حول ‬إحياء ‬الدور ‬الثقافى ‬للتليفزيون ‬المصرى

خبراء: ‬البروتوكول ‬الجديد ‬يعيد ‬نشر ‬الثقافة ‬على ‬شاشات ‬ماسبيرو

يظل ‬ماسبيرو ‬هو ‬القلعة ‬الإعلامية ‬العريقة ‬على ‬مر ‬السنين، ‬فقد ‬ظل ‬التليفزيون ‬المصرى ‬بتاريخه ‬الطويل ‬صاحب ‬الدور ‬الثقافى ‬ببرامجه ‬المتنوعة ‬فى ‬المجالات ‬المختلفة ‬كالفن ‬التشكيلى ‬والباليه ‬والمسرح ‬وغيرها ‬من ‬الفنون، ‬حتى ‬أن ‬أجيالا ‬عديدة ‬تربى ‬وجدانها ‬على ‬هذه ‬البرامج ‬التى ‬قدمها ‬التليفزيون ‬المصرى.‬
وخلال ‬الفترة ‬الأخيرة ‬تم ‬توقيع ‬بروتوكول ‬تعاون ‬بين ‬وزارة ‬الثقافة ‬واتحاد ‬الإذاعة ‬والتليفزيون ‬من ‬شأنه ‬أن ‬يحتفظ ‬بالعرض ‬الحصرى ‬للتليفزيون ‬المصرى ‬ويميزه ‬عن ‬غيره ‬من ‬القنوات ‬المختلفة، ‬على ‬أن ‬يقوم ‬اتحاد ‬الإذاعة ‬والتليفزيون ‬ووزارة ‬الثقافة ‬بالتعاقد ‬مع ‬القنوات ‬الخاصة ‬الراغبة ‬فى ‬نقل ‬المهرجانات ‬للحصول ‬على ‬البث ‬من ‬قبل ‬الإتحاد، ‬وربما ‬يكون ‬ذلك ‬عاملا ‬من ‬عوامل ‬أخرى ‬كثيرة ‬تعيد ‬لماسبيرو ‬دوره ‬الريادى ‬فى ‬المجال ‬الثقافى ‬الذى ‬لن ‬يهتم ‬به ‬غيره ‬من ‬الشاشات ‬الأخرى، ‬لأنه ‬يمثل ‬التليفزيون ‬الوطنى.‬
وحول ‬ذلك ‬تقول ‬د.‬هويدا ‬مصطفى ‬أستاذ ‬الاعلام: ‬هذا ‬البروتووكول ‬يعد ‬خطوة ‬إيجابية ‬فلابد ‬من ‬الاهتمام ‬بالجانب ‬الثقافى، ‬خاصة ‬من ‬تليفزيون ‬الدولة ‬الذى ‬يعتبر ‬الأساس ‬فى ‬متابعة ‬العروض ‬الثقافية ‬المختلفة ‬وكذلك ‬المهرجانات، ‬وأرى ‬أن ‬ذلك ‬لا ‬يمكن ‬أن ‬يقتصر ‬على ‬القناة ‬الثقافية ‬أو ‬السينما ‬فقط، ‬ولكن ‬لابد ‬من ‬نشر ‬الثقافة ‬على ‬جميع ‬قنوات ‬التليفزيون ‬المصرى ‬وليس ‬القنوات ‬التابعة ‬للقنوات ‬المتخصصة ‬فقط ‬ويجب ‬أن ‬يتم ‬تقديمها ‬فى ‬أوقات ‬مناسبة ‬حتى ‬‮ ‬يتنسى ‬لكل ‬أفراد ‬الأسرة ‬المصرية ‬مشاهدة ‬مثل ‬هذه ‬العروض.‬
وتضيف: ‬التليفزيون ‬المصرى ‬له ‬دور ‬كبير ‬فى ‬الارتقاء ‬بالذوق ‬العام ‬وذلك ‬بتطوير ‬نوعية ‬البرامج ‬الثقافية ‬التى ‬يعرضها ‬حتى ‬تجذب ‬عين ‬المشاهد، ‬ولابد ‬من ‬الاهتمام ‬بفئة ‬الشباب ‬فى ‬توصيل ‬الرسائل ‬الثقافية ‬لهم، ‬وتقديم ‬المعلومة ‬ولا ‬نغفل ‬الاستعانة ‬بالبرامج ‬القديمة ‬لما ‬لها ‬من ‬تأثير ‬إيجابى ‬شهدته ‬الأجيال ‬الماضية ‬التى ‬تعلمت ‬من ‬هذه ‬البرامج ‬واستفادت ‬منها ‬فى ‬تشكيل ‬وجدانها.‬
