقش موازنة وزارة الري للعام المالي 2024-2025    قناة الأقصى: 10 شهداء جراء قصف إسرائيلي بحي الصبرة    تداول 10 آلاف طن و675 شاحنة بضائع عامة ومتنوعة بموانئ البحر الأحمر    اليوم.. «محلية النواب» تناقش موازنة هيئتي النقل العام بمحافظتي القاهرة والإسكندرية لعام المالي 2024-2025    أولي جلسات محاكمة 4 متهمين في حريق ستوديو الأهرام.. اليوم    «الصحة» تشارك في اليوم التثقيفي لأنيميا البحر المتوسط الخامس والعشرين    مؤتمر صحفي للإعلان عن تفاصيل مهرجان الطبول ب«الأعلى للثقافة» الأحد المقبل    تحالف والدى «عاشور» و«زيزو» ضد الأهلى والزمالك!    عيد الأضحى المبارك 2024: سنن التقسيم والذبح وآدابه    بعد تصدرها التريند.. من هي إيميلي شاه خطيبة الفنان العالمي مينا مسعود؟    وزارة المالية تعلن تبكير صرف مرتبات يونيو 2024 وإجازة عيد الأضحى تصل إلى 8 أيام    حكم طواف بطفل يرتدي «حفاضة»    بسبب الدولار.. شعبة الأدوية: نطالب بزيادة أسعار 1500 صنف 50%    مرصد الأزهر يستقبل وزير الشؤون السياسية لجمهورية سيراليون للتعرف على جهود مكافحة التطرف    النائب إيهاب رمزي يطالب بتقاسم العصمة: من حق الزوجة الطلاق في أي وقت بدون خلع    امرأة ترفع دعوى قضائية ضد شركة أسترازينيكا: اللقاح جعلها مشلولة    أمين الفتوى: الصلاة النورانية لها قوة كبيرة فى زيادة البركة والرزق    مباشر thanwya.. جدول امتحانات الثانوية العامة 2024 في محافظة القاهرة    شوبير: الزمالك أعلى فنيا من نهضة بركان وهو الأقرب لحصد الكونفدرالية    حظك اليوم وتوقعات الأبراج 15-5: نجاحات لهؤلاء الأبراج.. وتحذير لهذا البرج    بوتين: لدى روسيا والصين مواقف متطابقة تجاه القضايا الرئيسية    بشرى سارة للجميع | عدد الاجازات في مصر وموعد عيد الأضحى المبارك 2024 في العالم العربي    إبراهيم عيسى: من يقارنون "طوفان الأقصى" بنصر حرب أكتوبر "مخابيل"    أسهل طريقة لعمل وصفة اللحمة الباردة مع الصوص البني    بعيدًا عن البرد والإنفلونزا.. سبب العطس وسيلان الأنف    أحمد كريمة: العلماء هم من لهم حق الحديث في الأمور الدينية    بعد 7 شهور من الحرب.. تحقيق يكشف تواطؤ بايدن في خلق المجاعة بغزة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



43 عاماً على النصر

بحلول عام 2014 بدأت إسرائيل في الافراج عن وثائقها السرية عن حرب أكتوبر 1973 التي تطلق عليها اسم حرب يوم الغفران،
وقد قام الأستاذ الدكتور إبراهيم البحراوي بإعداد دراستين خلال عامي 2014، 2015 حلل فيهما هذه الوثائق وخلص بمجموعة من الاسئلة الحائرة حول هذه الحرب، وتساءل عمن يجيب عنها، وهاأنذا بحكم التخصص سأحاول الاجابة من منظوري الشخصي.
بداية.. الوثائق الإسرائيلية كان من المفروض طبقا للقانون الاسرائيلي نشرها بعد انقضاء عشرين عاماً علي انتهاء الحرب أي في أكتوبر عام 1993، بيد أنها نشرت جزئيا بعد 21 عاماً، وهو أمر أرجح أنه يتعلق بالتحسب فيما ستحويه الوثائق المصرية عند نشرها والتي تصدرت التساؤلات لماذا لم تنشر حتي الآن ولماذا لم يفرج عنها، وعن أهدافنا من الحرب، وأدائنا خلال سير القتال والنتائج النهائية لهذه الحرب.
