علي الرغم من الضجة الكبيرة التي صاحبت اطلاق برنامج "أنا مصر" الذي يذاع يوميا علي شاشة القناة الأولي والفضائية المصرية. واعتبار كثيرين له انه طوق النجاة لماسبيرو باعتباره البرنامج الأقوي الذي سيعيد له البريق مرة أخري الا ان التجربة حتي الآن لم تؤت بثمارها ليس فقط بشهادة الجماهير ولكن بشهادة الخبراء والمتخصصين والإعلاميين. وفي الوقت الذي استنكر فيه البعض الأداء الباهت وضعف المادة الاعلامية المقدمة وتكرارها وتشابهها مع نظيراتها الفضائية اضافة للتنديد بالميزانية الهائلة للبرنامج والتي تكفي لانتاج أكثر من برنامج بتكاليف أقل علاوة علي التحفظ حول الاستعانة بمذيعين "مزدوجي الولاء" من خارج ماسبيرو ويعملون بقنوات أخري منافسة في الوقت الذي يزخر فيه المبني بالعشرات من ابنائه الموهوبين الذين يحتاجون فقط للفرصة دافع آخرون عن البرنامج معتبرين أنه حقق المطلوب منه حتي الآن مطالبين الجميع بمنحه وقتا أطول وعدم التسرع باطلاق أحكام عليه خاصة وأنه لايزال في أيامه الأولي ومن المبكر الحكم عليه. نجوي أبوالنجا رئيس قطاع القنوات المتخصصة الأسبق بدأت حديثها قائلة: لابد من الاشارة إلي أن "أنا مصر" لم يأخذ فرصته الزمنية اللازمة للحكم عليه لكن هناك مؤشرات يمكن استخلاصها فهو حتي الآن لم يقدم أي جديد ولم يفاجئ المشاهدين بوجوه جديدة. والحقيقة أنا ضد فكرة الاستعانة بوجوه من خارج ماسبيرو ورغم حبي الشديد لهم جميعا فهم أصلا أبناء ماسبيرو وهو الذي صنعهم ولكن كما قدمهم للمرة الأولي كان بامكان البرنامج تقديم وجوه جديدة تجذب الجماهير وتحقق الارتباط بين المشاهد والتليفزيون بدلا من تخسير امكانيات واستديوهات ماسبيرو لمذيعين "مزدوجي الولاء" فالمعروف ان كل المذيعين بالبرنامج يعملون في قنوات فضائية أخري ويقدمون برامج تتشابه في أفكارها ومضمونها مع أنا مصر وبالتالي يكون التساؤل لم يكون ولاء هؤلاء. أضافت التليفريون المصري مليء بالكفاءات سواء في التقديم أو الاخراج والاعداد وحتي الفنيين القائمين علي أعمال الديكور وغيرها فقط كانت تنقصه الماديات وكنت أتمني عندما تتوافر أن نقدمها لأبنائنا من داخل ماسبيرو ليستفيدوا منها وتمنحهم الثقة للتطوير والتحديث الدائم. عابت أبوالنجا علي البرنامج ظهور أولي حلقاته مسجلة وقالت: كيف تكون الحلقة الأولي مسجلة والتليفزيون أول من اخترع استديوهات الهواء وأصبح أفضل من يقدمها سواء بالاذاعة أو التليفزيون مشيرة إلي ان مشكلة البرامج الكبيرة أنه يأتي في وقت يعاني منه المشاهد بالأساس من حالة تشبع من برامج التوك شو ولم يعد يجذبه تلك النوعية من البرامج التي أصبحت موضوعاتها وضيوفها مكررين ومعروف مسبقا ما الذي سيقوله كل منهم مؤكدة انه كان من الممكن اختيار وقت أفضل للعرض حتي يحقق البرنامج هدفه المنشود. المخرج محمد الشال قال غاضبا: أنا لو مسئول "أحبس" القائم علي البرامج الذي استغل استديوهات التليفزيون للتصوير وسط ديكورات باهتة باهظة التكاليف دون أي مردود وهي الاستديوهات التي كانت تنتج فيها أكبر المسلسلات الدرامية الهادفة الضخمة وانتاج أعمال درامية وثقافية هادفة وموضوعات تهم الشارع وتحديث وتطوير كاميرات التصوير خاصة وان البلد لا يمكن ان تتغير سوي بالفن والثقافة والدراما النظيفة وان نبحث في جذورنا علي الأدباء العظماء ممن أثروا في وجداننا. نجوي الشيمي المخرجة بالتليفزيون قالت: أي شخص في ماسبيرو يعمل بكل جهده لاستعادة بريق هذا المكان من جديد والعودة به لعصره الذهبي وهو ما نحاول العمل عليه باستمرار ولكن للأسف الشديد القائمون علي التليفزيون من أجل عرض برنامج "أنا مصر" في توقيت مناسب لم يراعوا في الخريطة البرامجية مواعيد البرامج الأخري التي حل هو في موعدها وكانت تحظي بنسبة مشاهدة مما أضر بأكثر من برنامج نسب مشاهدة جديدة ويحقق تواصلا جيدا مع المشاهدين. رفضت الشيمي تقييم نجاح البرنامج أو فشله وقالت: "يترك للجمهور" كما أبدت الشيمي اعتراضها بشكل كبير علي اسم البرنامج" وقالت: "أرفض اسمه شكلا وموضوعا فمصر ليست برنامجا أو مجموعة مذيعيين ولا يمكن لشخص ان يمثل مصر في برنامج فمصر أكبر من ماسبيرو ومن