الباعث لفن الخط الكوفى فى العصر الحديث وأستاذ الخطاطين وإمامهم فى هذا النوع من الخطوط العربية هو أحد المجددين فى هذا الفن ولهُ الريادة فى انتشال الخط الكوفى من الضياع لإهمالهِ فى العصور المتأخرة .. لهُ الفضل فى تجديد الاسلوب الفاطمى فى الكوفى بل هو من أطلق تسمية لهذا الأسلوب بعدما درس الكتابات الكوفيّة فى الأزهر وغيرهُ من الأثار الفاطمية هو الخطاط والأثرى المصرى يوسف أحمد . ومن العجيب أن ينبغ ويبرع فى هذا الفن قراءة وكتابة من تلقاء نفسه دون أن يعلمه أحد واعتمد على نفسه فى التعلم واتقان الخط الكوفى والتمرس به ، ساعده فى ذلك والده الذى كان يعمل نحاتا دقيق الصنعة مشتهرا ببناء المآذن والقباب العظيمة الشاهقة وكان لهذه الحرفة التى اتقنها الأب ووصل فيها الى حد كبير من الشهرة أثر عظيم فى نشأة الابن واتقانة الرسم وتعلمه للخط الكوفى لأن والده هيأ له الجو المناسب ليصل لهذه الغاية من الإجادة. وبعد أن حفظ القرآن وعرف الحساب وأتم دروسه ونال حظا من الثقافة يؤهله لمستقبله المرتقب صار أبوه يصحبه معه فى عمله بالمساجد التى كان يتولى ترميمها من زخارف ونقوش وخطوط وأخذ يشجعه على ذلك . وانطلق يوسف أحمد فى تفوقه إلى أن تم تعيينه فى لجنة الآثار موظفا رسميا عام 1891 وكان من أهم وظيفته المحافظة على الآثار وإعادتها إلى أصلها وقد قام بترميم النوافذ الجصية الشرقية لجامع أحمد بن طولون وإكمال الكتابة الناقصة بالجامع الأزهر وجامع الحاكم والإقمر والغورى والسلطان حسن . وآخر منصب كان مفتشا للآثار العربية . وقد قام بتدريس الخط الكوفى لطلاب مدرسة تحسين الخطوط العربية بالقاهرة وتخرج على يديه نوابغ الخطاطين وأبرزهم الحاج محمد عبد القادر.