وللرد علي كل هذه التساؤلات وجدت من الأنسب أن نقسم مدة الحرب ومجموعها 23 يوماً إلي مراحل علي النحو الآتي
المرحلة الأولي : 8 أيام من 6 إلي 13 أكتوبر وفيها تم اقتحام قناة السويس، واحتلال خط بارليف الحصين ونقطه القوية، والاشتباك مع احتياطيات العدو التي حاولت عرقلة تقدم قواتنا، وإنشاء رءوس كباري للأولوية ثم الفرق ثم الجيوش الميدانية وتعزيزها.
المرحلة الثانية : يوم واحد 14 أكتوبر وفيها تم التطوير شرقاً في عمق سيناء.
المرحلة الثالثة : 3 أيام من 15 إلي 17 أكتوبر وفيها تم صد كل الهجمات المضادة التي تم تركيزها علي رءوس الكباري شرق القناة.
المرحلة الرابعة : 5 أيام من 18 الي 22 أكتوبر وفيها تم ادارة أعمال القتال علي الضفة الغربية للقناة في القطاعين الأوسط والجنوبي.
المرحلة الخامسة : 6 أيام من 23 الي 28 أكتوبر وفيها تم خرق اسرائيل كالعادة لوقف إطلاق النار ليلة 22 أكتوبر والتحول من الهجوم علي الاسماعيلية إلي السويس.
أستأذن السادة القراء في التركيز علي المرحلتين الأولي والثانية نقلاً عن الجنرال إيلي زعيرا مدير المخابرات العسكرية الاسرائيلية أمان الذي اتهمته لجنة التحقيق برئاسة شمعون اجرانات عقب الحرب بالتقصير، فقرر الدفاع عن شرفه العسكري من خلال مؤلف نشره في أكتوبر عام 1993 أي بعد عشرين عاماً بالضبط كما تقضي الأوامر واختار له عنواناً «حرب يوم الغفران أكذوبة في مواجهة واقع».
في الفصل التاسع من الكتاب وتحت عنوان خطة الخداع العربية سطر زعيرا بقلمه »في الساعات الأولي من حرب يوم الغفران نقلت مروحيات مصرية قوات كوماندوز بغرض ابرارهم علي طرق الاقتراب في سيناء، وكان الهدف اعداد كمائن لاعاقة تحرك وحدات الاحتياطي الاسرائيلية تجاه منطقة القناة، وقد أسقطت الطائرات الاسرائيلية عدداً منها وأسرت طيارا مصريا وعند استجوابه ذكر «قمنا بمناورة أطلقنا عليها اسم «تحرير 41» وهي مناورة تدريبية تتم في الخريف من كل عام منذ عدة سنوات، وفي صباح الخامس من أكتوبر أبلغتنا قيادة المناورة بأننا سنقوم بطلعة تدريبية في نطاق المناورة، وتلقينا عند حلول الظهر تعليمات بالاستعداد للطلعة، وفي الوقت المحدد وصلت وحدات الكوماندوز ودخلت الطائرات، وقبل الاقلاع بدقائق وصل ضابط من إدارة المناورة وسلمني أمر عمليات ينص علي ان الهدف هو ممرات الجري التي تحتلها اسرائيل في سيناء موضحاً لي أنه ستنشب حرب حقيقية، وهذا أمر واجب النفاذ.. والبقية معروفة.
«تعكس هذه القصة جزءا من خطة الخداع المصرية التي تعتبر أكبر نجاح علي المستوي الاستراتيجي للجيش المصري، وتكمن عظمة الخطة وسر نجاحها في الإدراك بانه لكي تنجح في خداع الجيش الاسرائيلي فلابد من خداع الجيش المصري نفسه إلي ماقبل لحظة بدء الحرب ذاتها.
ومن أجل خداع الجيش المصري كان لزاما علي الرئيس السادات ومجموعة كاتمي الأسرار المحدودة جداً المحيطة به أن ينفذوا ثلاثة شروط حتمية هي :
أ الحرص علي أن يبقي توقيت شن الحرب سراً دفيناً.
ب إلغاء الحاجة إلي أعمال التخطيط والاستطلاع قبل شن الحرب.
ج وضع خطة حرب تكون أساسية وبسيطة جداً بحيث لا يحتاج الأمر الي خطط معقدة تأخذ في الاعتبار تغييرات في الوضع عند شن الحرب.
وقد نجح الجيش المصري في استيفاء كل تلك الشروط، ونتيجة لذلك تقرر أن تكون خطة عبور قناة السويس «بسيطة جداً» بعبور جميع الوحدات التي كانت مرابطة بطول القناة منذ سنوات في قطاعاتها.