الأشخاص والهيئات". أما الإعلامي أيمن العوضي الرئيس الأسبق لقناة صوت الشعب قال: هناك مؤشرات وصدي لأي عمل ناجح وللأسف الشديد البرنامج مش "مسمع" وحتي الآن لم يتفوق علي برامج التوك شو التي تشبهه وبالتالي ردود الأفعال حول البرنامج ليست ايجابية مضيفا: للأسف الشديد نحن بالأساس نعيش في فترة انحصار لبرامج التوك شو فضلا عن أن اهتمام الجماهير بهذه البرامج قل كثيرا جدا وهذا نابع من الحالة السياسية التي تعيشها مصر ويضيف ربما "أنا مصر" لن يأخذ حقه في الاعداد والدعاية الكافية وتم التجهيز والاعلان عنه سريعا كل هذه الأسباب جعلت البرنامج لا يحظي بالاهتمام الكافي من الجمهور اضافة الي ان عدم الاستعانة بابناء ماسبيرو في الاعداد والتجهيز وتقديم البرنامج جعل العديد من الاعلاميين والعاملين من داخل مبني ماسبيرو ولم يحتفوا أو يرحبوا بالبرنامج ويروجو له بالشكل المطلوب. الدكتور حسن علي استاذ الاعلام بجامعة المنيا قال: برنامج فاشل ويجب ان يحاسب عليه عصام الأمير بل و يحاكم نظرا لأنه كان المتفرد باتخاذ القرار في تبني هذا البرنامج الفاشل دون الاستماع لأي آراء أخري رفضت الشروط المجحفة التي فرضتها شركة الانتاج ورفضت كذلك الاستعانة بعدد من المذيعين دمروا بالأساس قواعد العمل الاعلامي المهني فلفظهم الجمهور وابتعد عنهم. أضاف هناك العديد من علامات الاستفهام حول اصرار القيادات علي الاستعانة بوجوه اعلامية أثارت ولاتزال لغطا كبيرا بآرائها الغريبة وعدم دبلوماسيتها في الحوار وطرح الموضوعات وقد طالبت عصام الأمير في أكثر من مقال وعلي الهواء بالبرامج التليفزيونية بضرورة الاستعانة بأبناء الصف الثاني في ماسبيرو والاعتماد عليهم ومنحهم الفرصة لتقديم جيل جديد يعيد المهنية للاعلام المصري رفض د. حسن علي التماس العذر أو تأجيل تقييم البرنامج باعتبار ان البداية دائما هي الأهم وقال: البرنامج الذي يبدأ ضعيفا يموت وهو ما يحدث. دافع مجدي لاشين رئيس التليفزيون عن البرنامج قائلا: البرنامج جيد جدا ويقدم صورة ومضمونا الي حد كبير جيدين مؤكدا ان الحلقات القادمة سوف تشهد تطورا كبيرا ومفاجآت كثيرة لاسيما وانه من الطبيعي ان البرنامج يتطور تدريجيا قائلا: "أفضل ما كنا نبدأ بداية قوية ثم يضعف ويقل المستوي". وعن اعتراض عدد من الإعلاميين علي اسم البرنامج "أنا مصر" قال: هل مصر أكبر من أن تكون التليفزيون المصري؟ أنا مصر لن يمثل مصر وانما يمثل التليفزيون ونحن فخورون بأن التليفزيون يقول أنا مصر ومن خلال البرنامج ندعو كل واحد مصري يقول: "أنا مصر". مؤكدا علي أن هناك اختلافات كثيرة في وجهات النظر لكنه في النهاية مقتنع تماما بالبرنامج ويتوقع له مزيدا من النجاح والتأثير خلال الأيام القادمة. المذيع الشاب محمد نشأت أحد المشاركين في تقديم البرنامج قال: تصلني والحمد لله ردود أفعال ايجابية حول البرنامج منذ بدء عرضه وجميعها من الجمهور المتابع للحلقات وأتمني من أي شخص أصدر حكما مبكرا أو وجه انتقادات للبرنامج ان ينتظر قليلا ويعيد التفكير خاصة وان الحلقات المقبلة ستشهد تطورا كبيرا في الفقرات والديكورات وغيرها من العناصر التي ستنعكس بشكل كبير علي اجتذاب مزيد من الجماهير. أضاف: لا أنكر ان هناك بعض التحفظات علي عدة أشياء لكننا قادرون علي تلافيها وتقديم الأفضل وأري اننا نقدم في كل حلقة عما قبلها ونضع أيدينا علي موضوعات تمس الشارع المصري والمواطن بشكل كبير وأقول للمنتقدين "رفقا بالقوارير" وأتمني ان يراعوا انها تجربة التليفزيون الأولي بعد غياب ولابد من دعمها وتشجيعها وليس معني هذا عدم الانتقاد ولكن بالشكل الذي يبني ويساعدنا علي التطوير والاجتهاد. ورفض نشأت الأقاويل التي تتردد حول سحب مجموعة مذيعي "أنا مصر" البساط من تحت أقدام مذيعي ماسبيرو قائلا: نحن أقل من ذلك وماسبيرو ملئ بالخبرات والكفاءات التي ستظل نبراسا يضئ الاعلام المصري وكل المشاركين في البرنامج بالأساس أبناء التليفزيون وخرجوا من ماسبيرو واختيارهم ليس تقليلا ابدا من كفاءة العاملين الحالين ونجاح أنامصر مرتبط بنجاح برامج أخري في التليفزيون فكلها منظومة تهدف لخدمة الاعلام المصري في النهاية.