لليوم الخامس على التوالى قضت أعداد هائلة من أسر وعائلات ضحايا مركب «موكب الرسول» ليلتهم أمام سواحل رشيد فى انتظار انتشال جثث ذويهم من قاع البحر المتوسط وتواصل فرق الانقاذ، بالتنسيق مع قوات حرس الحدود والقوات البحرية، جهودها للبحث عن ضحايا جدد خاصة مع تأكيد العشرات فقدانهم ذويهم داخل ثلاجة المركب، وتمكن بعض الصيادين من انتشال 4 جثث وهم محمد السيد شعلان 15 عاما وإبراهيم محمد بريش 17 عاما بقرية الجزيرة الخضراء التابعة لمركز مطوبس بكفرالشيخ وطفل 5 سنوات مجهول الهوية وشاب سودانى الجنسية لتصل حصيلة الضحايا حتى الآن الى 178 شخصا من عدد الرحلة التى كان على متنها نحو 480 شخصا. وبين ليلة وضحاها حولت تلك الفاجعة المروعة مدينة رشيد إلى سرادق عزاء كبير ومراسم جنائزية واتشحت دروبها بالسواد بعد أن وفد اليها المئات من أهالى الضحايا والمفقودين للبحث عن جثث ذويهم وأقاربهم والتى سالت دموعهم على شاطئ البحر واختلطت بمياهه مابين أمل زائف وغضب مكبوت فى الصدور يتابعون بترقب بالغ ولحظات صعبة الكارثة الانسانية التى تعرض لها أبناؤهم بينهم أسر كاملة وأطفال وسيدات ابتلعهم البحر وتحول حلمهم إلى كابوس مفزع رافضين مغادرة الشطاطئ. واكتظت المناطق القريبة من الحادث بالنساء المتشحات بالسواد اللائى قطعن مئات الكيلو مترات من مسقط رأسهن بحثا عن أولادهن فور وقوع الحادث وهن يحدوهن الأمل فى انتشال جثة ذويهن لتستمر الدراما السوداء هى المسيطرة على المشهد فى كل أرجاء رشيد. وكان الوضع مؤلما أمام مستشفيات رشيد وادكو حيث امتزجت صدمات الأهالى الذين تم اخطارهم بالعثور على جثث أبنائهم باستعدادات الاخرين لتسلم الجثامين والذهاب لدفنهم لينسجوا مأساة انسانية تعجز قواميس العربية وغيرها عن وصفها. التقت الأهرام مع ابراهيم الأشقر وشقيقه هلال اللذين كانا ينتظران جثتى نجليهما محمد 15 عاما وهلال 16 عاما وبعدهما بأمتار يقف الحاج غزال فرج من نفس القرية فى انتظار جثة نجله عبده 13 عاما. وقال محمود إبراهيم جاد الله من سكان رشيد إنه تم العثور على جثة بدون رأس تطفو على المياه بالرصيف الشرقى بكفر الشيخ، وتبين أنها لشاب سودانى الجنسية حيث عثر بملابسه على جواز سفر سودانى.