وأضيفت علي خطة الخداع الأصلية إجراءات إضافية تمثلت في تسريب مكاتبات سرية للغاية لأجهزة جمع المعلومات التابعة للجيش الاسرائيلي بمواعيد وتواريخ غير دقيقة تضمنت أن المناورة ستنتهي يوم التاسع من أكتوبر سيفتح الباب بعدها للضباط الذين يرغبون في أداء فريضة الحج بالاستعداد، وأنه سيبدأ في تسجيل الأسماء يوم 9 أكتوبر وسيتم تسريح وحدات الاحتياط المشتركة في المناورة ابتداء من 4 أكتوبر وهو ماتم فعلاً وتحققت منه أجهزة المخابرات الاسرائيلية.
ومن المعلوم في العلم العسكري انه لكي تحقق «مفاجأة» عدوك فيجب ان تعد مسبقاً خطة خداع ناجحة تنقسم إلي خداع استراتيجي علي مستوي الدولة، وخداع تعبوي ينظم لتحقيق تأمين العملية العسكرية بكاملها، وخداع تكتيكي بهدف تأمين الوحدات العسكرية في نطاق عملها فقط يقوم الاعلام بعدها بالدور الرئيسي في تحقيق المفاجأة الاستراتيجية.
ويؤكد زعيرا أن الأعمال التي تمت لخدمة خطة الخداع قد توجت جميعها بالنجاح، ويكفي أن أجهزة المخابرات الدولية وفي مقدمتها وكالة المخابرات المركزية الأمريكية وجهاز المخابرات الاسرائيلي خرجا باستنتاجات خاطئة ومن ثم فوجئ العالم أجمع بالهجوم المصري السوري المشترك، ناهيك عن الوثائق التي سربتها مصر لاسرائيل بالتأكيد بأنه ليس من المحتمل شن حرب قبل أن تملك مصر طائرات قاذفة مقاتلة طويلة المدي وصواريخ أرض أرض متوسطة المدي.
أين الوثائق المصرية عن الحرب، ولماذا لم يفرج عنها حتي الآن؟! سوف تعبر الإجابة عن قناعتي الشخصية ومن ثم فهي قابلة للنقاش، فمازلت متأثرا حتي اليوم بالكاتب البريطاني «جافن يونج» »مؤلف كتاب «الحرب المرآة» الذي استهل مقدمته بعبارة «هناك إغراء في إطلاق اسم الحرب المرآة علي حرب يونيو عام 1967 ذلك أنك إذا أمسكت بمرآة لهذه الحرب فإن الصورة المعكوسة سوف تتطابق في نواح كثيرة مع نفس ما نشاهده حاليا من احداث في الحرب الدائرة الآن عام 1973. ومادام أن اسرائيل قد بدأت بالفعل في الكشف عن وثائقها السرية المتعلقة بحرب اكتوبر، ولجنة أجرانات أصدرت أحكامها علي القادة العسكريين الذين اداروا الحرب بالتقصير، دافيد اليعازر رئيس الاركان، وايلي زعيرا مدير المخابرات العسكرية وشموئيل جونين قائد المنطقة الجنوبية المواجهة لمصر وبرأت جولدا مائير رئيس الوزراء وموشي ديان وزير الدفاع، فلماذا.. لا ننتظر حتي تكشف اسرائيل عن كل وثائقها متضمنة كل المساعدات النوعية التي تلقتها، ثم تقوم مصر بنشر وثائقها في ظل ظروف مواتية تم فيها إنهاء النزاع العربي الاسرائيلي وأضحي لفلسطين دولتها المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، واعادت الجولان إلي سوريا في ظل ترحيب اسرائيلي فلسطيني بدعوة الرئيس السيسي الثانية يوم 21 سبتمبر 2016 لاحياء مفاوضات السلام، فالساسة العقلاء يفهمون أن تكون الحرب شاملة بحشد كل امكانات الدولة المتاحة «لبعض الوقت»، ولكن أن تكون الحرب دائمة طول الوقت فهذا هو المستحيل بعينه في ظل مفهوم جديد ساد العالم منذ عام 1990 واعتمد علي توازن المصالح بدلا من توازن القوي.
لمزيد من مقالات ◀ اللواء د. إبراهيم شكيب


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.