تستعد الأممالمتحدة لاختيار أمين عام جديد لها خلفا للحالى بان كى مون، الذى من المقرر أن تنتهى فترة ولايته الثانية والأخيرة فى يناير المقبل. وتصدر رئيس وزراء البرتغال السابق أنطونيو جوتيريس سباق التصويت للمرة الرابعة على التوالي, حيث بدأت عملية الاقتراع السرى فى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة فى 21 يوليو الماضى لاختيار مرشح جديد. وحصل جوتيريس فى الجولة الرابعة من التصويت التى جرت فى 9 سبتمبر الجارى على 12 صوتا مؤيدا، مقابل صوتين معارضين وصوت واحد امتنع عن التصويت. وتمثل هذه النتيجة تحسنا طفيفا عن الجولة الثالثة من التصويت، التى منحت جوتيريس 11 صوتا مؤيدا مقابل ثلاثة أصوات غير مؤيدة وبطاقة واحدة بلا رأي. وينافس جوتيريس على منصب الأمين العام للأمم المتحدة وزير خارجية سلوفاكيا ميروسلاف لايتشاك، حيث جاء فى المركز الثانى بعشرة أصوات مؤيدة وأربعة أصوات غير مؤيدة وصوت واحد بلا رأى فى تصويت الجولة الرابعة, وهو ما يعتبر تقدما طفيفا أيضا عن نتيجة التصويت فى الجولة الثالثة والتى منحته تسعة أصوات مؤيدة وخمسة غير مؤيدة وصوتا واحد بلا رأي. ويضع مجلس الأمن المؤلف من 15 عضوا بينها الدول الخمس الدائمة العضوية التى تملك حق النقض «الفيتو» - وهى روسيا والصين والولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا - قائمة غير معلنة، ويقدم مرشحا لتنتخبه الجمعية العامة بعد دراسة قائمة غير معلنة لأشخاص رشحتهم دولهم. وتدوم ولاية الأمين العام، الذى يعد أعلى منصب فى الأممالمتحدة، خمسة أعوام قابلة للتجديد لدورة ثانية، ويشترط فيه توافر أكبر قدر من الحياد، لذلك فإنه يكون غالبا من غير جنسية إحدى الدول الأعضاء الدائمة فى مجلس الأمن. ويدلى الأعضاء الخمسة عشر فى مجلس الأمن بأصواتهم من خلال إبداء الرأى فى كل مرشح من المرشحين العشرة الباقين فى السباق, والاختيارات المتاحة هى : التأييد أو عدم التأييد أو «لا رأي». وسيعقد مجلس الأمن الدولى اقتراعات سرية حتى يصل إلى توافق على مرشح ليحل محل بان كى مون بعد أن شغل المنصب فترتين كل منهما خمس سنوات. ومن المقرر أن يجرى المجلس تصويتا خامسا فى 26 سبتمبر الجاري, وتهدف هذه الجولة من التصويت إلى تقديم توصية بمرشح إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة المؤلفة من 193 عضوا لانتخابه بحلول أكتوبر المقبل، وفى نهاية المطاف يتعين أن توافق الدول الخمس الدائمة العضوية بالمجلس على مرشح ليبدأ تسلم مهام منصبه بدءا من يناير 2017. ومنذ نشأة الأممالمتحدة فى عام 1945، تم تعيين ثمانية رجال فى منصب الأمين العام للأمم المتحدة، من النرويج والسويد وميانمار وبيرو ومصر والنمسا وغانا وكوريا الجنوبية. وعلى امتداد فترة 70 عاما، حصلت الأممالمتحدة ووكالاتها المتخصصة وموظفوها على جائزة نوبل للسلام 11 مرة، بما فيها مفوضية الأممالمتحدة لشئون اللاجئين، التى حصلت على الجائزة مرتين فى عامى 1954 و1981، بينما حصل أمينان عامان أيضا، هما كوفى أنان وداج هامرشولد، على جائزة منحتها لهما لجنة جائزة نوبل النرويجية اعترافا بجهودهما. وشغل جوتيريس منصب رئيس وزراء البرتغال منذ عام 1995 حتى عام 2002 ومنصب مفوض الأممالمتحدة السامى لشئون اللاجئين من يونيو 2005 حتى ديسمبر 2015. . فهل سيخلف جوتيريس بان كى مون فى مقعد الأمين العام؟ أم ستختلف التوقعات فى جولتى التصويت القادمتين؟