وأشار ‬د.‬حسين ‬أمين ‬أستاذ ‬الإعلام ‬إلى ‬أنه ‬لابد ‬أن ‬يستعيد ‬التليفزيون ‬‮ ‬دوره ‬الثقافى ‬من ‬خلال ‬البرامج ‬‮ ‬المتنوعة ‬التى ‬كانت ‬تذاع ‬من ‬قبل، ‬ومن ‬الممكن ‬تطويرها ‬بشكل ‬معاصر ‬وأذكر ‬منها ‬برامج ‬تياترو والفن ‬التشكيلى ‬والمسرح ‬وفن ‬الباليه، ‬فهذا ‬الدور ‬لن ‬يقوم ‬به ‬غير ‬ماسبيرو ‬لأن ‬القنوات ‬الخاصة ‬تبتعد ‬تماما ‬عن ‬هذه ‬النوعية ‬من ‬البرامج ‬وأرى ‬أنه ‬لا ‬يكفى ‬وجود ‬قناة ‬واحدة ‬لإبراز ‬هذه ‬النوعية ‬فقط ‬ولا ‬يمكن ‬أن ‬تكون ‬القناة ‬الثقافية ‬التابعة ‬للقنوات ‬المتخصصة بديلا ‬عما ‬كان ‬يتم ‬تقديمه ‬بقنوات ‬التليفزيون،‬خاصة ‬أن ‬المشاهد ‬بدأ ‬يعزف ‬عن ‬برامج ‬التوك ‬شو ‬ويمل ‬هذه ‬النوعية ‬من ‬البرامج، ‬ولذلك ‬فخطوة ‬الاهتمام ‬بإذاعة ‬ونقل ‬الأحداث ‬الثقافية ‬المهمة ‬والمهرجانات ‬حصريا ‬أو ‬من ‬خلال ‬اتحاد ‬الإذاعة ‬والتليفزيون ‬تعد ‬خطوة ‬مهمة ‬فى ‬هذا ‬التوقيت.‬
وهو ‬ما ‬أكده ‬د.‬يوسف ‬الملاخ ‬أستاذ ‬الاعلام ‬قائلا:‬ لابد ‬لتليفزيون ‬الدولة ‬أن ‬يهتم ‬بشكل ‬أكبر ‬بالبرامج ‬الثقافية ‬لما ‬لها ‬دور ‬مباشر ‬فى ‬الإرتقاء ‬بالذوق ‬العام، ‬بل ‬والسلوكيات ‬فى ‬المجتمع، ‬فأفراد ‬الأسرة ‬إذا ‬تربى ‬ذوقهم ‬وتم ‬تثقيفهم ‬سيكون ‬المردود ‬على ‬المجتمع ‬كله ‬بشكل ‬إيجابى، ‬وهنا ‬يقع ‬العبء ‬على ‬تليفزيون ‬الدولة ‬والمدرسة ‬والمنزل، ‬ومطلوب ‬من ‬التليفزيون ‬أن ‬يقدم ‬الفنون ‬الراقية ‬ويهتم ‬بهذة ‬النوعية ‬التى ‬افتقدناها ‬منذ ‬فترة، ‬فغاب ‬معها ‬الوعى ‬الثقافى ‬وأصبح ‬الإهتمام ‬الأكبر ‬ببرامج ‬التوك ‬شو، ‬وعلى ‬تليفزيون ‬الدولة ‬إعادة ‬إحياء ‬البرامج ‬الثقافية ‬وتطوير ‬البرامج ‬القديمة ‬مع ‬الاستعانة ‬بها ‬لتطوير ‬البرامج ‬الحديثة، ‬ولابد ‬من ‬استغلال ‬هذا ‬البروتوكول ‬الجديد ‬لإبراز ‬الثقافة ‬على ‬شاشات ‬ماسبيرو ‬جميعها.‬