دراسة حديثة: الدماغ أكثر أعضاء الجسم تغيراً فى مرحلة الشباب

يعتبر الدماغ من أكثر وأهم اعضاء الجسم تأثرا بالعوامل الخارجية، والتى قد لا نعيرها الاهتمام الكافى فى حياتنا اليومية، فقد يمارس الإنسان العديد من الممارسات والعادات الضارة التى تقتل خلايا الدماغ وتتسبب فى حالة الركود العقلى وهو لا يدرك ،
بل تشكل خطراً داهماً على كفاءة عمل الدماغ وتحد من قدراته العقلية،ومن تلك الأمور ارتفاع مستوى السكر فى الدم حيث ربطت دراسة حديثة بين ضعف الذاكرة والإصابة بالاكتئاب وبين استهلاك كميات كبيرة من السكر والتى تكمن خطورتها فى التأثير على الوظائف الطبيعية للمخ ، كذلك يؤدى تلوث الهواء إلى ضعف إمداد الدماغ بالأكسجين الكافى، الأمر الذى يؤدى إلى خلل فى وظائف الإدراك وبالتالى يحد من القدرات العقلية للفرد، أيضا من العوامل التى تؤثر سلبًا على كفاءة عمل الدماغ هى قلة النوم على المدى الطويل والتى تؤدى إلى تلف الدماغ وفقدان القدرة على التواصل مع الآخرين بشكل صحيح وذلك لتأثيرها السلبى على الخلايا العصبية بالمخ، علاوة على ما سبق قد يتأثر الدماغ بحدوث اختلال فى التوازن الكيميائى لعمله وذلك جراء تناول الأطمعة الغير صحية أو نتيجة الإسراف فى التدخين وتناول الكحوليات على المدى الطويل .
وفى هذا الصدد يشير الدكتور عمرو السمان أستاذ جراحة المخ والأعصاب بطب قصر العينى إلى دراسة بريطانية حديثة توضح أن الدماغ هو أكثر أعضاء جسم الإنسان تعرضاً للتغيير فى سنوات الشباب مقارنة بأعضاء الجسم الأخرى، حيث أجريت الدراسة بجامعة كامبردج على عينة مكونة من 300 شاب تتراوح أعمارهم ما بين 14– 24 عاماً ، وأسفرت نتائجها عن اكتشاف تغيير فعلى فى مواطن التفكير لديهم، واتضح حدوث تباين شديد فى طريقة التفكير بين أفراد العينة كما لوحظ نتائج متغيرة فى مراكز اتخاذ القرار بالمخ لديهم، كما تمكنت الدراسة من رصد ترابطً وثيق بين تطور عمل الدماغ وبين الأمراض العقلية خلال هذة الفترة العمرية كالشيزوفرينيا والفصام، وتؤكد الباحثة كيرستى وايتكر احدى عضوات الفريق البحثى بالجامعة على أهمية هذا الاكتشاف الذى يعتبر أداة جديدة فى مجال تشخيص الأمراض العقلية، كما يؤكد الدكتور عمر أن المعاملة السيئة خلال هذه المرحلة العمرية يمكن ان تؤدى إلى توقف تام فى الوظائف العليا للدماغ، ويضيف إن من أهم العوامل التى تساعد على التفوق الذهنى هى الاهتمام بالرياضة والمواظبة على تناول الغذاء الصحى المتوازن، كما ان من أهم العوامل السلبية الإفراط فى التدخين وعدم الاستقرار الأسرى.